×
محافظة القصيم

«أصدقاء المرضى» في عنيزة تكرّم الدكتورة الشلوي

صورة الخبر

ذات يوم ديسمبري في مانيلا، احتجزني السيد المطر لأكثر من ساعة في مقهى جميل، يغص بالبشر من كل حدب وصوب. كان المطر يهطل بغزارة. كأن السماء انشقت. فكانت من أجمل اللحظات التي مرت علي بتلك المدينة. وكنت مزدحما بالأماني، كنت أحلم بمطر مماثل، يغسل كل جفاف وغبار صحاري بلادي الطويلة والبعيدة. وتذكرت أيضا احتفال القاص صالح الأشقر بالمطر عبر مجموعته القصصية الهامة والموسومة بـ (ضجيج الأبواب). وبعد أكثر من ساعة، توقف المطر، فلم أجد برك الماء في تلك الساحات المعجونة بفرح الحياة واحتفالات رأس السنة. فجأة عادت الحياة لتلك الأماكن سريعا.. بلا بحيرات ماء. تخيل لو حدث ذلك المطر في مدينة في وطني لأصبحت ــ بلا أدنى شك ــ مدينة منكوبة من الدرجة الخامسة. كنا، ونحن نركض في بستان الطفولة، نسمع أهلنا يتضرعون إلى ربهم كلما جاء المطر: ـ (اللهم حوالينا ولا علينا.. اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر). لم نكن ندرك معنى ذلك حتى هرمنا. إنه الخوف من تداعي وسقوط تلك الأبنية الطينية المتآكلة. التي رأينا بعض فصولها. ولكن بعد عقود من الطفرة الأولى والثانية وإنفاق مليارات الريالات على البنية التحتية، وبعد بناء القلاع الأسمنتية التي لم تحم البعض من تداعيات المطر. سنظل نردد هذا الدعاء مع بعض موظفي الحكومية كلما لاح غيم بعيد. مشكلة بعض مخططي المدن أنهم يعملون بدون نظرة مستقبلية وبدون معرفة لتاريخ مطر المدن والتهاون في مجاري السيول والأودية والشعاب الصغيرة.. وبدون الإطلاع الميداني لتضاريس الأراضي المراد إصلاحها للحياة. قبل عدة سنوات، قام أحد الإخوان بزيارة مكتبية لأمين منطقة حائل السابق، وذلك قبل كارثة جدة، وحذره من التهاون بتضييق وادي (الديرع)الذي يشق مدينة حائل إلى نصفين، واقترح عليه في حالة تضييق مجرى الوادي بتعميقه، وعدم البناء بالقرب منه، فذكر له أن الوادي كما روى أحد كبار السن، بأنه سال خلال عام واحد وذلك قبل عقود بما لا يقل عن (60) مرة. فالوادي ربما لا يسيل كما يجب كل عام.. وإنما لا بد أن يسيل في يوم ما بعنف ويسلك طريقه. الشاهد: أن عيوب التخطيط، وعدم اكتمال البنية التحتية كمشكلة تصريف السيول والبناء في مجاري السيول، مشكلة عامة ومنذ عقود، ستظهر بوضوح كلما سالت الأرض هنا وهناك في طول وعرض الوطن. كل عام، نجد الكوارث والفواجع والخسائر بسبب الأمطار والسيول، بعضها استهتار الناس وعدم تقدير الأمور، وبعضها ضيق أفق وتجاوزات أهل العقود والبناء في القطاعين الخاص والعام. saudaljarad@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة