التزاماً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالحفاظ على التراث الإماراتي، والتعريف بكنوزه عربياً وعالمياً، قدمت الهيئة فرصة للجمهور للاطلاع عن كثب على روائع هذا الموروث العريق، ضمن فعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الثاني، المقام حالياً تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية بسوق القطارة بمدينة العين، والذي يستمر حتى 7 نوفمبر المقبل. وينقل المهرجان زواره إلى نبع الأصالة وعبق الماضي الذي يشدو بتراث الأجداد، ودورهم في إرساء دعائم الأسواق الشعبية، التي لم تكن فقط محطة للتعاملات التجارية كالبيع والشراء، وإنما كانت محطة لتبادل الأخبار، وملتقى ثقافياً أدبياً وتجارياً. وضم المهرجان العديد من الأقسام الخاصة بالتراث والثقافة والتسوق، منها القسم الثقافي الذي اشتمل على العديد من العروض الحية لجميع المهن والحرف التقليدية الخاصة بالتراث الإماراتي، والتي تعبر عن ماضي الأجداد العريق، إضافة إلى عرض المقتنيات التراثية والمنتجات الإماراتية من مشغولات يدوية، أبرزت الحرفية العالية التي تميز بها المنتج الإماراتي قديماً، كما استعرضت النسوة الإماراتيات في محالهن الكثير من المنتجات التقليدية منها ملابس تراثية وأقمشة ومنسوجات شعبية، وعطور وبخور ومباخر محلية الصنع، وتحف وهدايا، وتوابل عطرية من بهارات وأعشاب، وعملات قديمة، وحلي ومشغولات ذهبية، وأوانٍ منزلية، ولوحات تراثية، إلى جانب محال تعرض الحناء، والحلوى، إضافة إلى بعض المأكولات الشعبية والمشروبات الخفيفة. ويهدف السوق التراثي إلى تشجيع المواطنات من الأسر المنتجة على ممارسة هذه المهن، وحمايتها من الاندثار، كما يتيح فرص عمل للمواطنات، من خلال إيجاد أسواق خدمية للمجتمع، والتعريف بتراث الإمارات، ووضع السوق على الخريطة السياحية. ولم يَغِبْ عن بال منظمي المهرجان أهمية الكتاب، لذا ارتأت دار الكتب المشاركة في هذه التظاهرة التراثية، عبر ركن خاص عرضت فيه أحدث إصداراتها وأهمها في مجال التراث. وقال رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في أبوظبي للسياحة، سعيد حمد الكعبي: بات المهرجان في عامه الثاني تعبيراً صادقاً عن هذا الاهتمام، ووجهاً من وجوه نشر الوعي التراثي، وامتداداً طبيعياً للاهتمام بحاضر أبناء الوطن، وتنمية وعيهم وإدراكهم لتراثهم وتاريخهم، بما يؤكد التعبير الراسخ عن القناعة بأن تراث المجتمع هو عنوان لحاضره، ومقدمة لمستقبله، كما أنّ فعالياتنا موجهة إلى كل أفراد الأسرة، حتى نكون الوجهة المثلى لهم.