مر أسبوع آخر حالك على البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي، بينما يعيش غريمه اللدود الفرنسي أرسين فينغر في نشوة الانتصارات التي جعلت فريقه يتصدر المشهد حتى ولو بالمشاركة مع مانشستر سيتي المتعادل في الدربي مع يونايتد. لقد كانت الجولة العاشرة للدوري الإنجليزي عنوانا للإثارة في هذه المسابقة حيث واصل وستهام انطلاقاته، وليستر سيتي مفاجآته، وساوثهامبتون عناده، في أسبوع انطفأ فيه بريق نجوم وسطع فيه لاعبون شباب. وهنا نلخص أهم 10 نقاط مستفادة من الأسبوع العاشر للبطولة. 1 هل عثر فينغر على ضالته فيما يخص خط الهجوم؟ شعر مشجعو «آرسنال» بالإحباط إزاء عدم ضم النادي عناصر جديدة لصفوفه هذا الصيف، مع حاجة النادي الماسة إلى لاعب في قلب الدفاع على وجه التحديد. إلا أنه بعد نجاح المهاجم الفرنسي أوليفييه غيرو في تسجيل هدف بضربة رأس ليحقق النادي بذلك رابع فوز متتالٍ له في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ثارت التساؤلات حول ما إذا كان أرسين فينغر قد عثر بالفعل على حل لمشكلته المؤرقة. الملاحظ أن ثيو والكوت حل محل اللاعب الفرنسي على امتداد الأسابيع الأخيرة نتيجة لتفضيل فينغر السرعة على القوة. وقد نجح هذا التكتيك بالفعل في تحقيق الفوز على مانشستر يونايتد وواتفورد. أما أمام إيفرتون، فقرر مدرب آرسنال تغيير سياسته، الأمر الذي أثمر عن أداء رائع في وسط الملعب بفضل غيرو الأكثر قوة. وعن والكوت، قال غيرو: «لكل منا سمات مختلفة، عندما يكون مرهقًا بعض الشيء، أحاول أن أتولى الإمساك بزمام الأمور. وأنا سعيد بتسجيلي هدف، لكن بالطبع يعود القرار للمدرب فيما يخص الاستعانة بي أو بثيو». وأشار فينغر إلى أنه يمكن الاستعانة باللاعبين معًا، رغم أن هذا قد يعني التضحية بواحد من النجمين الفائقين أليكسيس سانشيز أو مسعود أوزيل. ورغم أن الصورة العامة تبدو وردية الآن، فإن الاختبار الحقيقي سيأتي خلال الشهور المقبلة عندما تبدأ الضغوط في التصاعد وتتسارع المباريات الكبرى وراء بعضها البعض. 2 شيخو كوياتي يتألق مجددًا سحر أندي كارول مهاجم وستهام الألباب بهدف الفوز الذي سجله برأسه في مرمى تشيلسي، وخطف زميله ديمتري بويت العيون بلمساته الساحرة، وقدم جيمس تومكينز واحدة من أفضل المباريات في مشواره الكروي، ومع ذلك تظل الحقيقة أن فوز وستهام على تشيلسي لم يكن ليتحقق من دون قيادة شيخو كوياتي لخط الوسط. في الواقع، قدم هذا اللاعب السنغالي أداء ممتازًا خلال هذا الموسم، ونجح في خطف الأنظار بسرعته الكبيرة وقدرته على حماية مرماه بعدد من الاعتراضات الرائعة للخصم. ومن السهل أن ندرك سبب رفض وستهام طلب توتنهام في الصيف شراءه. وكان من شأن هذا الأداء المتفوق لكوياتي الإبقاء على واحد من أفضل اللاعبين الذين ضمهم وستهام مؤخرًا لصفوفه، بيدرو أوبيانغ، في صفوف الاحتياطي. 3 هاو مدرب بورنموث بحاجة إلى تعديل تكتيكي! أولاً وقبل أي شيء ينبغي الاعتراف بأن فريق بورنموث مر بفترات أسوأ بكثير على مدار السنوات الأخيرة عما يعانيه الآن. والواضح أن نتائج مواجهات هذا الفريق مع الأندية الأخرى القريبة منه في عدد النقاط هي التي ستحدد مصيره. والمؤكد أن مدربه إيدي هاو يواجه مهمة ثقيلة ثقل الجبال تتمثل في استعادة ثقة الفريق بعد تكبده خمسة خسائر متتالية. ورغم أن مهمته صعبة بما يكفي، فإنها ازدادت صعوبة بسبب الإصابات التي مني بها عدد من لاعبي الفريق الذين يقعون داخل الدائرة الأولى لاختياراته. من بين اللاعبين المصابين كالوم ويلسون الذي سقط من فوق مقعده بالمنصة الرئيسية، وكذلك تيرون مينغز وماكس غراديل اللذان يعانيان منذ فترة طويلة بإصابات في الركبة. بجانب ذلك، يغيب قائد الفريق تومي إلفيك عن الملاعب بسبب إصابة في الكاحل، بينما لم يشارك هاري آرتر حتى الآن خلال الموسم الحالي بعد تعرضه لإصابة في الفخذ. وحتى الآن، يناضل هاو للوصول إلى التشكيل المناسب للفريق. وعن ذلك، قال: «إنه اختبار حقيقي، فأنا أمامي الفريق وعلي اتخاذ قرار بخصوص كيفية اللعب به، وفجأة تفقد بعض اللاعبين للإصابة. الآن، أصبح لزامًا علينا إعادة ترتيب الأوضاع، حتى الآن لم نحقق التوازن الصحيح بين بناء تهديد هجومي وتشكيل دفاع قوي حازم». ورغم أن صوته بدت عليه نبرة حزن وانكسار في أعقاب مباراة فريقه الأخيرة، التي خسرها بخماسية أمام توتنهام، فإن الأمل لا يزال قائمًا في أن يستعيد روحه الإيجابية المتفائلة بمرور الوقت. 4 هل حان الوقت للاستغناء عن روني؟ متى تنتهي فترة «الامتيازات الخاصة» ويعود لاعب ما إلى وضعه الطبيعي مثله مثل أقرانه بالفريق؟ لا بد وأن هذا هو التساؤل الذي يفرض نفسه على ذهن لويس فان غال، مدرب مانشستر يونايتد، فيما يخص واين روني بالنظر إلى أدائه الواهن. في الواقع، من المتعذر الاستغناء عن روني - وذلك لأن مدربه أعلن ذلك. ولسبب ما أو لآخر، فإن روني أول اسم يضعه فان غال في قائمة التشكيل لكل مباراة بسبب تلك «الامتيازات الخاصة» سالفة الذكر التي يتمتع بها روني. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن أداء روني في تراجع مستمر، وتجلى ذلك خلال لقاء فريقه مع مانشستر سيتي أول من أمس، الذي شكل اللقاء الـ170 بين الجانبين، حيث بدا وكأن روني يرتدي «طاقية الإخفاء»!. المؤكد أن فان غال لا بد وأنه يسأل نفسه ما إذا كان حان الوقت للاستغناء عن روني وهو الذي سبق واستغنى عن أسماء كبيرة مثل روبن فان بيرسي وراداميل فالكاو وريفالدو وخريستو ستويتشكوف، فهل من الممكن أن يكون روني هو الاسم التالي في قائمة النجوم التي أسقطها فان غال من حساباته؟ 5 استمتع بإثارة الدوري الممتاز في ظل وجود كل من ليستر سيتي ووستهام وكريستال بالاس في مراكز متقدمة بالدوري الإنجليزي الممتاز، تثار التساؤلات حول ما إذا كان تغيير ما سيطرأ على هذه البطولة؟ هل يمكن أن نأمل في أن يصبح من المتعذر التكهن بنتائج الفائز باللقب؟ من جهته، أعرب الإيطالي كلاوديو رانييري، مدرب ليستر السعيد بالحال الجديدة للدوري، عن اعتقاده بأن البطولة الإنجليزية تتحرك في هذا الاتجاه بالفعل. وقال: «أعتقد أن هذا العام جيد بالنسبة للدوري الممتاز لأن أحدًا لا يعلم مسبقًا ما الذي سيحدث على أرض الملعب، وهو أمر طيب لجميع عشاق اللعبة». وفي سؤال له حول ما إذا كان يعتقد أن الأندية العادية ستستمر في انتصاراتها أمام الأندية النخبوية التي لطالما احتكرت البطولة فيما بينها، أجاب الآن باردو، مدرب كريستال بالاس: «آمل في ذلك». ورغم ذلك، يبقى هذا الأمر غير محتمل بدرجة كبيرة. جدير بالذكر أن مدرب كريستال بالاس بدأ بالفعل في التحسر على قلة الخيارات الهجومية أمامه بعد هزيمته الرابعة خلال ست مباريات بالدوري. والمؤكد أن الإصابات والإيقافات التي يتعرض لها اللاعبون ستكون تكلفتها أعلى بالنسبة للأندية صاحبة الميزانيات الأقل وتراجع مستوى أداء ولياقة اللاعبين كلما تعمقنا في فصل الخريف. والمؤكد أن جدول المباريات المحموم سيكبد الأندية الأصغر ثمنًا أكثر فداحة بعدما تزداد الإصابات والإنهاك في صفوف لاعبيها الأساسيين. لذا علينا الاستمتاع بالإثارة التي تسيطر على الدوري حاليًا وعجزنا عن التنبؤ بنتائج مبارياته، لأن هذا الوضع ببساطة قد لا يدوم للأبد. 6 مخاوف ليفربول شارك ليفربول بثلاث مباريات حتى الآن منذ تولي يورغن كلوب تدريبه، وقد انتهت جميعها بالتعادل وجاء أداء الفريق خلالها مخيبًا للآمال بعض الشيء، لكن الأمر المثير للدهشة أن أحدًا لم يعد يتحدث عن الجوانب التكتيكية في أداء الفريق!. الملاحظ أنه أمام روبن كازان بالدوري الأوروبي، لجأ ليفربول لتجريب الأداء المعتمد على الطاقة البدنية الذي يفضله كلوب. أما في مواجهة ساوثهامبتون، فإن الجري المحموم كان أقل على نحو ملحوظ. والملاحظ أن ليفربول كان أهدر الكثير من طاقته خلال أول مبارتين تحت قيادة كلوب، مما جعل اللاعبين عاجزين عن التركيز على محاولة صنع فرص حقيقية خلال فترات استحواذهم على الكرة. واللافت أن النظرية التي يتبعها كلوب تقوم على فكرة ما ينبغي أن يقوم بها اللاعب عندما يستحوذ الخصوم على الكرة - بمعنى كيف يمكنك استعادتها وإعادة ترتيب خط الدفاع لديك وما إلى غير ذلك بسرعة. إلا أن المشكلة الحقيقية في ليفربول لم تكن في استحواذ الخصم على الكرة، وإنما ما ينبغي أن يفعله لاعبو الفريق عند استحواذهم على الكرة. والملاحظ خلال لقائه مع روبن كازان، استحوذ ليفربول على الكرة أكثر من خصمه، لكنه بدا متحيرًا حيال كيفية التعامل معها. وبينما كان مستوى الاستحواذ على الكرة في لقائه مع ساوثهامبتون أكثر توازنا بين الفريقين، ظل ليفربول مفتقرًا إلى الأفكار الهجومية. ومع أنه من غير العادل الحكم على كلوب قبل أن يصبح تحت تصرفه فريق كامل من دون إصابات بين نجومه، فإنه من الواضح أن ليفربول يئن طلبًا لروح جديدة تبث فيه الإبداع والمبادرات الهجومية. 7 ماكلارين يبلي بلاءً حسنًا و«نيوكاسل» سيصبح على ما يرام أبدى مايكل أشلي، مالك نادي نيوكاسل، حرصه على مراقبة مدرب الفريق ستيف مكلارين، عن قرب كي يثبت لنفسه وللجميع أنه كان لديه كل الحق في طرد المدرب السابق سام ألارديس في يناير (كانون الثاني) 2008، لكن الحظ لم يكن حليف ماكلارين في مواجهة الدربي مع سندرلاند الذي تولى الأردايس قيادته. ورغم هيمنته على المباراة معظم الوقت، خسر نيوكاسل بعد أن دخل مرماه ثلاثة أهداف وعجز عن تسجيل أية أهداف. إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة أن يبقى أشلي على ثقته في مدربه الجديد الذي نجح بالفعل في تحسين مستوى أداء الفريق، الأمر الذي سينعكس حتما، عاجلاً أم آجلاً، على جدول ترتيب الأندية في إطار بطولة الدوري الممتاز. 8 مونك يستحق تخفيف الضغوط عليه في خضم كل الحديث الدائر حول الأزمة العاصفة داخل أستون فيلا وطرد المدرب تيم شيروود، غفل الجميع تقريبًا عن الفوز الذي حققه مدرب سوانزي غاري مونك وحمل أهمية كبيرة بعد أن كان هو الآخر تحت مقصلة الإقالة. كان «سوانزي قد خاض ستة مباريات في مختلف المسابقات من دون أن يحرز فوزًا بأي منها. لكن من المهم أن نتذكر أن هذا تحديدًا هو المدرب الذي قاد سوانزي الموسم الماضي لأعلى مركز يصله النادي في تاريخه في بطولة الدوري الممتاز، ويحتل حاليًا المركز الـ12 بالبطولة. ورغم أن سوانزي لا يلعب بذات الأداء المتفوق الذي ميزه الموسم الماضي، تبقى فكرة ممارسة ضغوط شديدة على مونك سخيفة. أما بالنسبة لشيروود، فقد حان الوقت كي تنتهي هذه الحمى المجنونة من الحديث بشأنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتظل الحقيقة أن أي مدرب يحصل على نقطة واحدة من إجمالي 27 نقطة محتملة، مهما كان ما يجري خلف الكواليس، فإنه حتمًا سيخسر عمله. 9 ديناي يستحق الثناء من مشجعي «واتفورد» قم بزيارة إلى «فيكاريدج رود» وفي غضون دقائق ليس أكثر سرعان ما ستكتشف من هو البطل المغوار في أعين أبناء المنطقة - إنه اللاعب تروي ديناي الذي يعشقه أهل هذا الجزء من هيرتفورد شاير. ويرجع ذلك إلى أن ديناي كان العامل الرئيسي وراء الأداء الرائع الذي قدمه نادي «واتفورد» الموسم السابق وأهله للصعود إلى الدوري الممتاز. وأصبح ديناي قدوة ونموذجًا يحتذى به ليس لأقرانه في الفريق فحسب، وإنما على صعيد كرة القدم بوجه عام. لذا كان من الممتع مشاهدته وهو يسجل أخيرًا هدفًا خلال هذا الموسم وتحديدًا السبت أمام «ستوك»، وذلك خلال المحاولة الـ25 له لتحقيق ذلك! وجاء هذا الهدف ليمهد الطريق أمام فريق المدرب سانشيز فلوريس لتحقيق ثالث انتصار له هذا الموسم. والملاحظ أن علاقة ديناي بزميله المهاجم أوديون إيغالو تحمل بعضًا من سمات المدرسة الكروية القديمة - حيث يتولى إيغالو الاستحواذ على الكرة وتمريرها بالصورة المناسبة بينما يتحمل ديناي مهمة تصويبها باتجاه المرمى. والملاحظ بالفعل أن إيغالو شارك في صنع جميع الأهداف السبعة الأخيرة لـ«واتفورد»، وسجل خمسة منها بينما ساعد في إحراز الاثنين المتبقيين اللذين سجلهما ديناي وألمين عبدي. 10 نيل بحاجة إلى التخلص من سذاجته ولو قليلاً بعد الهزيمة التي مني بها نورويت أمام وست برومويتش أبيون وهي الثالثة له على التوالي، اعترف مدربه أليكس نيل بأن: «الفكرة الأساسية أن أية مباراة تتعلق بشبكتين، ونحن أخفقنا في حماية المرمى الخاص بنا على النحو الكافي، بينما نجح الفريق الآخر في حماية شباكه جيدًا. كان ينبغي أن نصوب مزيدًا من الكرات على مرماهم، أما هم فقد صوبوا قرابة سبع كرات باتجاه مرمانا وأحرزوا هدفًا بضربة رأس وكانوا على وشك تسجيل آخر». من غير المثير للدهشة أن وست برومويتش أبدى هذه القدرة الفائقة على الدفاع، فهذا هو الأداء المعتاد منه في ظل قيادة مدربه توني بوليس. لذا، كان يفترض من نورويتش تغيير أسلوبه في اللعب بمجرد أن يدرك أنه يواجه خصمًا يبرع في أساليب الدفاع وبإمكانه صد محاولات اختراق منطقة جزائه طوال اليوم دون أن يصيبه إنهاك. ومع أن نيل من المدربين الشباب الذين يتبعون نظريات رائعة في اللعب، فإنه في مواجهة المدربين المخضرمين الذين يدركون جيدًا كيف يمكنهم اقتناص نقطة أو ثلاث نقاط من مباراة ما، كان يتعين عليه تغيير أسلوبه الهجومي وتوجيه فريقه لأن يبدي قدرًا أكثر من الصبر في محاولات اختراق صفوف دفاع الخصم. وقد يعتمد بقاء نورويتش مستقبلاً على قدرته على تنفيذ هذا التعديل في أسلوب اللعب.