أوضح رئيس قسم الباطنة بمستشفى الملك فهد بالخبر الدكتور عبدالله الهويش أن التطعيم السنوي ضد الانفلونزا فعال، ويقلل معدل الإصابة بنسبة 50-80 %، كما أنه يحد من فعالية الفيروس. وأشار الهويش أن موجات البرد الحالية تحتاج الكثير من الحرص والعناية والمحافظة على الصحة العامة، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة في الأجواء الباردة، لافتا إلى أن أهمية الحصول على اللقاح قبيل الشتاء، خاصة مع وجود عدة أنواع من فيروس الانفلونزا أهمها الفيروس A وB، حيث يتسم A بقدرته العالية على تغيير بنيته، ما يستدعي تجديد إنتاج اللقاح في كل عام بحسب نمط الفيروس السائد، لافتا إلى أن جائحات الانفلونزا تكون بين شهري أكتوبر ومارس، فيما تبلغ ذروتها في ديسمبر ويناير. موضحا بأن العالم شهد في القرن العشرين جائحات ضخمة أودت بحياة الملايين من المرضى كجائحة الانفلونزا H1N1 في نهاية الحرب العالمية الأولى التي فاقت وفياتها عدد القتلى في تلك الحرب، وتكررت الجائحات في الأعوام 1957 و1968 و2002، وجائحة انفلونزا الخنازير في عام 2009. وتتظاهر الانفلونزا بأعراض الإعياء العام والحمى والكحة والاحتقان في الحلق والأنف وسيلان من الأنف وتستمر هذه الأعراض من أربعة إلى خمسة أيام عند الشخص الطبيعي عادة، ويكون المصاب أكثر نقلا للعدوى قبيل ظهور الأعراض مباشرة وخلال الأيام الأولى من المرض، وخاصة في اليومين الأول والثاني، وتزول الأعراض بعد خمسة إلى سبعة أيام، وقد تستمر الأعراض لأكثر من أسبوع لدى الحوامل، ولدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين. أما لدى المرضى ضعيفي المناعة ذوي الأمراض المزمنة فتستمر أعراض الانفلونزا مدة أطول، ويكثر حدوث المضاعفات التي تتمثل في التهاب الشعب الهوائية السفلى الحاد والتهاب الرئة، ويتظاهر بارتفاع شديد في درجة الحرارة وكحة شديدة مع بلغم وضيق في التنفس والتهاب حاد في عضلة القلب والغشاء المبطن للقلب وجلطات القلب الحادة والتهاب السحايا الحاد والوفاة المفاجئة. وقد بينت دراسة أجريت في بريطانيا وهونغ كونغ عام 2006 -والحديث ما زال للهويش- وجود علاقة وثيقة بين تضيق شرايين القلب وعدد جلطات القلب الحادة والإصابة بالانفلونزا، خصوصا في فصل الشتاء. ونظرا إلى ما تسببه الانفلونزا من اختلاطات ومضاعفات، فمن الضروري جدا إجراء التطعيم السنوي ضد الانفلونزا في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام للمجموعات الأكثر تعرضا للإصابة أو الاختلاطات،