×
محافظة المدينة المنورة

نتطلع لوضع آليات جديدة لتوزيع الحصص

صورة الخبر

تظل العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة في العادة ذات شد وجذب في سبيل التطوير والرقي تحت ظل الاحترام والرقي في التعامل، وعالميا مصطلح مثقف يستخدم كدلالة على الاستقلالية في الرأي والحضور إزاء الدولة والسلطة والمجتمع وهذا ما جعل مكانة المثقف عالية في المجتمعات التي تعي ذلك. يوم أمس الأول استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز لأنه دائما يحب أن يتعامل مع المثقفين بصفته المثقف المطلع والأديب الواعي وهذه عاده يقوم بها بين حين وآخر في لقاء لفيف مع المثقفين والأدباء والإعلاميين وهو معروف عنه أنه صديق الإعلاميين.. إن الملك سلمان يمتلك ذاكرة متجددة وعلى اطلاع واسع ودقيق بتفاصيل التاريخ وعلم الأنساب في السعودية.. أتذكر شخصيا عندما فزت بجائزة أفضل قصة قصيرة تنشر في جريدة الرياض عام 2005 وكان حينها أميراً للرياض حضر شقيقي فهيد لتسلم الجائزة لأنني وقتها كنت أدرس الدكتوراة في أستراليا وعندما صافحه قال له الملك سلمان: أنتم الهمزان اللي «تسوسون» الأرض ـ أي تستخرجون أماكن الماء وهي مهارة اتصفت بها عشيرتي ـ فقال له شقيقي: نعم. فالتفت إلى رئيس التحرير وقتها تركي السديري قائلا: «هؤلاء يعرفون يطلعون الماء من تحت الأرض دون أجهزة»!! هذا الموقف الذي يتكرر دائماً مع محاسن وقصص القبائل والعشائر الأخرى يدل على أن الملك سلمان موسوعة تاريخية. إن لقاء الملك سلمان الأول بعد توليه منصب الحكم فيه رؤية مهمة خصوصا أنه مرر رسائل في غاية الأهمية بوجوب التواصل المفتوح والنقد عبر كل الوسائل فقالها ببساطته المعهودة «التليفون مفتوح والأذان مفتوحة والمجالس مفتوحة» بل عززها بمفهوم جميل وراقٍ في سياسة التعامل مع المثقفين والإعلاميين عندما قال «رحم الله من أهدى إلى عيوبي»! هذه رسالة سامية في ظل أن هناك جهات حكومية تتوعد من ينتقدها فهذه دعوة مباشرة من قائد البلاد بممارسة النقد الهادف لمسيرة الإصلاح.. شكراً من الأعماق لملكنا المثقف صاحب الرؤية الثاقبة.