عواصم وكالات أعلن خفر السواحل اليوناني إنقاذ 144 مهاجراً وانتشال جثث 22 آخرين بينهم 4 رضَّع و9 أطفال بعد غرق قاربين في حادثين منفصلين في بحر إيجة، في وقتٍ أفصحت النرويج عن نيَّتها استخدام صندوقها السيادي لتغطية مساعداتها للاجئين. وزاد عدد الغرقى في بحر إيجة نظراً لسوء الأحوال الجوية، ليصبح السفر عبره محفوفاً بالخطر بالنسبة لآلاف السوريين والعراقيين القادمين من تركيا بطريقةٍ غير شرعية. وأفادت حكومة أثينا بإنقاذ خفر السواحل التابع لها 138 مهاجراً وانتشاله جثث 19 آخرين إثر انقلاب قاربهم الخشبي قبالة جزيرة كاليمنوس صباح أمس الجمعة. ولفتت في الوقت نفسه إلى إنقاذ الحرس 6 مهاجرين إثر غرق قاربٍ آخرٍ قبالة جزيرة رودس ما أسفر أيضاً عن وفاة 3 أشخاص بينهم طفل ورضيع وفقدِ 4 آخرين. وتحوَّلت اليونان إلى محطة توقفٍ لأكثر من 500 ألف لاجئ فرّوا من الصراعات في الشرق الأوسط ومناطق أخرى هذا العام، ما أثار خلافاتٍ أوروبية بشأن كيفية التعامل مع واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية منذ عقود. بدورها؛ نقلت المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين عن بعض المسافرين عبر البحر أن مهرِّبين يعرضون تخفيضاً يصل إلى %50 على التذاكر التي تُكلِّف بين 1100 و1400 يورو لإقناع راغبين في السفر بالقبول بقوارب مطاطية في طقسٍ سيئ. وتتكلَّف الرحلة في القوارب الخشبية الأكثر أماناً بين 1800 و2500 يورو لكل مسافر. وتُبذَل جهودٌ أوروبيةٌ لإقناع دول القارة باستقبال حصصٍ إجبارية من طالبي اللجوء. لكن رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، جدَّد هجومه على نظام الحصص، واعتبر أنه تقرَّر دون أخذ الرأي العام في الاعتبار و«هو ما قد يسبِّب أزمة ديمقراطية في القارة». وأغلق أوربان، المنتمي إلى التيار اليميني المتشدد، الحدود الجنوبية لبلاده قبل أسابيع متذرِّعاً بتهديد المهاجرين، ومعظمهم من المسلمين العرب والأفغان والأفارقة، للقيم المسيحية. وبينما تستعد ألمانيا لقبول نحو مليون طالب لجوء بحلول نهاية العام الجاري؛ تسعى مستشارتها، أنجيلا ميركل، إلى آليةٍ دائمةٍ تضع حصصاً مُلزِمة لأعضاء الاتحاد الأوروبي المؤلَّف من 28 دولة، ما قُوبِل بمقاومة شديدة خصوصاً من المجر. وقال أوربان للإذاعة العامة في بلاده «من الذي فوَّض زعماء أوروبا أو بعض زعمائها لانتهاج هذا النوع من السياسة؟». ووصف نظام الحصص المُقترَح بـ «غير معقول وغير شرعي وظالم». وعندما أقامت بلاده أسيجةً على حدودها مع صربيا وكرواتيا ولَقِيَت انتقادات من دول غرب أوروبا؛ تذرعت بأنها تفي بالتزاماتها لحماية الحدود الخارجية لمنطقة «شينجن». ويسمح فضاء «شينجن» للأوروبيين بالتنقل دون استخدام جوازات السفر. ودعا أوربان اتحاد الـ 28 دولة إلى التمسك بقوانينه «وإلا فإن القارة ستنزلق نحو الفوضى». في غضون ذلك؛ أقرَّت النرويج بأن عليها اتخاذ إجراءاتٍ بينها استخدام أموال صندوقها السيادي لمواجهة النفقات الإضافية المرتبطة بـ «التدفق القياسي للاجئين». وتحدثت الحكومة في أوسلو عن احتمال استقبال 33 ألف طالب لجوء في عام 2016، وهو عدد أكبر بـ 3 مرات من الذي سُجِّل في السنوات الأخيرة.