بطريقته الخاصة التي يحفظ بها تراث وإرث العالم العربي، شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء اليوم الثلاثاء الموافق 27 أكتوبر 2015م افتتاح معرض رحلة إلى الأهوار العراقية الذي يوثق لحقب مختلفة من موقع الأهوار المرشح للتسجيل على قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو، بحضور الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلاً رئيسة مجلس إدارة المركز معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وفد وزارة الصحة والبيئة العراقية برئاسة الدكتور جاسم عبد العزيز الفلاحي وكيل الوزارة الفني، إضافة إلى حضور دبلوماسي وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي، البيئي والتراثي في الوطن العربي. وخلال كلمته في الافتتاح، رحّب الدكتور منير بوشناقي بالحضور نيابة عن معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وقدّم دارسة علمية حول عملية إعداد ملف ترشيح موقع الأهوار إلى الدكتور جاسم عبد العزيز الفلاحي. وقال إن المركز اليوم يشهد على حدث هام في تاريخ التراث العالمي العربي من إعداد ملف ترشيح موقع الأهوار العراقية. وأشار الدكتور بوشناقي إلى أهمية التاريخ والتراث العراقي الذي يكتنز آلافاً من السنين الغنية بالحضارة، موضحاً أن موقع الأهوار يعد مثالاً جلياً لهذا الغنى التاريخي والحضاري. وأكد كذلك على التزام المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالاستمرار بدعم ملف ترشيح الأهوار من خلال التعاون القائم مع الجهات المعنية في السلطة العراقية. وحول هذا التعاون، فإن الدكتور منير بوشناقي أشار إلى أن أولى ثمار التواصل الفعال ما بين جميع الجهات المعنية بموقع الأهوار أثمرت عن دراسة الحالة هذه التي أنجزت كذلك بتعاون مع منظمات IUCN و ICOMOS وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP. بدوره توجه الدكتور جاسم عبد العزيز الفلاحي بالشكر للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ورئيسة مجلس إدارته لما يقوم به من جهد من أجل التراث الإنساني العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص. وتوقف الدكتور الفلاحي على أهمية منطقة الأهوار التي تتمتع بخصائص فريدة وتزخر بكم كثير من المقومات الطبيعية والثقافية التي أهلتها للمناقسة على المستوى الدولي والترشح لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وسبق أن استقبلت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مساء اليوم في مقر هيئة البحرين للثقافة والآثار الوفد العراقي الذي اطلع على انجازات المركز الإقليمي وثمرة تعاونه مع السلطات العراقية منذ عام 2012م من أجل إعداد الملف المقترح لتسجيل منطقة الأهوار على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. كما توقف المجتمعون عند ورش العمل الست التي أقامها المركز بالتعاون منظمات عالمية مهتمة بالتراث العالمي، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل هذا التعاون وبالأخص التحضير لاجتماع لجنة التراث العالمي في يونيو 2016 بمدينة اسطنبول التركية، حيث ستؤخذ القرارات النهائية بخصوص ملف الأهوار. ورحّبت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالوفد العراقي، مشيدة بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين ومنوهة بضرورة تطوير مهمة الحفاظ على التراث الإنساني العالمي والاهتمام به لما له دور في صناعة السياحة الثقافية. كما أشارت معاليها لعمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في الحفاظ على المكتسبات الثقافية والتاريخية للشعوب العربية، وهذا ما أشاد به مؤخرا الصندوق العالمي للآثار الذي كرّم هذه الجهود في سبيل الحفاظ على الإرث الثقافي والعمراني لمملكة البحرين الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية. افتتاح معرض رحلة إلى الأهوار العراقية الذي يستمر حتى 3 نوفمبر القادم، جاء ضمن فعالية منقسمة إلى جزأين اختتمت بافتتاح المعرض الذي يقدم صورا للأهوار العراقية في عام 1977 التقطها الصحفي الفرنسي Allain Saint Hillare الذي توفي قبل 3 أعوام وقد قدم هذه الصور منحة للمركز اللإقليمي لعرض الوجه المشرق وتوثيق نمط الحياة اليومية لسكان الأهوار العراقية قبل التجفيف 1990-2003. ويهدف المعرض المصور إلى إظهار الجانب المشرق لجهود الفريق الوطني العراقي في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي وحماية موقع الأهوار، إضافة إلى زيادة الوعي العام وحشد التأييد والدعم الدولي لأهمية حماية موقع الأهوار العراقية كموقع مهم عالمياً. حيث ستشهد الفعالية حضوراً دوبلوماسيا رفيع المستوى. أما الجزء الآخر للفعالية فكان اطلاق المركز لحالة دراسية عن عملية العمل من المنبع من أجل إعداد ملف أهوار جنوبي العراق والتي تم إعدادها بمبادرة كريمة من المركز اللإقليمي العربي للتراث العالمي لمدة عام ونصف. من شأن هذه الدراسة توثيق عملية إعداد الملف في جميع مراحلها منذ عام 2007 وحتى 2014، وعرض الجهود المبذولة من قبل جميع الشركاء وخصوصاً الجانب العراقي، فقد مثلت هذه الحالة الدراسية إحدى أهم وأول قصص النجاح في عملية العمل من المنبع على المستوى العالمي.