كبدت فضحية التلاعب بقيم انبعاثات العوادم في سيارات الديزل شركة "فولكسفاجن" الألمانية العملاقة للسيارات خسائر بالمليارات في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك في أول خسارة فصلية منذ 15 عاما على الأقل. وبحسب "رويترز"، فقد بلغت الخسائر التشغيلية 3.48 مليار يورو (3.84 مليار دولار) وهو ما ينسجم مع الخسارة، التي توقعها المحللون في استطلاع عند 3.47 مليار يورو. وأفادت فولكسفاجن أن الأرباح التشغيلية للمجموعة ستكون "أقل بكثير" عن مستوياتها قبل عام بسبب التكاليف المتعلقة بالفضيحة، وأبقت المجموعة الألمانية على توقعاتها بأن تظل تسليمات العام بأكمله عند المستوى القياسي المرتفع الذي بلغته العام الماضي عندما سجلت مبيعات قدرها 10.14 مليون سيارة. وشهد إعلان النتائج ربع السنوية للمجموعة الألمانية حضور ماتياس مولر الرئيس التنفيذي الجديد الذي تولى المنصب بعد استقالة سلفه مارتن فنتركورن بسبب فضيحة العوادم. وقال مولر إن مجموعته ستبذل كل الجهود لاستعادة الثقة المفقودة، ويرجع التفسير الرئيسي للخسائر الفادحة التي تكبدتها الشركة في الربع الثالث من العام الجاري بسبب تخصيص 6.5 مليار يورو (7.2 مليار دولار) خلال الربع الثالث من العام الحالي للمساهمة في تحمل تكاليف الفضيحة التي تفجرت بعد اعترافها بوضع برنامج كمبيوتر يقوم بالتلاعب في نتائج اختبارات العوادم في الملايين من سياراتها التي تعمل بمحرك ديزل (سولار). وفي المقابل، تتضمن نتائج الربع الثالث توازنا إيجابيا، حيث انفصلت فولكس فاجن هذا الصيف نهائيا عن شريكها السابق "سوزوكي"، وتمكنت فولكس فاجن من تحقيق زيادة في نتائجها المالية بقيمة 1.5 مليا يورو عبر بيع حصتها في سوزوكي، وبالتالي التقليل من الخسائر الناجمة عن فضيحة العوادم. وتستعد أكبر منتج سيارات في أوروبا لإطلاق برنامج استدعاء السيارات المزودة بالبرنامج، وعددها نحو 11 مليون سيارة، اعتبارا من أول كانون الثاني (يناير) المقبل لحذف البرنامج من هذه السيارات. وأعلنت الشركة الألمانية أن محركها طراز" 288 إي إيه" المستخدم منذ عام 2012 لا يوجد به برنامج للتلاعب في قيم عوادم السيارات، مشيرة إلى أنه بعد الفحص الشامل اتضح الآن عدم وجود برنامج في المحركات من طراز "288 إي إيه" المستخدمة في السيارات يشكل مخالفة للقانون. وتدور الأزمة حول محركات الديزل (189 إي إيه) في سيارات فولكسفاجن، وأودي، وسيات، وسكودا، والشاحنات الصغيرة، وكانت الشركة قد طرحت محركا من طراز" 288 إي إيه" في عام 2012 ليحل محل المحرك إي ايه. إلى ذلك، ذكرت تقارير إخبارية أمس أن هربرت ديس رئيس مجموعة فولكسفاجن اعتذر عن فضيحة تلاعب المجموعة في نتائج اختبارات العوادم في ملايين من سياراتها وذلك خلال كلمة له في معرض طوكيو الدولي للسيارات. ونقلت صحيفة نيكي الاقتصادية اليابانية عن ديس قوله خلال اليوم الإعلامي للمعرض أن فولكسفاجن ارتكبت بعض الأشياء الخطأ، وبالنيابة عن شركتنا كلها اعتذر بإخلاص عما حدث. من ناحيته، قام سفن شتاين رئيس فرع فولكس فاجن في اليابان بانحناءة طويلة كتعبير عن الاعتذار وفقا للتقاليد اليابانية قبل أن يتحدث خلال المؤتمر الصحفي. وأضاف ديس أن فولكسفاجن تتطلع إلى المستقبل، وجاء ذلك في أول زيارة له لليابان بعد توليه المنصب، حيث أشارت صحيفة نيكي إلى وجود نحو 600 ألف سيارة فولكسفاجن في هذا السوق. وأشار ديس إلى أن الشركة ستقدم حلولا فنية جيدة لمحركات الديزل المتأثرة ببرنامج التلاعب في نتائج اختبارات العوادم وستكشف حقيقة ما حدث بالكامل، وستعمل على ضمان عدم تكرار مثل هذه الأمور مرة أخرى. يذكر أن ديس كان رئيسا لقسم التطوير في شركة بي.إم.دبليو الألمانية للسيارات الفارهة حتى تموز (يوليو) الماضي، عندما تم اختياره رئيسا لقطاع سيارات الركوب في فولكسفاجن. وأعلنت فولكسفاجن تعيين توماس سيدران، الذي شغل في السابق منصب مدير شركة أوبل "أحد طرازات شركة جنرال موتورز"، في منصب مدير قطاع الاستراتيجيات بالشركة. وبحسب الشركة، فإنها تستهدف بهذه الخطوة تعزيز جهودها للخروج من أزمة قضية التلاعب في الانبعاثات، وكانت فولكسفاجن التي تنتج شركة طرازات جولف، وبورش، وبوجاتي، وأودي، قد باعت 10.14 مليون سيارة عام 2014.