اليوم ينعقد اجتماع موسع في فيينا لاختبار نوايا الذين يريدون إنهاء مأساة الشعب السوري، بعد أن أصبح الحل السياسي هو نقطة الالتقاء بين الجميع. وهذا الاجتماع يأتي بعد جهود مشتركة للدول الأربع: المملكة، الولايات المتحدة، روسيا، وتركيا بحثا عن قواسم مشتركة بين جميع الأطراف.. وكانت موسكو حريصة على انضمام إيران إلى هذا الحوار باعتبارها صاحبة مصلحة في سوريا، وقد تحقق لروسيا ما أرادت إذا كان سيقود إلى حل منصف. والسياسة -كما هو معروف- هي فن الممكن وخطوات على طريق يمكن أن يسير عليه الجميع في سبيل تحقيق الهدف. وكانت المملكة -وما تزال- تعمل بإخلاص لمساعدة الشعب السوري من أجل إنهاء حالة الاضطراب السائدة في هذا البلد لمواجهة خطر الإرهاب الذي يتهدد الجميع.. وإذا كانت الدول الكبرى جادة في دفع الأخطار عن المنطقة ومحاصرة النيران المشتعلة في أكثر من مكان فعليها أن تدرك أن إصرار البعض على بقاء بشار الأسد هو -بصورة عملية- إفشال للجهود الساعية إلى حل المشكلة. واجتماع اليوم في النمسا مهم لأكثر من سبب، منها: كشف المواقف ومحطة ضرورية لاختبار نوايا الجميع ومدى رغبتهم في تقديم المساعدة لإنهاء الأزمة. والشيء الذي يجب أن لا يغيب عن اجتماع اليوم هو أن بشار ونظامه هما أساس المشكلة وأي محاولات أو ضغوط لفرض بقائه، فلن تسهم في معالجة المشكلة بل ستدفع إلى المزيد من التعقيد.