أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي، أن الأمة الإسلامية في هذا الزمان المليء بالفتن وأفكار التطرف والإرهاب، واتخاذ الناس رؤوسا جهالا وأغيلمة سفهاء الأحلام يفسدون ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون، هي في أشد الحاجة لاتخاذ النبي عليه الصلاة والسلام قدوة وأسوة ومنهاج حياة وإلى تعظيم مقام النبوة والحذر الشديد من رد السنة والاعتراض عليها. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: هذا النبي الكريم يجب أن يكون قدوتنا العليا في كل شيء، وحديث مجالسنا ومنتدياتنا، ومحافلنا وندواتنا، ومرتكز خطابنا الدعوي ومناهجنا وتربيتنا، إنه القدوة الخالدة، والأسوة التالدة للحاكم والقائد والعالم والمصلح والمربي والناصح والزوج والأب. وزاد: إن الأمة اليوم وهي تتعرض لمكائد الأعداء وظلم المعتدين المختلين في المسجد الأقصى وفي غيره من بلاد المسلمين أحوج ما يكون للرجوع إلى سنته وسيرته المباركة لمعرفة المنهج الحق في التعامل مع الأعداء ومواجهتهم، ورفع الظلم والاعتداء على الأمة متأسية بسيد البشرية الذي بعثه الله رحمة للعالمين، ومقتديه بهديه في القيام بنصرة الإسلام وأهله ورفع الظلم والاعتداء عن المظلومين ورد كيد المتربصين والحاقدين. وبين أن معرفة النبي ومحبته وطاعته أمر متحتم لا محيد عنه لكل مسلم ومسلمة، وفرض واجب وشريعة غراء ومنهج أبلج وضاء، يسعد بها العبد سعادة لا شقاء معها أبدا، ويبارك الله له بها عمره وطاعته، ويزكي روحه وعقله فينعم بالحياة الطيبة التي هي أثر من آثار محبة النبي وطاعته. وأضاف: لقد أكد القرآن في مواطن كثيرة على أنه لا يصلح إيمان الناس حتى يؤمنوا بهذا النبي عليه الصلاة والسلام ويصدقوه ويطيعوه ويوقروه ويحبوه، وذلك فرض واجب، وإن أعظم الحب والأدب مع النبي طاعته واتباعه والتمسك بسنته ظاهرا وباطنا، وتقديم أمره على كل أحد، والتحاكم إلى سنته، وذلك من أعظم دلائل محبته والإيمان به، ومن أجل أسباب النصر والتمكين في الأرض وائتلاف القلوب واجتماعها وتوحيدها. وأكد الشيح الغامدي عظم الصلة بين النبي موسى والنبي محمد، حيث تبرز لنا مع إطلالة كل سنة هجرية، حادثتان عظيمتان غيرتا مجرى التاريخ: نجاة موسى عليه السلام وخروجه من مصر، ونجاة محمد عليه الصلاة والسلام وخروجه من مكة، ولذلك كان صيام عاشوراء سنة نبوية مباركة.