كانت عبارة «امرأة مفدوهة» قديماً هي على سبيل تمني الشر لامرأة ما بأن تدعو امرأة على أخرى تكرهها بقولها: «الله يفدهك»، أو الرثاء والحزن والعطف على امرأة أخرى، ولكن معنى الكلمة ظل يعني أن المرأة المفدوهة هي المرأة التي يموت أطفالها بعد ولادتهم مباشرة، أو هي المرأة التي يعيش مولودها الأول ويموت باقي الأولاد بعد ذلك. قد اختلفت التفسيرات والخرافات عن أسباب حدوث هذه الحالة التي عزاها القدامى للحسد والأرواح الشريرة، وسوء نية الأم وغلظتها وقسوتها على حماتها (أم الزوج)، حتى جاء العلم الحديث، واستطاع أن يجد تفسيراً وعلاجاً لهذه الحالة حتى تضاءلت واختفت بعد شيوعها، وإن بقيت نسبة قليلة منها في بعض المناطق النائية والفقيرة. عن أسباب هذه الحالة أو وجود «المرأة المفدوهة» تحدث الدكتور محمد سعيد النبوي أخصائي النساء والولادة؛ حيث أشار إلى أن هذه الحالة تعود للتفسير التالي: • عامل ريساس هو جين يكون في دم الإنسان، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى نوع من أنواع القردة التي اكتشف هذا العامل فيها لأول مرة. • 85 % من الناس يحملون عامل ريساس موجباً. • 15 % من الناس حول العالم يحملون عامل ريساس سالباً. • في حالة الحمل قد تكون الأم حاملة لعامل ريساس السالب، والجنين يحمل العامل الموجب، وبالتالي فإن هناك عدة احتمالات تحدث نتيجة لاختلاف العامل لدى الأم والجنين أحدها فقط يؤدي إلى الخطر ووفاة الجنين بعد ولادته، ونجاة المولود الأول فقط، بحيث تقضي الأم حياتها، ولديها طفل واحد إن لم تحصل على المصل المناسب، وهذه الاحتمالات هي: 1. الأم سالبة عامل ريساس، والأب سالب، ويكون الجنين متوافقاً مع الأم، ولا توجد مشكلة. 2. الأم موجبة والأب موجب بالنسبة لعامل ريساس، ويكون الجنين موجباً أيضاً؛ لأن الجنين يتوافق مع الأم. 3. الأب سالب والأم موجبة، ويكون الطفل موجباً أي مثل أمه، ولا يوجد مشكلة. 4. أما إذا كانت الأم سالبة والأب موجباً فالطفل يكون موجباً مخالفاً لأمه، وهنا تكمن الخطورة. 5. تتم ولادة الجنين الأول بسلام؛ لأن الوقت يكون سريعاً أثناء الولادة فلا يتسرب من دم الجنين إلى دم الأم كمية كبيرة، حيث يكون الجنين موجباً مثل الأب فينجو الطفل الأول، ولكن الدم القليل الذي تسرب أثناء الولادة يدفع دم الأم؛ لتكوين أجسام مضادة تزداد مع الحمل الثاني، وبالتالي تزداد الأجسام المضادة في دم الأم، فتهاجم الجنين الثاني بعنف وبقوة؛ مما يؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء لديه، فتسبب له أنيميا حادة تؤدي إلى وفاته بعد الولادة مباشرة. 6. علاج هذه الحالة أصبح سهلاً، وهو حقن الأم بالمصل المضاد بعد الولادة الأولى مباشرة. 7. تحصل الأم على نفس المصل بعد كل ولادة. 8. في حال ولادة الطفل، ولم تحصل الأم على المصل بسرعة يجب أن يتم نقل الدم فوراً للمولود وتغيير دمه، إذا كانت نسبة الصفراء لديه عالية.