×
محافظة المنطقة الشرقية

كزامر يسجل أسرع زمن في كورنيش العاصمة

صورة الخبر

على الرغم مما تشهده مدينة الرياض من نهضة شاملة وتطوير في جميع المجالات، يرشحها لكي تكون من أكثر مدن العالم تطورا، وهذا التطور الذي تبناه الملك سلمان منذ ما يقارب 5 عقود من الزمن، أنفقت فيها المملكة المليارات لتكون الرياض عاصمة من أعظم العواصم العالمية، سواء في الخدمات أو المرافق أو انسيابية الحركة والمواصلات وغيرها مما يهم المواطن والمقيم في شؤون حياته. وباتت مدينة الرياض حاضرة من أعظم حواضر العالم، بفضل الله أولا ثم بفضل النهضة الشاملة التي تبناها الملك سلمان، منذ أن كان أميرا للرياض وقام بوضع خطط شاملة للارتقاء بها بشكل جعلها تنافس أكبر مدن العالم ، وأصبحت مدينة الرياض مصدر فخر للسعوديين أمام العالم، إلا أن هناك من يريد تشويه هذه الإنجازات عمداً أو دون قصد. الصناعية.. خارج الخدمة فما إن تتجول في صناعية الدائري والتي تقع بين الدائري الشرقي والجنوبي، تشعر للحظة الأولي أنك تعيش في مكان خارج مدينة الرياض، بل خارج منظومة المدن السعودية كلها ، وكأنك تعيش في قرية من قرى إفريقيا في العصور الوسطى، فلا نظام ولا خدمات ولا إنارة شوارع، وتحولت الطرق إلى حفر ومطبات ومستنقعات تسرح فيها الحشرات بكل أريحية، ورائحة القاذورات ومياه الصرف الصحي تزكم الأنوف ، وبلدية مدينة الرياض بعيدة كل البعد عن هذه الصناعية التي يوجد فيها كبرى شركات صيانة السيارات، ويرتادها مئات بل آلاف المواطنين والمقيمين يوميا ، ليتحسروا على هذا الإهمال الذي ضرب هذه المنطقة بجذوره، وعششت فيها الحشرات والزواحف ،وتحولت إلى مقابر للأحياء مع سواد الليل، لشدة الظلام وخلوها من الناس نظرا لسوء حالها. 15 عاما من الإهمال والنسيان تأسست هذه المنطقة الصناعية عام 1420هـ لتخفيف الضغط على المناطق الصناعية الأخرى، وافتتح بها أكثر من 380 ورشة صناعية يعمل بها آلاف العمال والمهندسين، وأنشىء بها أكثر من 40 عمارة لتكون سكنا للعاملين بها تضم أكثر من 400 شقة سكنية، إضافة إلى أكثر من 450 معرضا ومحلا لقطع الغيار والخدمات الأخرى، وتعد من المناطق الجاذبة للورش نظرا لوقوعها على الطريق الدائري وقربها من وسط العاصمة، وعلى الرعم من ذلك فما زالت في طي النسيان من المسؤولين، وما زالت تشكو من الإهمال وعدم التطوير حتى بات الكثير من أصحاب الورش يفكرون في الانتقال منها ، وأغلقت عشرات الورش نظرا لتدني الخدمات. مياه الصرف الصحي تحولها لبرك ومستنقعات وقد تجولت المدائن بعدستها في المنطقة مع تعدد الشكاوى والاستغاثات التي وصلتها من المواطنين وأصحاب الورش لترصد تردى حالة المدينة الصناعية وكأنها سقطت من حسابات أمانة منطقة الرياض.ويشير أحد أصحاب الورش الذي فضل عدم ذكر اسمه أن المدينة حالتها لا تسر أحدا فمياه الصرف الصحي غمرت الكثير من شوارعها سواء الرئيسية او الفرعية حتى وصلت لإلى شارعها الرئيس واكتفى المسؤولون مع تعدد شكاوانا بإرسال سيارة لشفط المياه لتعود المياه من جديد بعدها بساعات، وناشد المسؤولين بوضع حل جذري لمياه الصرف الصحي. وأضاف أحد العمال أن هناك حالة ركود في العمل بسبب صعوبة الوصول إلى عشرات الورش التي تحولت إلى حفر عميقة واختفت طبقة الإسفلت تماما بفعل تراكم المياه لأيام وشهور، وبات الكثير من أصحاب الورش يعجزون عن دفع الإيجارات أو رواتب العمال والموظفين، واضطر بعض أصحاب الورش لتصفية أعماله هناك وإغلاق الورش بسبب سوء المرافق والخدمات. الصناعية تغرق في الظلام ليلاً كما أكد أحد العمال والذي يسكن في المنطقة أنه لا يستطيع الخروج من سكنه ليلا نظرا لغياب الإنارة من الشوارع وانتشار الظلام الدامس الذي يحول المنطقة ليلا إلى مكان يشبه المقابر لا حياة فيها، فمع ساعات الليل الأولى تتوقف الحياة تماما في الصناعية، وطالب بسرعة إنارتها حرصا على توفير الأمن والأمان فيها ومراعاة لمن يقيمون فيها بصفة دائمة. كما بدأت الكهرباء في الانقطاع ليلا عن المنطقة في بعض الأحيان وزادت خلال هذه الأيام. ومع انتشار أكوام التراب والبرك والمستنقعات بشكل كبير حذر أحد المقيمين فيها من انتشار الأمراض بين العمال في المنطقة، فالروائح الكريهة تزكم الأنوف صباح مساء وانتشار الحشرات والزواحف يهددنا داخل الورش نفسها ، ولا ندري ما العمل في هذا، ولا ندرى إلى متى سيظل هذا الوضع بهذا السوء. كوبري الموت يحصد أرواح المواطنين ويفجر أحد أصحاب الورش مفاجأة حينما تحدث عن كوبري الصناعية الجديد، واصفاً إيام بكوبري الموت نظراً لانه يسير في اتجاهين ليس بينهما فواصل أو حواجز، مما يجعل السير فيه عكس الاتجاه هو الغالب بين السيارات، ويتم ذلك بعلم المرور الذي يأتي كثيرا إلى المكان لتفقد الحوادث الكثيرة التي تحدث نظرا للسير فوق الكوبري عكس الاتجاه، ويطالب بضرورة التصدى لهذا الأمر الذي أصبح مقلقا لغاية. تدني الخدمات العامة وانهيارها وعن الخدمات العامة فهي قليلة جدا في المنطقة، فلا يوجد سوى صراف آلى واحد فقط داخل المنطقة الصناعية كلها وغالبا ما يكون معطلا، بالرغم من شدة الحاجة إليه ، كما يكون منظر المصلين مؤسفا وهم يسيرون في حر الشمس لصلاة الجمعة قرابة كيلو متر، نظرا لعدم وجود صلاة للجمعة إلا في هذا المسجد البعيد عن أماكن سكن العمال الذين لا يمتلك أغلبهم سيارات لنقلهم، فضلا عن ضيق المسجد في صلاة الجمعة بالمصلين ، واضطرارهم للصلاة خارج المسجد في الحر الشديد، وكذلك غياب تام لأي منشأة صحية داخل المنطقة الصناعية بالرغم من كثرة الأخطار التي يتعرض لها العمال فلا أقل من وحدة صحية بالمكان يكون بها وحدة للطوارىء. وعود للمسؤولين محلك سر وعلى الرغم من كثرة شكاوى المواطنين وأصحاب الورش للمسؤولين ، ووعودهم الكثيرة بتحسين الخدمات في المنطقة إلا ان هذه الوعود سرعان ما تتبخر ، بل يسوء الحال من وقت لآخر ، حتى أن وكيل أمانة الرياض للتعمير والمشاريع قد وعد في كتاب مؤرخ 19/1/1436 بأنه تم الوقوف على مواقع البرك والمستنقعات في المنطقة من قبل المختصين بالأمانة، وتحديد العمال المطلوبة وتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ويجري حاليا تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه السطحية على مستوى شوارع صناعية الدائري بحي الفيصلية، وذلك تحت إشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والذي سوف يتم الانتهاء منه بعد خمسة أشهر نقريبا،كما ذكر أن الأمانة تقوم حاليا على ربط الشوارع الأكثر تضررا مؤقتا بعبارة السيول في الدائري الجنوبي ويتم الانتهاء منه خلال ثلاثة أسابيع. كما وعد المهندس محمد صالح الضبعان، في كتابه أيضا بأنه سيتم البدء بعد أسبوعين في سفلتة الطريق لتسهيل حركة المركبات، إلى أن يتم الانتهاء من مشروع تخفيض منسوب المياه السطحية، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من 10 أشهر على هذه الوعود لم يتحقق شىء ، بل ازداد الوضع سوءاً. نداء واستغاثة فهل يعقل أن يكون هناك مكان في وسط مدينة الرياض، التي أنفقت عليها حكومة خادم الحرمين المليارات لتطويرها خارج حسابات المسؤولين، وهل فكر مسؤول في زيارة المنطقة والوقوف بنفسه على سوء الخدمات بها ، ويتساءل المقيمون ،هل الإهمال سببه عدم وجود سكان من المواطنين السعوديين في المنطقة وغالبية سكانها من المقيمين فلذلك لا يهتم بها المسؤولون؟ أسئلة كثيرة تظل حائرة تحتاج للإجابة عليها من قبل أمانة الرياض، وقبل الإجابة هناك مشاكل مزمنة تحتاج إلى وقفة جادة، وعلاج سريع وتدخل عاجل ، ليعود لمدينة الرياض وجهها المشرق، وتظل كما أراد لها الملك سلمان حاضرة العرب الأولى، وتنافس بقوة كبرى المدن العالمية .