لم يخطر ببالي وأنا أتصفح صحيفة «الشرق» وتسقط عيني على خبر «وجود 1300 مهندس أردني مزوِّر لمهنة الهندسة، من بين أكثر من 20 ألف مهندس أردني، يعملون في المملكة بشكل نظامي»، سوى عبارة الفنان المصري المعروف مظهر أبو النجا «يا حلاوووة»، في بعض أعماله المسرحية، وقد أطرقت التفكير في كيف لهذه النسبة كلها أن تدخل إلى بلدنا في تخصص خطير يترتب عليه بناء جسور وأنفاق ومبان، وحياة سكان مدن، ثم إذا كان هذا العدد فقط من دولة صغيرة مثل الأردن فما بالك بالمهندسين المزورين المنتحلين لمهنة الهندسة من أشقائنا المصريين وأحبتنا السوريين واللبنانيين والمغاربة، وإخوتنا الباكستانيين والأتراك. الشق الآخر المحزن في هذه القضية أو القصة في صفحات رواياتنا التنموية المثخنة بالفساد والإهمال والتسامح المقيت مع مثل هؤلاء، هو بقاء مهندسينا الخريجين في صفوف طويلة وشهور عديدة من أجل التوظيف، وإن تم توظيفهم ففي أسوأ المواقع وبأقل الأجور في شركات التعمير والإنشاء المبنية على شفا جرف هار. ويبقى الوضع على ما هو عليه بعد كل صدمة خبر نتلقاها: تزوير شهادات المهندسين، تزوير شهادات الأطباء، تقليد المنتجات، أخطاء المشاريع، الأخطاء الطبية إلخ، لنكن أكبر معمل اختبارات وتجارب فوق الكرة الأرضية، ولنقابل هذا الإحباط بعبارة مظهر أبو النجا «يا حلاوووة»، وبملامحه البلهاء.