×
محافظة الرياض

عربة السمع المتنقلة تخدم 90 طالبا بالخرج

صورة الخبر

القهوة والعربي لا يفترقان، فعلى مر السنوات كانت رمزاً للكرم العربي وحسن الضيافة واستقبال الضيف، وهي أيضاً سيدة المجالس ورفيقة السهر في الليالي الطويلة، سواء أمام الخيمة في قلب الصحراء، أو في مجلس فخم وسط مدينة عصرية، دائماً تلك الرائحة القوية النفاذة حاضرة في الأجواء محمّلة بتاريخ طويل يمتد لمئات السنين. وتمثل صناعة القهوة، وما يرتبط بها من عادات وتقاليد ترسم خطوات إعدادها ثم تناولها، جزءاً مهماً من تراث دولة الإمارات، تعتز به، وتحرص على نقله إلى الأجيال الجديدة، من خلال فصول ودورات تعليم السنع. التاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، وهناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول لا يتشابه ما قبلها مع ما بعدها، كما في تاريخ الثاني من ديسمبر 1971، الذي يمثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بنيت عليها أسس قيام الدولة وتطورها ونموها، واستناداً إلى أهمية هذا التاريخ، وإلى حقيقة أن تاريخ الإمارات المشرق لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي، جاءت مبادرة 1971، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف الإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات. واستلهاماً لهذه المبادرة المهمة، تأتي هذه الصفحة الأسبوعية التي تقدمها الإمارات اليوم، بالتعاون مع الأرشيف الوطني، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها. لمشاهدة صور تاريخية، يرجى الضغط على هذا الرابط. أهم المشروبات تعد القهوة اليوم واحداً من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم. وهي مشروب يعد من بذور البن المحمصة، وينمو في أكثر من 70 بلداً. ويقال إن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولاً في العالم بعد النفط الخام، ونظراً لاحتوائها على الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثير منبه للبشر. بين إثيوبيا واليمن من المعتقد أن أجداد قبيلة الأورومو في إثيوبيا، كانوا هم أول مَنْ اكتشف وتعرف إلى الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة. ولم يُعثر على دليل مباشر يكشف بالتحديد مكان نمو القهوة في إفريقيا، أو يكشف عمن قد استخدمها على أنها منشط، أو حتى يعرف عن ذلك قبل القرن الـ17. بينما يعتبر اليمن من أولى الدول التي زرعت البن، وصدرته إلى العالم. الموكا اكتسبت الموكا، التي تعد من أهم وأفخر أنواع القهوة، اسمها من تحريف قهوة المخاء، نسبة إلى الميناء اليمني الشهير، الذي يعد الأول الذي انطلقت منه سفن تجارة وتصدير البن إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم. ويشتهر البن اليمني بمذاقه الخاص وطعمه الفريد الذي يختلف عن أنواع البن الأخرى، التي تزرع وتنتج في بلدان العالم الأخرى. قصة اكتشاف القهوة تتعدد القصص والأساطير حول اكتشاف القهوة؛ ولكن أبرزها قصة تنسب إلى شخص عربي يدعى خالدي، كان يقوم برعي الأغنام، في منطقة اختلف البعض بين كونها في اليمن أو في منطقة أخرى، وحينها لاحظ أن أغنامه تصبح أكثر حيوية ونشاطاً بعد أكل نوع محدد من الحبوب النباتية، ومن ثَمَّ قام بعد ذلك بغلي هذه الحبوب وشرب الماء المغلي، لكي يتعرف إلى طبيعة هذه الحبوب. وكانت النتيجة أنه أصبح أكثر نشاطاً وحيوية، بعد شرب ما اعتبره المؤرخون أول قهوة في العالم. ومنذ سنوات طويلة، شكلت القهوة وما يرتبط بإعدادها من تقاليد، محور اهتمام الأجانب الذين وفدوا إلى المنطقة، من رحالة أو مغامرين أو عاملين في مجال النفط، وعمد بعضهم إلى تدوين ملاحظاتهم حولها، كما في كتاب رحلة ماكس فون أوبنهايم من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج، الذي يصف شكل الخيام التي كان يعيش فيها البدو قديماً، والفرق بين خيام شيوخ القبائل وخيام بقية أفراد القبيلة، كما يصف المجالس العربية، متوقفاً عند خطوات إعداد القهوة، والتي كانت تتم في ذلك الوقت أمام الضيوف، وتبدأ بانتقاء حبوب البن، ثم توضع في مقلاة عبارة عن وعاء من الحديد وله يد طويلة، تعرف باسم المحماص وتنطق المحماس، ثم توضع على النار مع التقليب المستمر بقضيب حديدي مثبت في ذيل المحماص، حتى تتم عملية التحميص ببطء، ثم تدق الحبوب في هاون، بحسب ما يرد في الكتاب الذي يلفت إلى تفضيل الهاون السوري والدمشقي المصنوع من الخشب ويسمى المدق، وهو كبير الحجم بقدر المقعد الصغير ومنحوت بطريقة فنية، ومزين بمسامير تدق عند حواشيه أو مزخرف بالصدف. ويمثل الهاون أداة مهمة في بيت البدوي، كما يولي البدو أهمية كبيرة للرنين في إعداد القهوة حيث يراعون أن يتم طحن حبوب القهوة بوتيرة موسيقية. بعد ذلك تطبخ القهوة في وعاء يسمى قمقم، وهو إبريق من النحاس الأحمر أو الأصفر، دقيق الرقبة وله مقبض وغطاء وزلومة منقار. وتوجد منه أحجام مختلفة تتسع لترات عدة من السائل، في حين لا يسع أصغرها إلا بضعة فناجين، وعادة تصف القماقم بانتظام حسب أحجامها إلى جانب الموقد. ويتذوق الطاهي القهوة مرات عدة، ولا يضيف البدو السكر إلى القهوة إلا نادراً، في حين تستعمل التوابل بكثرة، خصوصاً القرنفل، وقد يستعمل أيضاً الهيل والزعفران. وتراعي الأولوية عند تقديم القهوة إلى الحاضرين أن يتم ذلك حسب المقام، ولا يصب في الفنجان إلا شيء قليل؛ فإذا أراد البدوي إكرام ضيف فإنه يقدم له القهوة ثلاث مرات أو أكثر، ولا يجوز له الرفض إلا بعد المرة الثالثة إذا كان حريصاً على عدم إهانة المضيف. تقديم القهوة إلى الضيوف له تقاليده أيضاً التي يجب مراعاتها؛ فغالباً يجلس الضيوف بشكل دائري، أو ربما يشكلون نصف دائرة، بحسب ما يذكر الباحث حمدي تمام في موسوعة زايد: الإمارات والتراث، ويقوم أصغر القوم بمهمة تقديم القهوة إلى الضيوف، ويسمى المقهوي، ومعه المغسل، ويطوف على الضيوف مبتدئاً باليمين، أما إذا كان في الموجودين رجل مسن أو زعيم قبيلة أو رجل ذو مقام كبير، فالسقاية تبدأ به، وتمسك الدلة باليد اليسرى، أما اليد اليمنى فتحتضن الفناجين، وتقدمها مملوءة بالقدر المعتاد من القهوة إلى الضيوف، والتي يجب ألا تزيد على ثلث الفنجان، فإذا أعاد الضيف الفنجان بعد شربه دون أن يهزه أو كلمة شكر تدل على الكفاية، عاد المقهوي مرة أخرى لصب القهوة له، وإذا اكتفى الضيف هز الفنجان أو تلفظ بكلمة غنمت التي تعني الشكر والاكتفاء. ومن آداب الشرب أن يتناول الضيف فنجانه باليد اليمنى. كما تذكر الموسوعة أن صناعة القهوة وإعدادها للشرب يتطلبان مهارة فائقة من الصانع، بداية من انتقاء الحبوب، والبن المحبب هنا هو البن اليمني لتميزه برائحة نفاذة وطعم لذيذ، وهناك أنواع من البن منها: السيلان والحمراء والخضراء والصفراء. ويتم إعداد القهوة بعد تحميص البن بوضع دلة على النار في موقد يعد خصيصاً لهذه العملية، وعندما يغلي الماء توضع اللقمة، أي الكمية المناسبة من البن بداخلها، وتعاد الدلة إلى النار مرة ثانية وثالثة وهي تغلي حتى تنضج ثم يتم إنزالها من على النار وتترك فترة حتى ترسب اللقمة إلى أسفل، بعد ذلك تصب القهوة في دلال صغيرة لتصبح جاهزة للشرب. وينبغي ألا تسكب القهوة من الدلة عندما تفور فوق النار، حيث يعتبر ذلك شيئاً مكروهاً. كذلك تحدث أنتوني راندل، الذي قدم إلى الساحل المتصالح عام 1960، للخدمة في قوة ساحل عمان في ذاك الوقت، عن الحياة الاجتماعية وقتها، وتوقف أمام اهتمام الأهالي بالقهوة وجلساتها. وقال: كانت الزيارات الاجتماعية تستهلك كثيراً من الوقت، فكان يتم انتظار القهوة؛ إذ كانت عملية إعدادها طويلة ومعقدة، وتحتاج إلى ما لا يقل عن نصف ساعة: إشعال النار، إحضار الماء، طحن حبوب البن بعد تحميصها، وخلط مسحوق البن بالهيل، وصب ثلاثة فناجين صغيرة لكل فرد، وبعد ذلك كله تبدأ بالحديث عن سبب مجيئك، وبينما تعد القهوة يتم تبادل الأخبار، وأياً كانت الأخبار، كانوا يرددون: (الحمد لله). أرقام وأحداث 800 مليار يبلغ استهلاك العالم أكثر من 800 مليار فنجان قهوة؛ وهذا الرقم ينمو بمعدل سنوي قدره 1.5%. 1645 في عام 1645، انتقلت عادة شرب القهوة من تركيا إلى مدينة البندقية الإيطالية. 5 تشير الأبحاث إلى أن تناول القهوة، بمقدار معتدل، من 3 إلى 5 فناجين في اليوم الواحد، لا يؤثر سلباً في الصحة. 1650 في عام 1650، وصلت عادة شرب القهوة إلى إنجلترا، عندما قام شاب تركي يدعى باسكوه روزي بافتتاح أول محل لشرب القهوة في شارع لومباردت، الواقع في قلب مدينة لندن.