حذر رئيس الوزراء ونائب الرئيس اليمني خالد بحاح، من أن الفشل في استعادة الشرعية في بلاده سيكون له تداعيات إقليمية وعالمية، مشيراً إلى أن الإخفاق سيشجع ويدعم المتطرفين. وأكد بحاح في تصريحات لجريدة وول ستريت جورنال، أن النصر سيرسل رسالة قوية للعالم مفادها أن اليمنيين عازمون على الدفاع عن حقهم الثابت في تقرير المصير وتحقيق الازدهار في إطار السلام، ونشر تلك القيم في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على العزم على استعادة العاصمة اليمنية والشرعية للبلد والأمل لكل اليمنيين. وقال إن اليمن يقع في منطقة تعصف بها الصراعات، وإنه يعد من أفقر دول منطقة الشرق الأوسط، لافتاً الى أنه منذ شهر مارس الماضي تفاقمت محنة الشعب اليمني بسبب نشوب الحرب. وأوضح أنه خلال شهر فبراير من عام 2012 انتخب الشعب اليمنى الرئيس عبدربه منصور هادى كي يحافظ على وحدة اليمن واستقلاله ووحدة أراضيه بجانب قيادة كل اليمنيين نحو مستقبل زاهر ولكن هذا المستقبل تم سرقته من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من قبل إيران، حيث قاموا بإزاحة الحكومة الشرعية من الحكم واقتراف عدد لا يحصى من الانتهاكات الموثقة من قبل منظمة الأمم المتحدة. وأضاف أنه نتيجة لذلك قام التحالف الدولي الكبير تحت قيادة السعودية جنباً الى جنب مع الجيش الوطني اليمني من أجل تحرير بلدنا من السيطرة غير الشرعية والمدعومة من الخارج. وقال إنه على الرغم من أن المعركة من أجل مستقبل اليمن كانت شرسة، إلا اننا أحرزنا تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة فخلال شهر يوليو تم تحرير ميناء عدن من سيطرة الحوثيين، والآن يستخدم الميناء كقاعدة مؤقتة للحكومة الشرعية، كما أنه بعد تحرير مدينة عدن تسارعت عمليات تسليم وتوزيع السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية لليمن، الذي كان على وشك مواجهة شبح المجاعة قبل النزاع الحالي. وقال إن الفضل في جزء كبير منه يرجع إلى المساعدات الاستثنائية من الأشقاء الخليجيين، فمدارس عدن التي أغلقت خلال فترة الاحتلال الحوثي تم فتحها الآن بجانب استعادة الكهرباء، والمستشفيات بدأت تعمل مرة أخرى. وأضاف أن الطريق الشاق لاستعادة الانتعاش قد يبدأ مع استعادة السيطرة على الأراضي، فقد تقدمت قوات الجيش والائتلاف الوطني اليمني إلى شمال محافظة مأرب وعلى أعتاب العاصمة صنعاء، وإننا عازمون على استعادة عاصمتنا واستعادة الشرعية لبلدنا والأمل لكل اليمنيين. وقال إنه بإمكان الحوثيين تجنب مزيد من إراقة الدماء إذا امتثلوا لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 14 أبريل الماضي، إضافة إلى الاعتراف بالحكومة المنتخبة بحرية وإعادة جميع الأراضي التي استولوا عليها بشكل غير قانوني. ونبه الى أن العالم قلق بشكل جدي بشأن عدد القتلى، خصوصاً في صفوف المدنيين جراء هذه الحرب. وقال قلبي ينزف دماً حزناً على مقتل أي مدني، وتتخذ القوات المتحالفة معنا إجراءات استثنائية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وتقوم باستهداف الأهداف العسكرية فقط. وأضاف لكننا شهدنا أدلة دامغة وثقتها منظمات غير حكومية محترمة دولياً بخصوص قيام الحوثيين بإخفاء الأسلحة في مناطق مدنية واتخاذ المعتقلين السياسيين كدروع بشرية. وأشار الى أن جماعة الحوثي تحظى في كل ممارساتها بدعم من قوة إقليمية، مؤكداً حرص بلده على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول بما في ذلك إيران شريطة الالتزام بالمبادئ المتبعة في ميثاق الأمم المتحدة والخاصة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.