على طريقتهم الخاصة من خلال الفن والألوان، يحتفي 162 فناناً من العالم العربي، ومجموعة من الفنانين الإماراتيين، بمناسبة يوم العلم الذي تحتفل به الإمارات في الثالث من شهر نوفمبر. وأطلقت مؤسسة وطني الإمارات فعاليات مهرجان الفن التشكيلي العربي في دورته الثانية، أمس، في غرفة تجارة وصناعة دبي. وأكد فنانون مشاركون أهمية الحدث، الذي يقام برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كونه يعد تجمعاً لنخبة من التشكيليين العرب، وفي مناسبة إماراتية وطنية خاصة، هي الاحتفال بيوم العلم. وقال مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، ضرار بلهول الفلاسي، خلال المؤتمر: نتشرف في المؤسسة بأن نستقبل مهرجان الفن التشكيلي العربي الثاني، وأن نستضيف الوجوه العربية المبدعة، لنحتفل معاً بيوم علم الإمارات، علم الأمة، من خلال فعاليات متعددة تشمل افتتاح معرض تشكيلي، وكذلك يوماً فنياً مفتوحاً للمشاركين، إلى جانب رفع العلم الإماراتي. جدارية مؤجلة أفاد مدير المهرجان، الدكتور ثامر الناصري، خلال المؤتمر، بأن الجدارية التي يعمل عليها الفنانون، والتي ستكون أكبر جدارية في العالم، تم تأجيلها قليلاً، بهدف توفير المكان المناسب لها، خصوصاً أنها ستكون ضخمة، مشدداً على أنها ستكون بالألوان الزيتية، وليس الأكريليك، وأنها ستحمل في وسطها صورة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بينما تجمع في تفاصيلها تاريخ الإمارات كله. فعاليات يقدم الفنانون المشاركون في المهرجان، اليوم، معرضاً في مرسم مطر، بينما سيقدمون غداً فعالية خاصة بالرسم في جميرا والقصباء، إذ سينقسم الفنانون بين هذين الموقعين، وسيتشاركون مع الناس الرسم. وفي الثالث من نوفمبر الجاري، سيقومون برفع العلم. وأكد أهمية تجمّع هذا العدد من الفنانين من الدول العربية إذ يُطرح دائماً السؤال حول دور الفنانين، ومن هنا ومن خلال هذه المبادرة يتبين كيف ينجز فنانو الأمة جنباً إلى جنب، وكيف يتساندون ويتعاونون معاً، لافتاً إلى وجود مبادرات شبيهة في بعض الدول العربية، منها السعودية. وسلط بلهول الضوء على رسالة وطني الإمارات، التي هي بمثابة استكمال للرسالة التي خطها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والهادفة إلى اجتماع الأمة وتوحّدها وتماسكها على الخير في كل شؤون الحياة السياسية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والفنية، شاكراً في الختام كل الفنانين المشاركين على وجودهم في هذه الفعالية، وحملهم الرسالة بحب. عرفان وتقدير من جهتها، ألقت عميدة كلية الفنون في جامعة القاهرة، الدكتورة صفية القباني، كلمة الفنانين المشاركين في الحدث، مؤكدة أن وجودهم يشكل عرفاناً وتكريماً لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة وشعبها الطيب، وتكريماً لدورها التاريخي في تلاحم الأمة وتقدمها واستقرارها. وأشارت إلى أنه من الضروري العودة للتذكير بتاريخ الإمارات في الفن، فهي ليست جديدة على الفن التشكيلي وعلى الفنون عامة، فلطالما كانت سباقة في فتح الأبواب للفن والفنانين، وأطلقت العديد من المشروعات الفنية المتميزة، وكذلك الكليات التي أنشأت جيلاً مبدعاً متميزاً قادراً على تسجيل تراث هذا البلد، وعلى رسم مجتمعها وأفرادها وإنجازاتها. ونوهت القباني باحتضان الإمارات للإبداع المعماري والفنون التشكيلية حتى باتت علامة مميزة فيها. فيما عدت المهرجان دليلاً إضافياً على حرص الإمارات على استمرار دعم الحركة الفنية العربية، وتشجيعها ورعايتها من خلال استضافة الفنانين العرب. مناسبة للجميع بدوره، نوّه مدير المهرجان، الدكتور ثامر الناصري بأهمية الذكرى بالنسبة للإمارات، وهي ذكرى يوم العلم الإماراتي، والتي هي مناسبة يحتفل بها الجميع، إذ حرص الفنانون العرب على الحضور لمشاركة الإماراتيين في هذا الاحتفال، ولتجسيد مسيرة الإبداع. ووصف المهرجان بأنه الأول من نوعه في الوطن العربي، إذ تأسس العديد من المهرجانات والملتقيات، وكذلك الاتحادات التشكيلية العربية، لكن فكرة تأسيس مهرجان الفن التشكيلي العربي لم تتحقق، لذلك تحاورنا واجتهدنا لأجل وضع منظومة فكرية لتحقيق هذا المهرجان، الذي يهتم بالجانبين الجمالي والإنساني، ويحقق تطوير إمكانات ومهارات المبدعين من الفنانين التشكيلين الذين صمموا على إيصال نتاجاتهم ومنجزاتهم الإبداعية التشكيلية إلى المكانة الأسمى. وأضاف الناصري، لـالإمارات اليوم، أن المرحلة الأولى كانت المرحلة التأسيسية، وكانت الجهود منصبة على أن تكون للمهرجان قيمة إبداعية، أكثر من أن يكون مجرد تجمع كبير من حيث العدد، لهذا تفوق في الدورة الأولى في عمّان، وظهر مختلفاً، خصوصاً أنه المهرجان الأول الذي حمل عنوان: مهرجان الفن التشكيلي العربي. وتابع لابد من المحافظة على المكانة العالية، كي يبقى المهرجان نقياً، خصوصاً أنه يضع قيمة الإبداع أولاً، كما أنه بدأ يحمل السمة الدولية، لالتزامه بالقوانين وطبيعة الأعمال التي تقدم. وذكر أن عدد الفنانين المشاركين في الدورة الثانية وصل إلى 162 فناناً، منهم 150 قدموا من البلدان العربية، بينما تعذر على البقية الحضور من جيبوتي والصومال، مشيراً إلى أن الرقم لا يشمل الفنانين الإماراتيين، إذ تشارك مجموعة منهم إلى جانب زملائهم العرب، ومن بينهم مطر بن لاحج والدكتورة نجاة مكي. وأفاد بأن المهرجان سيوجد في أكثر من بلد، وتزامن هذا العام مع يوم العلم الإماراتي، وسيشمل مجموعة من الفعاليات. وعن اختيار الفنانين المشاركين، نبه إلى أن ذلك يكون من خلال التواصل مع الجمعيات التشكيلية في البلدان العربية، ومعرفة الأسماء المقترحة، وانتقاء الأفضل مع التركيز على فئة الشباب، ليتعاونوا مع المخضرمين.