جددت الناشطة ملالا يوسف زي بطلة فيلم سماني ملالا والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2014 مواقفها حيال تعليم الفتيات، قائلة خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في قصر الإمارات في أبوظبي عقب العرض الخاص بوسائل الإعلام لفيلمها الوثائقي: هدفي التركيز على تعليم نوعي وجيد، للبنات والسيدات، لأن الإرهابيين استخدموا موارد المدارس.الفيلم يسرد قصة استهداف طالبان لملالا، وكفاحها للحصول على التعليم وتوفيره للآخرين. المؤتمرحضره والدها ضياء الدين يوسف زي، ومخرج العمل ديفيس غوغنهايم، ومنتجا الفيلم والتر باركس، ولوري ماكدونالد، ومايكل غارين الرئيس التنفيذي في إيمج نيشن. صور الحقيقة قالت ملالا في ردها على سؤالي البيان، إنها كانت راضية عن الفيلم، ولكن بذات الوقت، لم تحب ما جاء على لسان إخوتها من صراحة، حول جانب من شخصيتها، فأنا لم أكن أريد أن أخبرهم كل شيء، لكنهم لم يسمعوا إلي. وأوضحت: بأنها مهتمة بدراسة السياسة والاقتصاد، ولكنني ربما أدرس الرياضيات، فأنا بالعموم مهتمة بالحصول على المعرفة. كما ركزت على أن الفيلم يروي سيرة غيرها من الفتيات اللاتي يتعرضن للإرهاب، لمنعهن من الحصول على تعليمهن، وقالت أنا لست صوتاً واحداً، أنا مجموعة أصوات. وقال ضياء الدين، والد ملالا: قصة الفيلم هي قصة عائلتي، ومن خلاله قلت الحقيقة، كيف أنهم هدموا مدارسنا وجلدوا بناتنا. وأوضح: هناك في العالم نصف مليار نصف حول العالم، لكن القليل منهم هم المتطرفون، مع العلم أن هناك الكثير من وسائل الإعلام، تحاول أن تروج لهذه المقولة. وأوضح: نحن أسرة يوسف زي، لنا صورة أخرى عن تلك التي يروجونها. وهي صورة قاسية لمن لديه قلب ضعيف، إذ يوجد ثلاثة أو أربعة آلاف مسلح يُدعمون من قوة غير مرئية في منطقتنا، التي يقطنها خمسة ملايين من البشتون، بحجة أنهم يطبقون الإسلام الصحيح، ولكنهم دمروا الكثير تحت اسم الإسلام. وأيده بهذا مخرج الفيلم، قائلاً: من غير العدل، أن نزيف الحقيقة، فمن المهم أن نخاطب الناس بما هو موجود. وقال باركس ماكدونالد: إن قصة الفيلم دراماتيكية، فهذه الطالبة ترفع صوتها ضد أشخاص يخيفون الجميع. أسطورة ملالا بأسطورة قديمة، بأسلوب الرسوم المتحركة، بدأ فيلم سماني ملالا، ليسرد الحرب بين شعب الباشتون في أفغانستان، مع البريطانيين، ومن بين أجواء القتال، تصعد فتاة إلى الجبل، وتنادي: من الأفضل أن يحيا المرء ليوم واحد كأسد، على أن يحيا كالنعجة لمئة عام. هذه الكلمة، جعلت الفتاة تقود الجيش إلى النصر، وتستشهد، أما اسم الفتاة، فهو ملالا. ليعرض من بعدها لحظة إصابة ملالا من قبل طالبان، وعمرها 15 سنة، يليه مشهد آخر، يعرض للعائلة مجتمعة في إنجلترا في عام 2013، وذلك بعد شفائها، وهكذا، استمر الفيلم بذات الأسلوب، معتمداً على إضاءات تتفاوت تاريخياً من بين القريب والبعيد، حتى تطال حياة والدها، وكأنها تفصيل في لوحة تسرد في النهاية قصة ملالا وأسرتها، المؤلفة من أخين، من إضاءات تعرض العلاج الطبيعي لملالا، إلى هجوم نفذته جماعة طالبان على طالبات في وادي سوات في باكستان، والتي استهدفت ملالا، كما أصابت اثنتين من صديقاتها، وهو ما جعلها تقول بين لحظة وأخرى، أنها ليست الوحيدة، ولم تقصد زميلاتها المصابات فقط، بل كل من لا يلقى حق التعلم. كما يضيء الفيلم حياتها الأسرية، وكيف يقول أخوها بأنها فتاة مشاغبة، إلى حملاتها حول العالم في دعم الأطفال المحرومين من الدراسة، والموجودين في مخيمات مناطق النزاع حول العالم، إلى تأثر ملالا بشخصية والدها، الذي لم يصمت، وتحدث الكثير ضد ممارسات طالبان، وهو ما شجعها على أن تكون متمردة، في جو، تتخيل فيه لو لم تسر حياتها بهذه الطريقة، لكانت الآن أماً لطفلين، إلى لقائها بعدد من الرؤساء والشخصيات السياسية في العالم، وملكة بريطانيا. كما أظهر الفيلم، وجهة نظر أخرى معاكسة، بأن ملالا هي صناعة إعلامية، أو استهجان من أنها تركت منطقتها، ولكن في الجهة المقابلة، تحلم ملالا بالعودة، ولو مرة واحدة، لبيتها، وتثق أنها لو عادت لقتلوها، وترى أن من أطلق عليها النار لم يكن شخصاً، بل عقيدة. وتستمر الإضاءات التي مزجت بين الرسوم المتحركة في حال الحديث عن الماضي البعيد، ومن ثم العودة إلى الواقع.