الإعلام الإلكتروني، وبالفصيح الرقمي، أصبح لاعباً فاعلاً في نشر الخبر، وتشكيل الرأي، والمشاركة بأمن الوطن ونمائه، تماماً كرفيقه الأعرق والأقدم الإعلام الورقي والمرئي. الاثنين الماضي كان هناك لقاء جميل فاعل بين سمو الأمير المثقف فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مع نخبة من أبرز رؤساء الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض مسؤولي النشر الإلكتروني بالجهات المختصة، فضلاً عن كبار مسؤولي الإمارة. ولقناعة الأمير برسالة ودور هذا الإعلام فإنه عندما طُرحتْ عليه فكرة هذا اللقاء بجلسة خاصة باركها وأيدها، مشيراً إلى أهمية التواصل مع هذا الطيف الإعلامي لقناعته بدورهم التوعوي والإعلامي في خدمة الوطن والمواطن. اللقاء كان شفافاً ومريحاً، وألقى التواجد بقصر الحكم على اللقاء ظلالاً من التاريخ وبُعداً جميلاً عن هذا الوطن العريق. ابتدأ اللقاء بكلمة للأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أشار فيها إلى دور الكلمة وأمانتها بأي قالب جاءت، وأنها مسؤولية عظيمة، وعليها رسالة نحو وطننا الذي يواجه تحديات خارجية، لكن بحمد الله يخرج من كل تحدٍّ وهو أقوى وأرسخ. وأبدى سموه ترحيبه بالنقد الموضوعي الذي يخدم تنمية الوطن والمواطن، مؤكداً أن مجالسنا بالإمارات مفتوحة، وهذا ما تعلمناه من فعل وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي رغم أعباء الحكم لم يترك لقاءه الأسبوعي بالمواطنين. ثم فتح الحوار بين سموه وهذه النخب الإعلامية الذين تحدثوا بكل صدق مبدين امتنانهم لسمو أمير منطقة الرياض لهذا اللقاء والحديث والحوار مع سموه. وتحدث بعضهم عما يعيق وصول المعلومة لهم؛ حتى ينشر الخبر صحيحاً، بدلاً من أن يستقيه المتلقي من الإعلام الإلكتروني الخارجي. وأشاروا إلى قناعتهم وسعيهم بألا ينشر لديهم مادة إلا وهي تخدم الوطن، وتسهم بالاستقرار. ومن ضمن الموضوعات المهمة التي تم طرحها خطورة نشر الشائعات التي تثير البلبلة، وتقلق الناس، وتشغل المسؤولين. وأجمعت هذه النخبة على قناعتهم بما طرحه سموه عن خطر وخطورة الشائعات مؤكدين سرعة تجاوب المتحدثين الرسميين بالجهات الحكومية. وقد بادر سمو الأمير فيصل بتوجيه المتحدث الرسمي بالإمارة بسرعة التجاوب معهم واللقاء بهم لبحث كل ما يخدم سكان العاصمة ومحافظاتها؛ حتى يتم بثّ الأخبار الصحيحة، وعدم إتاحة الفرصة لنشر الشائعات، التي لها تأثير على راحة الناس وطمأنينتهم بمنازلهم وطرقاتهم. من خلال ما رأيته من نجاح هذا اللقاء بإمارة الرياض، وتفاعل سمو الأمير، فضلاً عن تقدير وتجاوب هذه النخبة المسؤولة عن إحدى قنوات الإعلام الفاعلة والسريعة؛ لذا فإني أدعو إلى تواصل كافة المسؤولين ولقائهم بالزملاء بالإعلام الإلكتروني؛ إذ إن ذلك يوجد أرضية جيدة لنشر الصالح، وترك الطالح. ومن جانب آخر، إشعار هؤلاء الإعلاميين بما يقدمونه من عمل إعلامي كبير لوطنهم. وقد ختم الأمير فيصل اللقاء بوصف جميل للإعلام بأنه ذراع مهمة للتوعية والتنمية، وعين بصيرة تُري المسؤول مواقع الخلل والنقص إذا كانت رؤية هذه العين موضوعية وبعيدة عن المصالح والأهواء الشخصية. تحية تقدير للزملاء بالإعلام الجديد الذين يدركون مسؤوليتهم؛ فيجيء خطابهم الذي يطرحونه في نوافذهم الإعلامية متناغماً مع حضور هذا الوطن السياسي والاقتصادي والثقافي، ومتماهياً مع مستحقات سعيه لإقرار السلام، ومتماهياً مع معركته الشريفة لبناء الوطن واستشراف مستقبل الإنسان السعودي بهذه المملكة الآمنة النامية بإذن الله. =2= ** آخر الجداول للشاعر يحيى توفيق: على وطني أوقدت روحي وأوقدتها حباً يضيء ومجمرا وأفنيت فيه العمر أفديه عاشقاً وعانقته صخراً وقبلته ثرى نقلا عن الصحيفة