×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير النقل يرعى افتتاح المعرض والملتقى الدولي للشحن والتخزين

صورة الخبر

في الوقت الذي استشرى فيه هوس الرشاقة.. تلهث 44% من السعوديات اللاتي يعانين من السمنة بحثًا وراء عيادات شفط الدهون، والتدبيس، وتحويل الأمعاء وإزالة ترهلات السمنة باعتبارها أمرًا معيبًا من الناحية الجمالية وفقًا للمعايير المعاصرة.. بينما كان العرب قديمًا يتغنون بافتتان بالمرأة الغراء الفرعاء التي تمشى الهوينا كما يمشى الوجي الوحل من فرط سمنتها.. ترى هل تعود السمنة حاليا إلى سيول الإعلانات الفضائية ومجلات النواعم والتي تروج لمنتجات محفزة لزيادة الوزن؟ وهل للتسوق الوجاهي ضلع في هذه الأوزان الزائدة عن الحاجة حيث تتدافع النساء في المولات وهن يدحرجن عربات مثقلة بكل ما لذ وطاب. وهل يقضي التسوق الصحي -حيث تطالب مختصات بوضع ديباجات على الأغذية توضح عدد السعرات الحرارية- على كابوس النواعم؟ «المدينة» التقت عددًا من السيدات والفتيات والمختصين والمختصات في مجالات التغذية الصحية في محاولة للإجابة على هذه التساؤلات تجوع الرشيقة ولا تسمن رنا آل غالب مهووسة بالحفاظ على رشاقتها تقول: أفضل الوسائل للحفاظ على الرشاقة هي اتباع نظام غذائي صحي على مدار السنة وعدم التسوق تحت ضغوط الإعلانات المثيرة للشهية.. وتضيف: ولذلك أقاوم الشعور بالجوع حفاظًا على اختياراتي الصحية بعدم شراء المنتجات سريعة التحضير والمقالي وعدم انتظار اكتساب الوزن الزائد حتى لا أتورط في دوامة البحث عن حميات قاسية. بينما تحكي سارة العثمان عن تجربتها في محاولة إنقاص الوزن عن طريق شركات الاغذية الصحية التي توفر وجبات متوازنة وصحية وتشير إلى أنها تمكنت من خسارة الوزن الذي ترغب به من خلال هذه الوجبات وممارسة الرياضة.. ولكن الوضع مختلف لدى إبرار الأحمدي التي لم تتمكن من خسارة وزنها الا بعد خضوعها لعملية تحويل مسار بسبب وزنها الزائد جدًا. أزمة التسوق الصحي و تؤكد استشارية التغذية الدكتورة رويدا إدريس أن ثقافة التسوق الصحي للأسف ليست موجودة إلا عند الرغبة بالقيام بحمية لإنقاص الوزن وفي الأغلب لا تستمر طويلا حيث يصعب على الأسرة أن تتبع سلوكًا صحيًا في غذائها وذلك لأن التغذية الصحية تنهزم دائمًا أمام الضغوط من رب الأسرة وتحت إلحاح الأطفال فتسقط الصحة وتعم السمنة لتكسب المزيد من الأشخاص لترفع بها إحصائياتها. شماعة ضعف الإرادة وتشير إلى انه على الرغم من اتهام سيول الإعلانات الفضائية وقنوات التلفزة الأرضية.. والصحف والمجلات الناعمة والتي تروج لمنتجات غذائية كونها محفزة للسمنة إلا أن كل ما ذكر ليس إلا شماعة نعلق عليها ضعف إرادتنا وهذا لا ينفي مسؤولية وسائل الإعلام ولكنها عوامل ربما تكون محفزة ولكن ليست أساس المشكلة فالمشكلة هي عدم تقدير قيمة الصحة. واللامبالاة بقيمتها حتى تقع الكارثة (السمنة) وذلك بصراحة كوننا نحن شعب تعود التقليد الأعمى وإن كان الغرض من التسوق الوجاهي الذي انتشر مؤخرا هو مجاراة الآخرين والمباهاة فإن الأم تضع اللبنات الأولى والراسخة لتدمير صحة أسرتها صغارا وكبارا فالمسؤولية تقع كاملة على عاتق ربة الأسرة وليس سواها. أخصائية تغذية تزن 100 كيلوجرام لذا ترى الدكتورة رويدا أن الحل الأمثل للسيطرة على هذه المشكلة والتي توشك أن تصبح إرثا في بعض الأسر أنه كل ما زادت حملات التوعية ضد السمنة كلمت ارتفعت نسبة السمنة فمؤكد أن هناك سوء توصيل وهذا لا يعني أن المجتمع يفتقد للثقافة الصحية بل على العكس نحن مجتمع مثقف جدًا في الكثير من النواحي وعلى رأسها التغذية ولكن هي ثقافة كلام فقط لنشارك في النقاشات وأنا شخصيًا أذهلني ظهور أخصائية تغذية على إحدى القنوات التلفزيونية وهي تزن ما لا يقل عن 100 كيلوجرام وكانت تتحدث عن السمنة ومشكلاتها وطرق علاجها. وهذا يثبت أننا مجتمع يشدو بالكثير من المثاليات ولا يطبقها. والطريقة الوحيدة لتطبيقها فرض ضرائب عالية على جميع المنتجات غير الصحية وتصعيب دخولها للبلد، وفرض شروط صارمة على ما يقدم ويباع من أغذية مدمرة للصحة، وفتح الباب أمام الراغبين بتقديم خدمات للمجتمع عن طريق تسهيل إجراءات فتح المطاعم ومراكز التموين الصحية والنوادي الرياضية مع تحديد قيمة اشتراكاتها الشهرية لتكون في متناول الجميع. وتابعت بالقول: لا بد من فرض عقوبات على المدارس التي تمتلئ مقاصفها بكل مضر ووضع المقاصف تحت رعاية خريجات التغذية لتنظيمها تحت إشراف صحي مدروس. فعاليات استعراضية وعن رأيها فيما طرح من خلال بعض الفعاليات النسائية فيما يخص مسألة التسوق الصحي وفق برنامج غذائي معتمد طبيًا ومحاولة التوسع في هذه البرامج لكبح جماح الترهل لشابات وسيدات في مقتبل العمر قالت: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فالمسألة كما ذكرت مجرد طرح لنقاش يستعرض فيه كل موجود حجم ثقافته ولكن تطبيقه يكون في مهب الريح. مدح السمنة أصبح ذما وعن الجذور الثقافية للسمنة حيث كان العرب يتغنون بالمرأة المكتنزة خلافا لهوس الرشاقة المعاصر توضح الدكتورة رويدا أن هناك فرقًا بين المرأة الممتلئة القوام والسمينة ولكن لو نظرنا للمفهوم القديم فالصحة كانت تقاس بالسمنة حتى أثبت العلم أن السمنة هي المجرم الحقيقي خلف الكثير من الأمراض المميتة عندها فقط دق ناقوس الخطر وباتت شغلنا الشاغل. حمية صحية وعن الحل الأمثل لهذه المشكلة أجابت بقولها: أفضل علاج لمشكلة السمنة يجب عدم الاعتقاد بمصطلح حمية غذائية صارمة لانني اعترض على كلمة حمية صارمة كحل فالحل اتباع حمية صحية مناسبة وتغيير أسلوب الحياة لأسلوب صحي. أما عمليات التخسيس فأنا لا أؤيد اللجوء اليها الا إذا كانت حلًا علاجيًا سريعًا لأمراض يصعب السيطرة عليها أو صعوبة القدرة على الحركة، أما الشفط وإزالة الترهلات فهي عمليات تتابعية لا بد منها بعد عمليات التخسيس. وجبات فقر الدم وترى اخصائية التغذية رؤى الحيدري ان اهم اسباب السمنة في المجتمع هو تغير العادات الغذائية حيث تعتمد الاسر في غذائها على الاطعمة الجاهزة والوجبات السريعة وانعدام الثقافة الغذائية لدى الكثير من ربات الأسر حيث تهمل الأم إعداد وجبة افطار صحية للاسرة أو حتى لأبنائها المتوجهين للمدارس وتعتمد على «الكوراسون أو الدونات أو الشوكلاتة» وفي الغالب لا توجد تلك الوجبة ويعتمد هؤلاء الصغار على الإفطار المتوفر في مقصف المدرسة مع العلم أن أهم وجبة هي الافطار وانعدامها يسبب قصورا في نمو الاطفال وتبدأ المشكلات في سن المراهقة للبنات بنقص الحديد الذي يسبب فقر الدم ولين العظام والمشكلات الجلدية واهم مشكلة بدأت بالظهور مرض السكر للأطفال والمراهقين والذين يلاحظ عليهم زيادة الوزن واحيانا بمؤشرات خيالية لطفل صغير جدًا أما بالنسبة للكبار بسبب تغير مواعيد العمل والساعات الطويلة في العمل وطول الفترة الزمنية بين كل وجبة والاخرى وفي الغالب يعتمد الاشخاص على وجبة واحدة وتكون سريعة تفتقر للعناصر الغذائية المهمة للجسم والتي تعتمد على «الكربوهيدرات» والدهون مما يسبب زيادة الوزن. اما بالنسبة للاعلانات فتعتقد الحيدري انها اهم مسببات السمنة وأحد أهم المحفزات للاقبال على الاكل غير الصحي حيث تجذب الاطفال والمراهقين وتغريهم مما يجعلهم يقبلون عليها بدون تفكير. تحديد السعرات الحرارية وعن التسوق غير الصحي ترى رؤى أنه يأتي من رغبة الأم لإرضاء أطفالها غير آبهة بحساب الأضرار المترتبة على هذه المأكولات وحتى يجارين صيحات الموضة الغذائية لذا يجب على هيئة الغذاء والدواء إدراج كميات السعرات الحرارية في كل منتج يباع في السوبر ماركت أو المطاعم كما في الدول المتقدمة ونشر ثقافة غذائية بين فئات المجتمع عن طريق التلفزيون أو الصحف أو المجلات والندوات والمحاضرات المتنوعة وإضافة مادة دراسية تساعد على فهم الموضوع وإنشاء الأندية الرياضية ونشر ثقافة الرياضة بين المجتمع وجاهة وغسيل دماغ يشير استشاري أمراض الباطنة وطب تنشيط الخلايا ومكافحة الشيخوخة دكتور خالد عسـل إلى أن للسمنة أسبابًا كثيرة منها العادات الغذائية الخاطئة، وبالتأكيد فإن الدعاية والإعلانات التجارية المبهرة كما يقول تقوم بعمل «غسل مخ» المستهلك واغرائه بشراء منتجات غذائية ربما تكون ضارة بصحته وليس له حاجة بها ويؤكد أن العادات الاجتماعية لها أثر كبير في تدافع النساء إلى المولات والمراكز التجارية من أجل التسوق والتباهي بكم مشترياتها ومدى تماشيها مع عصرها وإدراكها لكل ما يتم الدعاية والإعلان عنه، مما يجعل من وقت التسوق فرصة ذهبية لزيادة وزنك والتخلي عن رشاقتك ويجب السيطرة على هذه الظاهرة عن طريق البرامج التثقيفية والتعليمية والفعاليات النسائية التي تزيد من وعي الناس بحجم مشكلة السمنة في المجتمع، وأسبابها، ومضاعفاتها، وكيفية علاجها، والأفضل من ذلك كله هو كيفية الوقاية من مشكلة السمنة وتجنب الوقوع فيها وافضل الحلول لمواجهة هذه المشكلة النظام الغذائي السليم، والانتظام في ممارسة الرياضة، وتناول بعض المكملات الغذائية والأدوية المصرح بها لإنقاص الوزن، والتأكد من عدم الإصابة بأي خلل هرموني في الجسم هم الأساس في علاج السمنة. إضافة إلى ذلك فالاستعانة بالتقنيات الحديثة مثل الليزر وأجهزة إذابة الدهون يساعد السيدة والفتاة في أن يصبح المظهر العام للجسم متناسقًا خاليًا من أي تشوهات أو تكتلات دهنية مما يدعم ثقتها بالنفس وحالتها المزاجية، أما في حالات السمنة المفرطة فقد ننصح، إضافة لما سبق وليس بديلا عنه، بالعلاج الجراحي مثل عمليات شفط الدهون والحزام المعدي والتدبيس وتحويل الأمعاء.