شكلت شخصية الرائد الراحل محمّد حسن عواد حضورها في أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني مساء الأربعاء الفائت في المحاضرة التي ألقاها القاص محمد علي قدس محاضرة بعنوان «ما لم يقل عن محمد حسن عواد»، والتي قسمها إلى عدة نقاط غطت العديد من جوانب العوّاد الإنسانية والأدبية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن العوّاد يعتبر أحد رواد وأدباء الحجاز المختلفين المجددين في حركة الإبداع جنبًا إلى جنب مع الرائد محمد سرور الصبان، مشيرًا إلى أن العواد كانت له مبادئه وأفكاره في أساليب الأدب الوجداني، وأنه كان يرعى الشباب ويشجعهم ويحفزهم على الإبداع في شتى فنون المعرفة والثقافة والأدب. وأوضح قدس أن ملاصقته للعواد أبان رئاسته لأدبي جدة وتعيينه سكرتيرًا له أتاحت له الفرصة لأن يسمع همسه ونبض مشاعره وبساطة الحياة التي كان يعيشها، ذاكرًا طرفًا من خصوصية العواد في مشاكساته وكثرة خصومه من أمثال المغربي والقرشي وعزيز ضياء خصوصًا في ما يتعلق بشعرية ثريا قابل، وفي مقابل ذلك أورد المحاضر عددًا من المواقف التي تكشف عن روح السماحة لدى العوّاد، مبينًا أنه كان دائمًا يلبس ثوب الحياء في كل أموره، خصوصًا في سحب كتاب عبدالله الجفري من درج مكتبه وأسفه لذلك. ويقرر قدس أن الشاعر محمد حسن عواد عاشق لم يكن سعيدًا في حياته وتمنيه أن يرزق بولد غير ابنته الوحيدة التي وافاها الأجل قريبًا «نجاة العواد»، فقد عاش محرومًا من الأسرة، وكم يشعر باضطرابه تجاه الجنس العطوف كما كان العواد يقول ذلك بنفسه، مشيرًا إلى أن حماسه لإنتاج الشباب آنذالك يؤكد إيمانه بموهبتهم من أمثال أشجان الهندي وخيرية السقاف وسميرة لاري، مستشهدًا بما قالته الشاعرة فوزية أبوخالد وتأكيدها أن العوّاد كان له موقف وطني ملتزم تجاه المرأة وقضاياها. قدس قدم في سياق محاضرته أبياتًا من شعر العواد، دلل بها على أنه كان ثائرًا فكريًا وناشطًا اجتماعيًا، وأنه كان دائم البحث عن التجديد، مختتمًا حديثه بقراءة رسالة حزينة نعى فيها الراحل العوّاد. المحاضرة شهدت العديد من المداخلات، وفي نهايتها سلّم الدكتور رضا عبيد شهادة شكر وتقدير الأسبوعية للقاص محمد علي قدس.