عد مثقفون لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، بالمثقفين، أمس، استشعارا من القيادة للدور المهم للمثقفين، ووصفوا الملك سلمان بربان الثقافة وصديق المثقفين والكتاب ورجال الأدب والمعرفة، مؤكدين أن اللقاء كان فرصة لاطلاعه على كثير من أوجه الصعوبات التي تكتنف عمل المؤسسات الثقافية، والتمويل المالي المحدود الذي يحد من مستوى عطائهم، ويؤجل تطلعهم إلى مشاريع ثقافية كبرى ولفت هؤلاء المثقفون إلى أن اللقاء مع الملك سلمان مكسب ومغنم، وخرجوا منه بتوصيات وأفكار وبرامج عمل تعزز اللحمة الوطنية وتجدد أمل المثقفين بثقافة إنسانية راقية ومرتقية بإنسان هذا الكيان. وقال الروائي عمرو العامري منذ كان الملك سلمان -حفظه الله- أميرا للرياض وهو معروف بحبه للثقافة والمثقفين وقربه منهم وصلته بهم ومتابعاته لكل الطرح الثقافي، ووصف اللقاء بأنه تقدير للمثقفين، موضحا أن المثقفين الذين تشرفوا بلقاء خادم الحرمين الشريفين نقلوا تطلعات باقي المثقفين ورغبتهم في المشاركة الفاعلة في بناء منجز وطني ونقل رؤيتهم وتطلعاتهم لوطن أجمل، مؤكدا أن خادم الحرمين أصغى إليهم ولمطالبهم وأمنياتهم وتطلعاتهم لرسم ملامح ثقافة وطن أجمل يتساوى فيه الجميع. فيما وصف الشاعر عبدالرحمن موكلي الملك سلمان بن عبدالعزيز برجل الثقافة الأول في المملكة، مثمنا ما يوليه -حفظه الله- للأدباء والشعراء من مكانة، مؤملا أن يكون اللقاء نواة للعناية بالمثقف ودعم المؤسسات الثقافية وجمعيات الثقافة والفنون ليمكنها أن تسهم بدورها في بث أسس المواطنة وتعزيز الروح الوطنية والحد من خطابات الكراهية. وتطلع الكاتب علي مكي إلى أن يكون لقاء خادم الحرمين الشريفين بالمثقفين تأسيسا لمفهوم جديد للعلاقة بين السياسي والثقافي وبين المثقف والسلطة، لتنتقل من مرحلة التضاد والتنافر إلى مرحلة الالتقاء والتمازج بما يخدم الصالح العام ويرتقي بالوطن والمواطنين، لافتا إلى رعاية الملك سلمان ودعمه للثقافة والمثقفين كونه رجلا مثقفا ومستنيرا، وله إسهامات ومتابعات عميقة للمشهد الثقافي الفكري والإعلامي وللكتب والمكتبات أيضا. ووصف اللقاء بالحبي الذي يعول عليه في تحول إيجابي ما يدفع بالعمل الثقافي إلى استعادة دوره الغائب في التطوير والتحديث والتنمية الفكرية مما يعزز من قوة وحدتنا ويطمئننا أكثر على مستقبل أجمل ينتظرنا إن شاء الله. وأوضح الروائي طاهر الزهراني أن اللقاء اتسم بالشفافية والصدق والتعبير عن حق المثقف على أمل أن يعطى اعتبارا لصوته، وأضاف إذا كان المثقف يحسن به الظن فعلا، فليرفع له سقف القول وتمكن جميع المؤسسات الثقافية من فعل ثقافي حقيقي بعيدا عن البيروقراطية والمركزية. وقال الشاعر حيدر العبدالله في ظل ما تعيشه البلاد من تحديات فكرية وأمنية خطيرة، أتمنى أن يثمر هذا اللقاء الثقافي بسن قانون وحدة وطنية صارم يجرم الطائفية والعنصرية والتحريض الديني بكافة أشكاله، ومن ثم زيادة الاستثمار في الجمال، عبر فتح نوافذ وطنية نطل منها على كافة الفنون العالمية من أدب وسينما وموسيقى ومسرح وغيرها، وأن يتم تشجيع وتبني ترجمة الأعمال الأدبية والمعرفية الكبرى من العربية وإليها دعما للإبداع المحلي والذائقة الشعبية، وتطوير المناهج التعليمية التي من شأنها أن تشكل جيلا جديدا منفتحا على بعضه ومتقبلا ليس فقط لشريكه في الوطن بل لكل شريك له في الإنسانية ، مؤكدا أنه من خلال الجمال فقط يمكننا محاصرة القبح، وردم حفر الكراهية والتطرف.