كثيرون ربما تمنوا أن يكون يوم 30 نوفمبر المقبل يوم الشهيد إجازة رسمية كما حدد له من منطلق ضرورة ترسيخ هذا اليوم باعتباره يوماً استثنائياً في تاريخ الدولة ستذكره الأجيال بكل فخر ويحياه الوطن بعز وشرف مقدراً صنيع أبناء قدموا النفيس رخيصاً. أما وقد حددت الإجازة ابتداء من الأول من ديسمبر المقبل وحتى الخامس منه فلا بأس، ويبقى اليوم في كل الأحوال يوماً خاصاً في حياتنا لن نخصصه للحزن بل لذكر واستذكار بطولات وشجاعة جنود بواسل لبوا نداء الوطن والواجب. لم يكن اليمن وحده وإن كان الأبرز وحده ساحة للشهادة، ارتوت أراضيه بدماء شهدائنا، فقد سبقهم ومنذ سبعينيات القرن الماضي مشاعل أنارت الدرب أمام من سار على النهج من بعدهم، فقائمة الشهداء التي تضم نحو 160 شهيدا منهم من قضى هنا على تراب الوطن ومنهم من سقط ضمن مشاركات الدولة هنا وهناك في مساعيها الداعمة للخير والشقيق والصديق والعدل والشرعية والإنسانية. 160 شهيداً تتردد حكايات بسالتهم في الأرجاء من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، لكل حالة قصة فخر مع البطولة تهيأت لها الأسباب منذ لحظة التحاق الواحد منهم بركب من حملوا أرواحهم على أكتافهم وكان مشروع شهادة في أي جبهة كانت وجهته، وفي أي حملة انضم إليها. مناهج الدرس ستحكي حكايات الشهداء للتلاميذ في المدارس، وسيتعرف الصغار والكبار على الشهيد عن قرب ومن المهم جداً، وبيننا شهداء وشهود على بطولات من قضوا ومن جرحوا وأصيبوا، أن تكون القصص من واقع ما كان وبالأسماء والمواقع التي استشهدوا فيها، حكايات لا بد لها أن توثق بالصوت والصورة في بانوراما تقدم الصورة كاملة للأجيال، تظهر لمن لم يرها وكأنها ماثلة أمامه. شهداء الوطن فخر الوطن، الاعتزاز يتجاوز أسرهم ليطال الشعب بأكمله ليرفع رأسه عاليا، يزهو بنصرة الشقيق والصديق، يدافع عن الحق ويحافظ على أمن المنطقة من قوى الشر ويحميها من أطماع الطامعين.