تتفوق الطالبات السعوديات على نظيراتهن الأمريكيات والغربيات عموما في دراسة العلوم والهندسة. وتظهر أرقام المنتدى الاقتصادي العالمي التي نشرت الشهر الماضي أن أعدادا متزايدة من طالبات دول الخليج من دول مثل البحرين والكويت يخترن دراسة الهندسة سعيا وراء الانطلاق من أعلى الرواتب. ويشير جريت بروسنز مدير ساجنت ريكروتمنت بأن أعداد الفتيات اللاتي يدرسن الهندسة في الشرق الأوسط يفوق أعدادهن في بريطانيا وكل دول العالم الأخرى، وتتصدر الكويت القائمة بحدود 49% منهن فيما تشير بعض الأبحاث أن أعداد الفتيات بدأت تزيد عن أعداد الذكور الدارسين للمواد الهندسية، فيما تسعى 80% من الفتيات السعوديات لدراسة الهندسة. أما في الولايات المتحدة فالأرقام أقل بذلك بكثير حيث لم يتجاوز عدد خريجات المواد العلمية التي يشار لها باختصار ستيم STEM (كناية عن: علوم وتقنية وهندسة ورياضيات) حوالي 19% من إجمالي الفتيات اللاتي تخرجن عام 2012، فيما تتراجع النسبة في بريطانيا إلى 16% لطالبات الهندسة بحسب موقع بوليسي ميك. وتبرر الصحيفة سر زيادة الإقبال على المواد العلمية بنظام الفصل بين الجنسين، حيث يؤدي وجود قدوة قدة نسوية من الفتيات في جامعات ومدارس الفتيات لجعلهن يخترن المواد العلمية، حيث ترتفع نسبة دراسة الفتيات البريطانيات للفيزياء إلى 75% في حالة المدارس غير المختلطة، كذلك الحال مع الفتيات الأمريكيات حيث يزيد احتمال دراسة الطالبات الأمريكيات للعلوم إذا كان لديهم نماذج قدوة نسوية في تلك الاختصاصات. إلا أن البيئة الداعمة للفتيات في المدارس والجامعات غير المختلطة إلا أنها لا تهيئ الفتيات لبئية العمل المختلطة والتحديات الكبيرة في أجواء العمل التي يهيمن عليها الذكور والعادات الاجتماعية المتباينة. وتبدل المدارس غير المختلطة عقلية الفتيات وطريقة تفكيرهن بعيدا عن الأنماط التقليدية إلا أن ذلك لا ينسحب على عقلية الشباب وطريقة تفكيرهم بل على العكس لا يحتمل الذكور وجود فتيات ذكيات بسبب سيطرة الافكار التقليدية على تفكيرهم من الإعلام، وفي العالم الواقعي تظل مواقفهم وأفكارهم عن الإناث مختلفة كليا مما يصعب الأمور أمام الفتيات والنساء على المدى الطويل. تقول بروسنز أنه علينا لتغيير هذه الأحوال إغراق الإعلام بصور سيدات متفوقات في العلوم والهندسة والفضاء ليحظى الصغار بصور متنوعة لنماذج تكون قدوة لهن.