شهر رمضان، شهر ارتبط بالرحمة، والمغفرة، والألفة، والكرم، والخير، والتسامح، والمحبة، والإخاء، وصلة الرحم، وليس شهر القطيعة، والمشاحنات، والمصادمات، والمشاجرات، وتفريغ العقد والطاقات السلبية. مشاهد يومية تراها، وتصادفك في رمضان، وتود لو أنك تقول لأحدهم «افطر وفكنا»، نظرا لسوء أخلاقه في هذا الشهر الفضيل. وقد يتحول ذلك الشخص إلى كائن متوحش على أهبة الاستعداد للقفز عليك بغية افتراسك أو التشاجر معك. تبدأ يومك في الطريق، يشتمك أحدهم، أو يبصق في وجهك آخر. شكرا.. اللهم إني صائم. في إشارة المرور يترجل أحدهم من سيارته والشرر(يقدح) من عينيه، يضرب بعقاله على السيارة المقابلة له صارخا «امشِ يا حمار» هذا إن لم يقم بجلد ذلك المنعوت بالـ«حميرة»!! .. اللهم إني صائم. في العمل تسمع صراخاً من آخر الممر، أحدهم يرفع صوته، يزبد، ويرعد «مفلم» على زملائه، تتفاجأ أنه فلان، ذاك الرجل العاقل، الرزين، الحصيف، الهادئ، الذي تحول فجأة إلى نار مشتعلة في فترة صيامه. تلك النماذج «المنفسة» التي تريد تفريغ شحنات صيامها في أحدهم، ليس لي إلا أن أقول لها (افطر، وفك الناس من شرك)!