أكدت تقارير إخبارية أن ألمانيا وفرنسا مهتمتان بمشروع الغاز الروسي "السيل الشمالي 2"، وقد عبر عن ذلك أمس سيجمار جابرييل وزير الاقتصاد الألماني الذي أكد اهتمام بلاده بالمشروع، منوها في ذات الوقت بضرورة الحد من فرص التدخل السياسي في تنفيذه. وأشار الوزير الألماني، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار زيارة يقوم بها حالياً إلى روسيا، إلى أن هناك فرصا مختلفة للحفاظ على علاقاتنا الاقتصادية رغم المشكلات السياسية القائمة، حيث يسعى رجال الأعمال الألمان إلى الاستفادة من هذه الفرص، مضيفاً أن "هذه ليست مصالحنا فحسب، إنما أيضا خارج ألمانيا، فهذا المشروع مهم جدا". من جهته، أعلن ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن الجانب الفرنسي مهتم هو الآخر بتنفيذ مشروع نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق "السيل الشمالي 2". وقال نوفاك عقب اجتماعه بوزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسية سيجولين رويال، "إن النقاش تطرق إلى المسائل المتعلقة بتعاون الشركات الروسية والفرنسية في مشاريع مشتركة، حيث إن المشروع يعد أحد أكبر المشاريع المشتركة التي سيتم تنفيذها بين الشركة الروسية "غازبروم" والفرنسية "إي إن جي آي"، وهو توسيع خط أنابيب نقل الغاز عبر السيل الشمالي". ويتضمن مشروع "السيل الشمالي 2" بناء أنبوبين اثنين لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مرورا بقاع بحر البلطيق متجنبا المرور بدول عبور ثالثة (ترانزيت)، حيث من المخطط أن تصل طاقة خط الأنابيب التي يمر عبرها الغاز إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. ويتألف مشروع بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي 2" من ائتلاف شركات متخصصة في مختلف المجالات، يضم كلا من شركة الغاز الروسية "غازبروم" التي تستحوذ على حصة 51 في المائة، و"إي أو أن" الألمانية بنسبة تبلغ 10 في المائة، و"شل" الهولندية البريطانية بنسبة 10 في المائة، وشركة "أو إم في" النمساوية بنسبة 10 في المائة، ومجموعة "باسف" الألمانية بنسبة 10 في المائة، و"إي إن جي آي" الفرنسية بنسبة 9 في المائة. وفيما يتعلق بالتبادل التجاري بين روسيا وألمانيا، تشير البيانات الألمانية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام الماضي 67.7 مليار يورو، وشكلت الصادرات الروسية إلى السوق الألمانية من حجم التبادل 38.4 مليار يورو، وهو أقل بنسبة 6.9 في المائة مقارنة بعام 2013، مقابل 29.3 مليار يورو للصادرات الألمانية إلى السوق الروسية، التي هبطت بنسبة 18.1 في المائة مقارنة بـ 2013. وانخفضت الصادرات الروسية إلى ألمانيا في النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى 15.4 مليار يورو، متراجعة بنسبة 24 في المائة مقارنة بعام 2014، في الوقت نفسه بلغت قيمة البضائع المصدرة من ألمانيا إلى روسيا 10.5 مليار يورو، ما هو أقل بنسبة 31.5 في المائة من الفترة نفسها من العام الماضي. وتدهورت العلاقات بين روسيا والدول الغربية بما فيها ألمانيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، حين اختارت واشنطن وبروكسل التصعيد ضد موسكو، إذ بدأت بفرض عقوبات ضد روسيا على مراحل منذ آذار (مارس) 2014، طالت في البداية شخصيات وأفرادا قبل أن يجري توسيعها لتطال قطاعات من الاقتصاد الروسي. بدورها قررت موسكو في آب (أغسطس) العام الماضي فرض قيود على واردات المواد الغذائية من الدول التي فرضت عقوبات عليها ارتباطا بالأزمة الأوكرانية.