تبدي أوساط عدة في إسرائيل قلقها من تسبب فشل تسوية الدولتين في تحولها لدولة ثنائية القومية تنزع عنها صفة "اليهودية الديمقراطية". كذلك دق باحثون في الإحصاءات والديمغرافيا والجغرافيا ناقوس الخطر مما أسموه "اتجاه إسرائيل بسرعة لثنائية القومية لا أن تظل يهودية أو ديمقراطية"، وذلك بسبب استمرار الاحتلال ورجوح كفة التزايد الطبيعي للفلسطينيين ونضوب نبع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. بدوره دعارئيس المعارضة ورئيس حزب المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ إلى تسوية الصراع بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة على معظم الأرض المحتلة عام 1967، متهما حكومة بنيامين نتنياهو باعتماد سياسة تقود لأن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية. وأضاف في محاضرة برعاية "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" في تل أبيب، أن "الدعوة للفصل بين الشعبين لا تنم عن حبنا للعرب كما يدعي اليمين، بل هي الحل الصهيوني الوحيد ومن دونه يتجه الشعبان نحو حرب أهلية في نطاق دولة واحدة". بيريز: مؤسس إسرائيل بن غوريون فضل دولة يهودية على جزء من الأرض(الجزيرة) قلق متزايد وانضم الرئيس السابق لإسرائيلشمعون بيريز لقائمة المحذرين من نهاية المشروع الصهيوني بتأكيدهأن "خيار الدولة الواحدة الذي بدأ يسمع في طرفي الصراع سيقود إسرائيل لفقدان يهوديتها وديمقراطيتها". وأضاف في تصريحات لموقع "والا" أن مؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول دافيد بن غوريون فضّل دولة يهودية في جزء من "أرض إسرائيل" على دولة غير يهودية تقوم في كل البلاد. كما انضم رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبقشلومو غزيت إلى عدة مسؤولين أمنيين سابقين بالتحذير من أن إسرائيل تتجه نحو خرابها بسبب سياسات حكوماتها، مشددا على أن إستراتيجية الاستيطان والسيطرة على كل البلاد تقودها نحو الضياع إلا إذا حصلت معجزة. وعلى غرار أوساط إسرائيلية متزايدة تعدّ الدولة الفلسطينية مصلحة لإسرائيل، دعا غزيت لمبادرة "لفك الارتباط والانسحاب من الضفة الغربية على غرار فك الارتباط مع غزة عام 2005 مع تحاشي الوقوع بأخطائها". شافيط دعا لرفض أي محاولات لإعادة اللاجئين الفلسطينيين (الجزيرة) أزمة سكانية من جانبه شدد المعلق البارز أرييه شافيط على ضرورة تجديد إسرائيل رفضها لعودة اللاجئين الفلسطينيين وإصرارها على "تأهيلهم" في دول اللجوء ومنحهم تعويضات مناسبة. وردا على سؤال الجزيرة نت، قال شافيط "إنها مسألة وقت حتى تصل إسرائيل إلى النقطة الحاسمة والاضطرار للقيام باختيار موجع بين خراب إسرائيل وتبني سياسة واقعية"، مضيفا "الشعبان متورطان في مأزق مأساوي وبدلا من التعاون نحو مستقبل مشترك، فهما يغرقان في سفك دماء معرض للتفاقم نحو حرب أهلية". بدوره أوضح الباحث في الديمغرافيا أرنون سوفير، في حديث للقناة العاشرة، أن إحصاءات رسمية مؤكدة تفيد بأن كفة الفلسطينيين سترجح على كفة اليهود في البلاد بعد عقد من الزمن، مؤكدا أن "هناك 6.5 ملايين يهودي ونحو 6 ملايين فلسطيني بين البحر والنهر مما يعني أن إسرائيل على حافة فقدان الأغلبية اليهودية". بورغ: فكرة الدولة اليهودية مجرد وهم(الجزيرة نت) وهم الدولة أما النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي فأكد أن إسرائيل تجاوزت نقطة اللاعودة ولم تعد تسوية الدولتين ممكنة، قائلا "عما قريب جدا ستصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية وعنصرية على غرار جنوب أفريقيا". ويتفق معه رئيس الكنيست الأسبق أفرهام بورغ قائلا "من الأساس فكرة الدولة اليهودية هي مجرد وهم، لأن إسرائيل باتت اليوم دولة ثنائية القومية بين البحر والنهر تفقد طابعها اليهودي الديمقراطي". وتابع للجزيرة نت "عجل النجاة الوحيد الذي ينقذ إسرائيل من الغرق يكمن بدولة فلسطينية مجاورة، لكن للأسف معظم الإسرائيليين يختبئون خلف مقولة اللاشريك الفلسطيني".