بلغ عدد السياح لعام 2014م رقماً قياسياً رغم الحروب والكوارث الطبيعية وبزيادة 51 مليون إنسان عن العام الذي سبقه عندما وصل إلى 1.4 مليار سائح. ويشير المجلس العالمي للسياحة (wttc) بأن قطاع السفر والسياحة أصبح يمثل 9.5 % من الناتج الإجمالي العالمي بقيمة 7 تريليونات دولار تملأ خزائن هذه الدول، حيث تدر الصناعة 5.4 % من قيمة إجمالي الصادرات العالمية وتشكل محركاً رئيسياً لخلق فرص العمل التي تزيد على 4 % بعد أن قامت بتوفير 266 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة عام 2014م. قواعد اللعبة تغيرت تماما في مجال السفر والسياحة، وكدولة كبرى في المنطقة في التنوع الجغرافي والثقافي والبيئي لم تستفد المملكة من هذا التغير، فلم تعد الصورة النمطية للدولة السياحية كما كانت في الماضي بعد أن أصبح للسفر مؤشرات سياحية تنافسية وقياسية وليس أدل من ذلك أن الدول الثلاث الأولى في التنافسية السياحية في المنطقة العربية هي دول خليجية في الوقت الذي تراجعت الدول العربية التقليدية في هذا المجال إلى مراكز الوسط أو المؤخرة في الترتيب العام. وهذا ما يشير إلى أن السياحة أصبحت صناعة معقدة فلم تعد المسألة تقتصر على الشقة أو البحر أو الجبل وإنما بنية تحتية ونقل جوي وبيئة تمكينية وخدمات راقية وثقافة سياحية. وقواعد التنافسية الجديدة في مجال السفر والسياحة ليست مجرد مؤشرات على الورق كما يعتقد البعض وليس أدل من ذلك أن الإمارات رجحت كفتها في عدد السياح على ثلاث دول عربية سياحية عريقة وهي مصر وتونس والمغرب مجتمعة. ولعل أن أكثر ما يلفت النظر في مثل هذه التصنيفات الدولية للسياحة هو رصانتها ومنهجيتها المحايدة فتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) يصدر بالتعاون مع شركة «إستراتيجي» وشركاء البيانات «بلوم» و«ديلويث» وبالتعاون أيضا مع الاتحاد العالمي للنقل الجوي IATA والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة IUCN ومنظمة السياحة العالمية WTO والمجلس العالمي للسفر والسياحة WTTC.