أنور إبراهيم (القاهرة) منذ اللحظة التي وطئت فيها قدماه في صيف 2012 الأراضي الفرنسية، وتحديداً استاد «حديقة الأمراء» (بارك دي برينس) ملعب فريق باريس سان جرمان، أصبح النجم الإيطالي الشاب ماركو فيراتي لاعباً لا غنى عنه في صفوف الـ«بي إس جي».. وبات نموذجاً يحتذى و«مرجعية» في مركزه كلاعب وسط بمفهومه العصري الشامل «العودة للخلف دعماً للدفاع والتقدم خلف المهاجمين، وإفساد هجمات المنافسين والتفوق في الرقابة اللصيقة»، وواحداً من أكثر من يجيدون في مركزه بالعالم. ورغم قصر قامته (169سم)، فإنه له طريقة مميزة في لعبه ويملك شخصية «كاريزما» لا تخطئها عين، بل أصبح يساوي ثقله ذهباً، كما تقول مجلة فرانس فوتبول التي أفردت له صفحات، خاصة تحت عنوان «فيراتي.. البرنس الصغير» بخلاف صورة له على غلافها، وهو يرتدي زياً رسمياً وقبعة فوق رأسه، وعنوان آخر من كلمة واحدة: «الفريد» أو «الفذ».. وتناولت في الملف أسلوب لعبه ودوره الفاعل في النادي الباريسي وطموحاته مع فريقه وأيضاً مع منتخب بلاده، وما طرأ من تقدم على شخصيته، والخبرات التي اكتسبها من اللعب إلى جوار نجوم كبار، مثل إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا وديفيد لويز وباستوري، وغيرهم وأيضاً قيمته السوقية كلاعب. وتؤكد المجلة أنه لا فيراتي ولا وكيل أعماله دوناتو دي كامبلي يريدان ترك النادي الباريسي، بل على عكس ما يتردد في بعض الصحف والمواقع الرياضية، وأنهما يرغبان بشدة في التفاوض مرة أخرى على زيادة العقد للاستمرار لأطول فترة ممكنة مع الـ«بي إس جي». ونقلت المجلة على لسان فيراتي رغبته في البقاء بباريس المفتون بها وبالحياة فيها، ولكن المهم عنده أن يتم تقديره مادياً بما يستحقه وبصورة أفضل من بداية عقده التي كانت ضعيفة، وبصراحة أكثر قال فيراتي: «أريد أن يصل راتبي السنوي إلى 6 ملايين يورو، بمعنى أن يزيد بمقدر 7 أمثال ما كان يحصل عليه لدى وصوله منذ ثلاث سنوات». ويقول وكيل أعماله دي كامبلي: «إذا كان نادي يوفنتوس تورينو يقدر لاعبه الفرنسي بول بوجبا بمائة مليون يورو، فإنني أرى أن فيراتي يستحق المبلغ نفسه ولا يقل عن بوجبا شيئاً. صحيح أنهما غير متشابهين في أدوارهما بالملعب ولا أسلوبهما، ولكنهما من السن نفسها (22 سنة).. وكلاهما يقوم بأدوار متنوعة في وسط الملعب مع المساعدة في الدفاع والتقدم أيضاً في حالة الهجوم، وإن كان بوجبا يميل أكثر إلى اللعب الهجومي. وكان آخر عرض لنادي باريس سان جرمان بخصوص الاستغناء عن اللاعب، قد جاء من نادي ريال مدريد الإسباني وقيمته 60 مليون يورو، وهو العرض الذي رفضه النادي الباريسي. وتقول ألفرانس فوتبول: «إذا حقق باريس سان جرمان نتائج جيدة في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونز ليج»، ووصل إلى مرحلة متقدمة في هذه البطولة.. وأيضاً إذا ما حقق فيراتي إنجازاً طيباً مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستقام في فرنسا العام المقبل، فإن القيمة السوقية له سترتفع بالتبعية، ولذا فالصيف القادم قد يحمل للاعب عروضاً جديدة أكثر اتساقاً ومنطقية مع حقيقة مستوى وتألق هذا «البرنس الصغير».