أكد مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي أن الأداء الرياضي يحتاج إلى منظومة عمل أو نموذج دقيق لقياس درجة الابتكار. جاء ذلك خلال نـدوة دبي الدولية الحادية عشرة للإبداع الرياضي، التي أقيمت أمس بفندق انتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي تحت عنوان الابتكارات الرياضية وتم استعراضها في 3 جلسات، جاءت الأولى تحت عنوان الابتكار والرياضة، والثانية تحت تجارب واقعية مميزة من الابتكارات، وتناولت الثالثة موضوع المؤسسات الرياضية والابتكار. وحضر الندوة سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي، خالد علي بن زايد أمين عام جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، سعود بن عبد العزيز أمين عام اللجان الأولمبية العربية، مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة النصر وإبراهيم البناي رئيس الاتحاد العربي للشطرنج وعدد من الشخصيات والقيادات الرياضية وممثلي الأندية. وتم على هامش الندوة توقيع وثيقة البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم بين جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي مع اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربي، من جانب خالد علي بن زايد وسعود بن عبد العزيز. كما قام مطر الطاير بتكريم المتحدثين في الندوة جميل قريشي، ومحمد سعيد حمان وسام كاتيلا، ورؤساء الجلسات د.عائشة البوسميط ود. نيلوف روحاني ومشعل القحطاني. حدث مميز وأشاد مطر الطاير بندوة الابتكارات الرياضية، ووصفها بالحدث المميز بحكم أنها تأتي في السنة نفسها، التي اعتمدتها دولة الإمارات العربية المتحدة سنة الابتكار، وقال: اخترنا تزامن موعد الندوة مع اجتماع مجلس أمناء الجائزة المخصص لاعتماد نتائج الجائزة في نسختها الجديدة. وأضاف: تأتي أهداف الجائزة تحت منظومة تمكين المجتمع الرياضي، وموضوع الابتكار في الرياضة أصبح مهماً جداً، ودونه لا نستطيع أن نطور الرياضة، وهو أمر ضروري لتطوير المواصفات والأنظمة والبرامج والمسابقات وكل ما يتعلق بالنشاط الرياضي، خاصة أن المجتمع الرياضي متطور يتميز بالتنافسية، وأنه لا يمكن أن نصل إلى القمة من دون أن نكون في تنافس مستمرّ، والمبتكر يبذل طاقات مضاعفة حتى يصل إلى أعلى مستوى. وتابع قائلاً: يجب أن يكون اللاعب في حالة تطور، وأن يكون الابتكار ثقافة موجودة لديه، وبما أن أهداف الجائزة هي تطوير الرياضة على المستوى المحلي والعربي وحتى العالمي، حاولنا الاعتماد في ندوة الابتكارات الرياضية على المبدعين بمشاركة شخصيات رياضية إدارية ولاعبين لإثراء هذا الجانب. منظومة عمل وكشف الطاير أن الابتكار في الرياضة يحتاج إلى منظومة عمل، وإلى معايير واضحة لقياس نوعيته ودرجاته، خاصة أن في المجال الرياضي ليس لدينا نموذج محدد أو منظومة عمل لقياس درجة هذا الابتكار، ومدى تطبيقه، وقال: نتمنى من خلال جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي ومن خلال ورشات العمل، وفرق العمل للوصول إلى حلول لتطوير الرياضة المحلية والعربية. وأكد الطاير أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت آخر 10 سنوات قفزة نوعية في المجال الرياضي بفضل البنية التحتية المتطورة، والنتائج الإيجابية لرياضيينا على المستوى العربي والآسيوي والعالمي، وقال: لم نكن قادرين على تحقيق هذه الخطوة لولا دعم الحكومة الرشيدة والمسؤولين، كما أصبحنا من الدول، التي حققت إنجازات كبيرة في مجالات مختلفة ونسعى لتحقيق المركز الأول بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يؤكد سموه على أن نكون دائماً رقم واحد. وختم قائلاً: لما لا تكون دولة الإمارات سباقة في إنشاء نموذج ومنظومة عمل لقياس الابتكار على المستوى العالم. وأوضح الطاير أن مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي يحاول الوصول إلى هذا النموذج بالاستعانة مع مستشارين مختصين حتى يكون منظومة عمل تساعد على تطوير الرياضة. رؤية ورحب خالد علي بن زايد في كلمة الافتتاح بالحضور والمشاركين، مبيناً أن اختيار شعار النسخة الحالية الابتكارات الرياضية، جاء توافقاً مع ما خطه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وحرص على أن نسير على إثره، وأن نكون دوماً في مصاف الدول المتقدمة المتميزة بأدائها وإنجازاتها، في جميع المجالات للأفراد وللمؤسسات، ودعا بن زايد إلى السعي والمضي قُدماً على الطريق نفسه الذي خطه سموه لتحقيق رؤيته وترجمتها على أرض الواقع. وقال: خصص سموه للابتكار مجالاً واسعاً في خططه المستقبلية، وتبع ذلك بتحديد تجمع سنوي يشارك فيه الجميع وهو (أسبوع الابتكار) تُقدم من خلاله المؤسسات جهودها الابتكارية، وسبق ذلك أوامره السامية بإنشاء متحف المستقبل، وهو المتحف الذي خصص للابتكارات، ليكون شاهداً وجامعاً للمستقبل الإنساني ومؤرخاً جديداً له. قريشي: النجاح دافـع إلى البحث عن الإبداع لا بد من المجازفة حتى يأتي الابتكار أكد المحاضر البريطاني جميل قريشي أن النجاح هو المكينة، التي تدفع إلى البحث عن الابتكار والإبداع، متسائلاً كيف نحول الطموح إلى إنجاز وتحويل الأحلام إلى واقع، وكيف نستفيد من المواهب، مشيراً إلى أن أحد أصدقائه فقد ساقيه أثناء حادث تعرض له في محاولة لتسلق الجبل، ورغم ذلك صنع من إعاقته نجاحاً بساقين اصطناعيتين حتى أنه أصبح يرفض فكرة استعادة ساقيه، وقال: يمكن أن نكون أكثر نجاحاً من خلال التفكير، والابتكار يكون بطرق مختلفة الأشكال والألوان. وأوضح المحاضر البريطاني أن الابتكار يستند إلى 5 أفكار أو مبادئ، يكون الوصول إليها من خلال التفكير بطريقة مختلفة عما كنا نفكر به في السابق، مشيراً إلى أن تقاسم الخبرة هو إبداع، والتحدث إلى أشخاص، هو ابتكار، وتقاسم الأفكار والخروج بفكرة واحدة، هو أيضاً ابتكار. وقال: لنحصل على الابتكار علينا أن نفكر أولاً، ثم نشعر بما نفكر به، ثم ردة الفعل (التصرف)، وكل الإجراءات وردود الأفعال هي نتيجة مباشرة للصور، التي تأتي في أذهاننا، وأن الدماغ ينمو بالأفكار مثل التربة، التي تحتاج إلى الماء لتنتج. طريقة مختلفة أضاف: إذا ما أردنا أن نصل إلى تفكير يجب أن نفكر بطريقة مختلفة، وأنه من الصعب أن تجبر الناس أن يسلكوا طرقاً مختلفة. وتابع: إذا كنا على متن طائرة على سبيل المثال، يمكن أن نشعر بالخوف عندما نفكر في إمكانية سقوطها، بينما سنشعر بالارتياح عندما نفكر بالاستمتاع بالرحلة في الجو، أو بإجازة في فندق على جزيرة. لقد سألت لاعب كرة قدم حول ما يفكر به عندما يسدد ركلة الجزاء، أجاب: أسأل نفسي بأي اتجاه يمكن أن أسدد اليمين أو اليسار للاحتفال بالهدف، والنجاح يأتي في ذهني قبل التسديد، لا أنظر إلى حارس المرمى. الأفكار مترابطة وصرح قريشي أن الأفكار مترابطة، وأنه لا بد من المجازفة حتى يأتي الابتكار والوصول إلى الأفكار المبدعة. وقال: بعض الناس يولدون في ظروف جميلة في حياتهم، والبعض لديهم إعاقة ولكن نجحوا في تحقيق نجاح كبير، والسبب الموقف، الذي وجدوا فيه وروح التحدي لديهم. وأضاف: الابتكار هو أن ترى الأشياء بطريقة مختلفة والوعي بالذات، نكون منفتحين ذهنياً، لا بد أن نبني الطريقة، التي نرى فيها النجاح، وتحديد مسار الرحلة، وتحدي بعضنا البعض. وأشار قريشي إلى أن شركة سبيدو للملابس الرياضية فكرت في طريقة لزيادة سرعة السباحين بفضل تقليد ملابس خاصة بهم بمواصفات جلد القرش نفسها، الذي يختلف عن بقية الأسمـاك. أكد قريشي أن الموهبة وحدها ليست كافية لتحقيق النجاح الرياضي، وقال: لدينا هناك العديد من الموهوبين، لكننا نحتاج إلى الموهبة وتطبيقها، يمكن أن تكون أحد أكثر اللاعبين موهبة في العالم ولكنك لم تستفد منها، يجب الخلط بينها وبين تطبيقها للوصول إلى النجاح. حمان يقدم تجارب واقعية مميزة من الابتكارات الرياضية حملت الجلسة الثانية عنوان تجارب واقعية مميزة من الابتكارات الرياضية، قدمها محمد سعيد حمان مبتكر كرة العين والذي فاز بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في النسخة الأولى في العام 2009. وابتدر المتحدث الجلسة بالإشادة بمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واهتمامه بالإبداع وسعيه لتكريم المبدعين وتحفيزهم من خلال إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، مبيناً أن فوزه في النسخة الأولى للجائزة ساهم في تفجير طاقاته وكانت مفتاحه للعالمية. وأوضح المتحدث أن كرة العين كانت مجرد فكرة انبثقت من الحضور والمشاركة في مباراة للبولينغ وسماع قصة هذه الرياضة منذ نشأتها، وبعد سنوات من البحث والتفكير حول الألوان الأربعة الأساسية، تم التوصل إلى نتائج فريدة وهائلة ملخصها أن الألوان أثر كبير ومفيد جداً للإنسان، قادت إلى ابتكار رياضة العين. واستعرض حمان تسجيل فيديو شرح من خلاله أن طريقة ممارسة هذه الرياضة التي تقام في ملعب مصغر لكرة القدم مع إضافة دوائر وخطوط، بمشاركة 8 لاعبين، بقمصان مختلفة الألوان يحملون أعلاماً ملونة، مبيناً أن اللعبة ابتكار عربي خالص. وكشف حمان عن تكوين الاتحاد الدولي الذي سيتم إعلانه قريباً، مضيفاً إن اللعبة بدأت بالانتشار في عدد من الدول العربية، وتشهد مزيداً من الانتشار في أوساط الشباب، خاصة وأنها تجمع مجموعة من الألعاب في لعبة واحدة، ويمكن أن يشارك فيها الجنسين معاً. وقال حمان: لعبة كرة العين ابتكار قدمته وحقق النجاح، ولذلك دائماً ما أنصح الشباب بالابتكار والإبداع، وتجاوز ما يحول دون تحقيقهم للنجاح، والسعي للتغلب على المعوقات، وأرى أن أكبر عائق يمكن أن يواجه كل باحث عن النجاح يأتي من داخله، والتغلب على الخوف الداخلي هو الطريق الأقرب للنجاح. رؤية سام كايلا: الفكرة الإبداعية هي أن تفكر بشكل مختلف تحدث سام كاتيلا المدير التنفيذي لشركة مامي مو للإنتاج الذي ابتكر وأطلق بطولة كأس بولو الشاطئ، وكان من بين الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم في الجلسة الثالثة التي ترأستها د. عائشة البوسميط مدير إدارة الاتصال والتسويق بمجلس دبي الرياضي وعضو لجنة الاتصال والتسويق بالجائزة، واستعرض في الجلسة دور شركة مامي مو في ابتكار رياضة بولو الشواطئ وتطويرها على مدار ثلاث سنوات، وقال: بدأت رياضة بولو الشاطئ من خلال فكرة أردنا بها أن نكون مختلفين عن الآخرين. لذلك فكرنا أنه لابد أن نبتكر شيئاً يجذب أكبر عدد من الجمهور، لذلك اعتمدنا أن يكون الهدف الأساسي من هذا الابتكار هو إسعاد الناس من خلال الرياضة التي تسعد جميع شعوب العالم وساعدنا كثيراً أن خطط إمارة دبي تتمحور حول إسعاد الناس. وكان أمامنا تحدياً آخر وهو أن معظم سكان دبي من جنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم، لذلك فإن من الصعوبة البالغة أن نرضي كل الاختلافات برياضة واحدة، فوضعنا خطتنا أن نجمع أكثر من رياضة في لعبة واحدة وكان هذا هو الابتكار، أن تسعد أكثر عدد من الناس بأن توفر لكل شخص ما يحبه ويعشقه بجمع أكثر من رياضة في لعبة واحدة. إيجابية سعود بن عبد العزيز: الندوة ترفع مستوى الرياضة أعرب سعود بن عبد العزيز، أمين عام اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية عن سعادته بالمشاركة في ندوة الإبداع الرياضي، وقال إن عنوان الندوة عن الابتكارات الرياضية يؤكد مدى الاهتمام الكبير، الذي توليه جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في تطور الرياضة ليس فقط على مستوى المحلي والعربي بل على المستوى العالمي، والجائزة للإبداع وما تناولته الندوة ليس بعيداً عن المسمى. وأوضح أمين عام اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية أن مثل هذه الجوائز والندوات والمبادرات ترفع من مستوى الرياضة، وأتمنى أن نستفيد من المحاضرات وورش العمل، ونحتاج إلى تعميم كل هذه المبادرات على مستوى الوطن العربي واتحاد اللجان الأولمبية العربية لديه شراكة مع الجائزة، وسنقوم بنقل التجربة على مستوى الوطن العربي وتنظيم مثل هذه الندوات. وأكد سعود بن عبد العزيز أن اتحاد اللجان العربية لديه من دورتين إلى 3 دورات وورش العمل سنوياً ويشارك فيها عدد كبير من الرياضيين، ودائماً ما تكون الموضوعات مميزة وحديث الساعة، ولدينا دورة مقبلة في شرم الشيخ من 24 إلى 30 نوفمبر عن دور الرياضة في المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، مع اختيار أفضل المحاضرين ونتوقع حضور أكثر من 60 مشاركاً في الدورة.