×
محافظة حائل

عام / الإمداد والتموين الطبي بصحة حائل تدشن مشروع سيارات نقل وشحن الأدوية

صورة الخبر

حينما نستعرض واقع إعلامنا الخارجي ووسائله وأدواته نجد أنه أقل ما يمكن أن يوصف به أنه ضعيف وخجول في مواجهة الحملات التي تتعرض لها المملكة، عطفاً على وضعه الحالي غير القادر على مواكبة الدور المتعاظم لبلادنا كدولة ذات مكانة دينية كبيرة في نفوس جميع المسلمين، ومكانة اقتصادية وسياسية مهمة وشامخة، كونها طرفا مهماوفاعلا في مجريات الأحداث الدائرة على الساحة الإقليمية والدولية، ليس في هذه الفترة فحسب بل طيلة الفترات الماضية من تاريخها المجيد، وبالرغم من ذلك ظل الإعلام السعودي الخارجي غير مواكب لهذا الدور وغير مواكب لهذه المكانة مما يفرض علينا أن نطرح علامة استفهام حول هذا الواقع غير المطمئن، في وقت لا يخفى على الجميع أهمية الإعلام وتأثيره على الرأي العام، حيث تُجنّد كثير من الدول جيوش آلتها الإعلامية للدفاع عن حقوقها وخدمة قضاياها، في الوقت الذي لا نزال فيه نتعامل على استحياء مع قضايانا بدون آلية ورؤية إعلامية واضحة وممنهجة، وبدون استراتيجية عملية، وهذا ما فتح الطريق لكي تتحرك الآلة الإعلامية المعادية في الساحة بدون مواجهة فاعلة ومؤثرة من إعلامنا، مما سمح أيضاً أن يتكون لدى الرأي العام في الأوساط الاجتماعية الخارجية ودوائر القرار قناعات مغلوطة تجاه المملكة وسياساتها نتيجة غياب المهنية الإعلامية . مكانة المملكة وثقلها السياسي والديني والاقتصادي يتطلبان إعلاماً مهنياً قوياً.. سياسة الصمت أو ردّة الفعل انتهت! أن ما حققته المملكة من سمعة مرموقة وحضور فاعل في الأوساط الدولية طيلة الفترات السابقة وحتى اللحظة، جاء نتيجة للإنجازات السياسية والدبلوماسية الكبيرة لقيادة هذه البلاد في محيطها العربي والإقليمي والدولي، والقرارات التاريخية والمصيرية التي أنجزتها واتخذتها قيادتنا بحزم وإرادة للتعاطي مع الكثير من الأحداث والمواقف التي عاشتها منطقتنا، بلغة فرضت على العالم أن يصغي ويستمع لها بمزيد من الاحترام والهيبة، هذا إلى جانب المكانة الاقتصادية الكبيرة للمملكة والتي جعلت من المملكة واحدة من دول المنظومة الاقتصادية العالمية العشرين، كما لا يخفى أن المملكة تحتل المركز الثاني عالمياً في تقديم الإعانات والمساعدات الإنسانية والاقتصادية للكثير من شعوب ودول العالم المحتاجة، كما تموّل بسخاء المنظمات الدولية التي تهتم بمواجهة الكوارث الطبيعية كما تموّل المنظمات الدولية التي تهتم باللاجئين، وتدعم بسخاء أيضاً البلدان المستضيفة لهم، هذا إلى جانب استضافة المملكة لملايين الأشقاء السوريين واليمنيين وغيرهم من الأشقاء ممن اضطرتهم ظروف بلادهم إلى مغادرتها والقدوم إلى المملكة، مقدمةً لهم الإقامة النظامية وفرص العمل والخدمات الصحية والتعليم المجاني، وكل ما يضمن لهم أسباب الحياة الكريمة بين أشقائهم حتى يعودوا إلى بلادهم، كل هذه المنجزات وغيرها مما لا يمكن حصره وفي مقدمتها خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما بذل فيها من جهود جبارة لم يشهدها التاريخ، وخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار كل هذا يفتقد الاستراتيجية الإعلامية التي تخاطب الخارج وعلى ضوئها تسهم في توضيح هذه الانجازات السعودية في الأوساط الإقليمية والدولية، وتفند المزاعم التي يبثها إعلام العدو ضد المملكة. إن الأهمية تستدعي إعادة صياغة مكونات السياسة الإعلامية السعودية وفق رؤية وإستراتيجية جديدة يشترك في صياغتها المتخصصون من الأكاديميين والخبرات الإعلامية، منطلقةً من استثمار المهارات والقنوات الوطنية معززة بالوسائل والأدوات المتنوعة وفي مقدمتها تفعيل المكاتب والملحقيات الإعلامية في السفارات السعودية وبرامج العلاقات العامة، والبرامج الثقافية والدينية، وبناء المنابر الإعلامية السعودية غير التقليدية في الداخل والخارج، بعيداً عن الصورة النمطية التقليدية. قصور في الأداء بداية يقول د. زهير الشهري – عضو هيئة التدريس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: أننا سنجد إجماعاً بأن هناك قصوراً في أداء إعلامنا الخارجي، وفي هذا الشأن لا يمكن أن نفصل بين تطور الإعلام الخارجي عن تطوير الإعلام بشكل عام من حيث الفكر والاحترافية والخطط والكوادر النوعية والتحديث المستمر، حتى يستقيم الفرع أو أحد مخرجات المنظومة وهو الإعلام الخارجي، لافتاً إلى أن الأداء في الإعلام الخارجي يعتمد على الحالات الطارئة وردود الأفعال ولا يقوم على خطط ثابتة وأهداف وطنية لا تتذبذب ولا تلين، وتتعامل مع الحالات والمستجدات بمرونة تسير ضمن إطار خطط وأدوار مدروسة ومتبادلة في كل دول العالم بدون استثناء لاسيما الدول الكبرى. وأشار إلى أن من الأسس المهمة قبل أن يتعامل الإعلام الخارجي مع المواقف السياسية أن يكون هناك إبراز لإنجازات المملكة الحضارية والتنموية الكبرى، كما يرى أنه من الضرورة القصوى توفير "بنك" أو قاعدة مواد إعلامية نوعية موجزة تبرز هذه التحولات الحضارية بالأرقام والصور الحديثة والعمل على تحديث هذه المواد بشكل دوري على أن تكون متاحة للجميع عندها يصبح الكل رُسلا أو إعلاميين يشاركون في هذا المجال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واللغات المختلفة ويستفيد منها الوافدون والزوار والحجاج والمبتعثون في تغيير الصورة الذهنية لدى البعض في الخارج عن المملكة. إستراتيجية إعلامية وطالب د. زهير بضرورة وجود إستراتيجية خاصة للإعلام الخارجي تستثمر القيادات النوعية في وزارة الثقافة والإعلام وغيرها والاستفادة من الخبرات الأجنبية في التخطيط والتأهيل والتقييم والتدريب على أدوات وآليات النشر الحديثة والتأثير، إلى جانب الاستفادة من مشروع الابتعاث من حيث تأهيل كوادر جديدة وبكل اللغات واستغلال مناسبات الابتعاث في الجامعات والمراكز العلمية وغيرها من المناسبات على أن تتضمن هذه الإستراتيجية والخطط مشروعات حديثة ومواكبة وأن يتم بينها التكامل وتبادل الأدوار بشكل يشعرنا بالعمل الجماعي المتكامل وألا يكون الأداء في دائرة الاجتهادات والجزر المتباعدة، موضحا أن مكانة المملكة الكبيرة وجهودها الواسعة سياسياً واقتصادياً وإنسانياً ومواقفها مع المسلمين والأقليات في كل قارات العالم ومواقفها السياسية الجانحة للعدل والتمسك بالمبادئ والقوانين الدولية التي تثبتها الحالات الكثيرة والتي ينبغي إبرازها والتسويق لها، مؤكداً على أهمية العمل على سد كل الثغرات التي يستغلها بعض الأفراد والجهات لنشر ما يحقق أهدافهم الخاصة، لافتاً إلى أن هذه المرحلة من أهم المراحل التاريخية التي يجب العمل فيها على تفعيل الإعلام السعودي الخارجي فهي فرصة لبناء إستراتيجية متكاملة، ومن اللازم أن تكثف هذه الجهود في الدول الكبرى والمؤثرة وفي نفس الوقت لا تستثني أحداً من دول العالم مهما كان صغرها وتأثيرها فالحلقة الإعلامية العالمية لا يمكن فصلها، والتأثير فيها لا ينفك من مكان إلى آخر، ويجب أن تتغير أساليب الطرح في توضيح مواقف وجهود المملكة بأساليب وطرح جديد يصل إلى ذهنية ومشاعر المتلقي بعيداً عن التقليدية بل بالاعتماد على أساليب علميه في النشر والتأثير وإقامة البرامج والفعاليات في المكان والزمان المناسبين. مهنية الإعلام من جانبه أشار د. عبدالله الحمود- أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الإمام، وأستاذ كرسي اليونسكو للإعلام المجتمعي-، بأن ضعف إعلامنا الخارجي في مواجهة ومواكبة الآلة الإعلامية الخارجية يعود إلى أن إعلامنا ضعيف بالفعل، وقال: إنه لكي يستطيع إعلامنا مقارعة الإعلام المهني فإنه يجب أن يكون إعلامنا مهنياً، مؤكداً أن المهنية أمر لم نتقنه في صناعة الإعلام وبالتالي لا مكان لغير المؤهلين مهنياً والأكفاء احترافياً. وأضاف أنه لكي يكون إعلامنا إعلاماً مؤثراً فإن هناك خصائص للإعلام وسمات مهمة لا يمكن أن يعمل بكفاءة دون تحقيقها، أولها الإرادة، بمعنى أن نمتلك إرادة حاسمة وصارمة نحو امتلاك أداة إعلامية فاعلة، والثاني احترام المهنة، ويعني ذلك أن يُقصر عمل الإعلام على إعلاميين مؤهلين بحسب مجالات الإعلام المتخصص، ملمحاً إلى أن هذا لا يحصل حاليا حيث إن هناك من لاعلاقة له بالإعلام علماً ومهارة ويتولى مهمات حساسة في صناعة الإعلام،  كما أشار إلى أن فنون الإعلام غير معتبرة في حالات كثيرة من واقع إعلامنا الداخلي والخارجي، حيث إن هناك خلطا خطيرا بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون وبين فنون إنتاج كل منها، والثالث منح صناعة الإعلام ما تستحقه من مخصصات مالية، ومصادر تمويل متطورة، وصلاحيات تنظيمية وإدارية تتسق وطبيعة العمل الإعلامي، مؤكداً بأن البنى التنظيمية الحالية لمؤسساتنا الرسمية للإعلام لا يمكّنها من تقديم عمل منافس أبدا. إعطاء الفرصة وحول أهمية تفعيل دور المكاتب الإعلامية في الخارج واستثمار المشاركات والفعاليات الدولية على كافة المناشط، قال د. الحمود إن الوضع يحتاج باختصار إلى إعطاء القوس باريها، ثم يحتاج أن لا يسلط عليه هاجس الخوف من الرقيب،  ثم يحتاج أن يمنح فرصة للخطأ دون قلق في المرحلة الأولى من التطوير لافتاً إلى أن الإبداع صنو الخطأ ومن لا يخطئ أو لا يشعر بحقه في الخطأ لا يمكن أن يكون منافسا ناهيك عن مبدع في صناعته، وفي إطار الاعتماد على قدرات الغير في إدارة رسالتنا الإعلامية الخارجية قال د. الحمود: شعور سيئ أن نشعر بأن الآخر أجدر من شبابنا، وشعور أسوأ أن نبقى على هذه الحال ردحا من الزمن. تقييم الأداء بدوره قال د. حسان بصفر- استاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة-، إذا أردنا أن نحكم على إعلامنا الخارجي فيجب أن تكون هناك آلية مقننة من التقييم للمضمون والشكل والعرض لهذه المضامين الإعلامية وهناك مناهج علمية متطورة تعمل على تقييم المضمون وبالتالي لا نستطيع أن نقول بأن إعلامنا الخارجي ضعيف، بل بالعكس هو ملموس وواضح ولكن يحتاج إلى مزيد من العمل والجهد ويحتاج إلى العمل على تنفيذ استراتيجيات واضحة المعالم من قبل متخصصين وخبراء في الإعلام الدولي. وأضاف إذا كان هناك إعلام مضاد فيجب عمل دراسات على عناصر ومكونات هذا الإعلام باستخدام مناهج بحثية علمية تعيننا على فهم وتحليل مكونات الخطاب الإعلامي المضاد والرد عليه وفق استراتيجية ومرتكزات ننطلق منها حتى لا يكون هناك أي ثغرة تستغل لا سمح الله من قبل الإعلام المضاد، مشيرا إلى أن هناك الكثير من طلبة الإعلام المتخصصين وخريجي جامعاتنا ممن يمكن تدريبهم على كيفية الرد عبر الصحافة المطبوعة والإذاعة المسموعة والتلفاز المرئي المسموع، وأيضا ممكن لهم أن يتدربوا على كيفية الرد والذود عن الصورة الذهنية لبلادنا الغالية وتفنيد الحقائق والرد بما يتناسب مع طبيعة كل وسيلة اتصالية حديثة، داعياً إلى تدريبهم على كيفية الرد على الأخبار المغلوطة والشائعات السلبية التي تحمل توجها وفكرا مسموما للجيل القادم الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والتي تعتبر وسائل إعلام رقمية جديدة مؤكداً على أن من الواجب الاعتماد على الكفاءات الوطنية المدربة والمتخصصة والعمل على زيادة تدريبهم من خلال دورات علمية متخصصة مع الاستعانة بخبرات أساتذة الجامعات المتخصصين في حقل الاتصال والإعلام للرد على أي شائعات مغرضة تريد أن تنال من بلادنا. حملات مكثفة وأشار إلى أن المفهوم البسيط لمصطلح " الصورة الذهنية" يعني ببساطة الصورة العقلية التي تتكون في أذهان الناس عن أي بلد من البلدان، وقد تتكون الصور من التجربة المباشرة أو غير المباشرة لتلك البلد، مؤكداً بأن الصورة الذهنية هي الخريطة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يفهم ويدرك ويفسر الأشياء، لافتاً إلى أن الصورة الذهنية هي الفكرة التي يكونها الفرد عن بلد أو موضوع معين وما يترتب عن ذلك من أفعال سواء سلبية أو إيجابية وهي فكرة تكون عادةً مبنية على الإيحاء المركز والمنظم بحيث تتشكل من خلالها سلوكيات الأفراد المختلفة، ويرا د. بصفر أنه من الممكن إبراز الصورة الذهنية عن طريق حملات العلاقات العامة والصورة الذهنية لتوصيل الحقائق بشكل صحيح وسليم عبر المكاتب الإعلامية والعلاقات عامة المتخصصة في بناء الصورة الذهنية وتكون بإشراف من سفاراتنا بالخارج. إعلام موجه من جهته أكد ناصر الشهري- كاتب صحفي ومحلل سياسي-أننا أمام مرحلة هامة من التحديات التي يمكن اختصارها في بعض النقاط التي من أهمها مكانة المملكة في قلوب الأمة الإسلامية وما تقدمه من خدمات ودعم لمقدسات المسلمين وقضاياهم، ثم المكانة الاقتصادية والسياسية وما تقوم به من دور بارز على الساحة الدولية من أجل أمن واستقرار السلام الدولي، وفي كل هذه المحاور نجد أن هناك الكثير من المؤسسات الدولية ذات التوظيف الإعلامي لما يمكن أن ينال من المملكة وليس ذلك بجديد، ولكنه تطور مع منجزات هذا الوطن وذلك في تأكيد على حجم التحدي، وهو ما لا يتم عمله مع بقية البلدان في تأكيد على أهمية المكانة والمكان وبالتالي فإن إعلامنا حتى الآن لم يدرك بعد أهمية هذه التحديات ويعمل على مواجهتها من منطلقات تعزز الثقة وتنقل الصورة الحقيقية إلى المتلقي خارج الحدود والذي تعود على أن يسمع من طرف واحد دوره في المزايدة والحقد والابتزاز في غياب دور إعلامي وطني مؤثر وقادر على نقل رسالة أمينة وصادقة ومغايرة لتلك الاجتهادات والأحقاد التي يمارسها البعض، وللأسف الشديد نجد أن أكثر وسائل الإعلام السعودي من مسموع ومقروء ومرئي يجتهد كثيراً في جلد الذات من خلال سجالات في قضايا بعضها هامشية داخل دوائر ضيقة ليست ذات أولويات حتى على المستوى المحدود، حصل ويحصل ذلك في الوقت الذي نحن بحاجة إلى تفعيل دور الإعلام الموجه في خطاب وطني يقول للعالم تفاصيل هذا الدور السعودي ويفضح تلك الممارسة والابتزاز. توظيف الكفاءات وقال فهيد التريباني، من المؤكد أن المملكة تتعرض لحملات إعلامية منظمة من عدد من الدول التي تسعى لطمس الحقائق، وأمام هذه الحملات تأتي الحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجية واضحة وفاعلة لإعلامنا الخارجي لمواجهة ذلك بدلاً من الموقف الصامت أو تحرك ردة الفعل عندما تتعرض المملكة لمغالطات مكذوبة، ولم يقم الإعلام الخارجي في المملكة بالدور المطلوب منه، لذلك على إعلامنا الخارجي أن يقوم بالدور المطلوب لإيصال رسالة المملكة للجميع، وشرحها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً وسائل الإعلام الجديد، إضافة إلى القنوات الدولية الإعلامية التي من المفترض أن يكون الإعلام الخارجي لديه وسيلة للتواصل معها. وأشار التريباني أن من الأسباب التي جعلت الإعلام السعودي ضعيفا، هو عدم الاستفادة من القوى البشرية المؤهلة وتوظيف الكفاءات المهنية، والخلل في البنية التنظيمية للوحدة الإدارية الممارسة للإعلام الخارجي وطبيعة الأهداف والمهام الموكلة للوحدة والقوى البشرية في جهاز الإعلام الخارجي، وألمح إلى أن التصدي للهجمات التي تتعرض لها بلادنا ينبغي أن يتداخل فيها الجانب الإعلامي مع السياسي والثقافي والديني، وبتضافر هذه الجهود يمكن رسم صورة ذهنية حسنة عن المملكة في كافة المجالات. التحديات الخارجية وحملات التضليل أكد ناصر الشهري - كاتب ومحلل سياسي- أن لدينا القدرة على أن يكون لنا وسائل متعددة وبمختلف اللغات وتصل إلى كل اصقاع الأرض وأن يكون لنا تواصل مع المؤسسات الإعلامية والوسائل المؤثرة التي يمكن أن تكون منصفة ولديها النزاهة والأمانة في نقل الصورة الكاملة وتفاصيلها بكل تجرد من النوايا السيئة وأن يتم توزيع وسائلنا الإعلامية الموجهة في مختلف البلدان حتى يكون هناك متابعة ومعرفة لدى العالم بما تقوم به المملكة من جهود لأمن واستقرار العالم وبناء الأرض والإنسان في وطن مختلف عن كل الأوطان، على أن يتم أيضاً إعادة الملحقيات الإعلامية في سفارات المملكة لتكون حلقة تواصل بين الوسائل المختلفة في تلك البلدان والصورة الحقيقية من داخل الوطن. وأضاف: صحيح أن لدينا ما يعرف بالإعلام الخارجي بوزارة الاعلام، لكننا لا نجد له اي دور في تفعيل مسؤولية هذا المسمى من خلال نشاطات تستطيع الوصول إلى أماكن المصادر المتخصصة في الوسائل الاعلامية، ونقل المعلومة التي تنطلق من مسؤوليات مهنية، وإذا كانت صناعة الاعلام قد قطعت مراحل كبرى في عالم اليوم إلا اننا مازلنا للأسف الشديد اكثر بعداً عن الممارسة القادرة على صياغة مشروع اعلامي خارجي يستطيع التأثير بما يليق بكل مجالات منجزاتنا الوطنية، وخطابنا السياسي الذي يهدف الى الكثير من الاصلاحات في مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية، ومنها مجلس الامن الذي أعلنت المملكة استعدادها للمشاركة في اصلاحاته، نحن بحاجة الى ان نخرج في صورتنا الحقيقية أمام العالم وندافع عن قيمنا واخلاقياتنا، وسياسة وطن كان وسيظل يحمل مسؤولياته الدينية، في الوقت الذي لا يحجب نفسه عن الانفتاح على مختلف الحضارات بروح المسؤولية وثوابتها، وهذا المحور في قضية إعلامنا الخارجي يحتاج الى معالجة حقيقية، دون ان نتوقف عند التداوي بالاعشاب، وإشعال قضايا من هذا النوع يخيم عليها الجدل وتتوه في أتون الفراغات الثقافية أمام مرحلة من التحديات الخارجية، يتم فيها حشد أكبر قدر ممكن من أسلحة الإعلام التي تستغل الفراغ، وتراهن على تسويق التضليل لدعم المؤامرات وزيادة الكراهية، وتلك ممارسات يجب ان نكون قد تجاوزناها بصناعة اكثر قوة ونفوذا لتوضيح الصورة الحقيقية. رفع سقف الحرية دعا فهيد التريباني -محاضر بجامعة دار العلوم بالرياض- إلى تعزيز الانتماء والفخر بالوطن، وتعزيز الاخوة مع الوافدين لدينا ليعودوا إلى ديارهم بصورة حسنة بدلاً من إعادة تصدير الأعداء، وأن تكون الاستراتيجية الإعلامية مدروسة وجديدة لنخرج من الاطار التقليدي، كما أكد على أهمية تفعيل دور المكاتب الإعلامية في بعض السفارات السعودية بالخارج وتفعيل دور المملكة خارجياً من خلال منظومة متكاملة تشارك فيها وزارة الخارجية ممثلة بالدبلوماسيات أوالسفارات والملحقيات الثقافية والأندية الطلابية في الخارج بالإضافة إلى الداخل بحيث لا يمكن إغفال أي عنصر، وتفعيل استراتيجية إعلامية مناسبة للخارج، محذراً من أن الاعمال الارتجالية والعشوائية القائمة على ردود الافعال وأن يتم العمل على إعادة الجهود الاعلامية من خطط وبعثات دبلوماسية لنرتقي إلى المستوى الريادي في إعلامنا بحيث يصل إلى المستوى الذي تتمتع به المملكة إقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أن الإعلام لا يمكن أن يقوم بدوره إلا من خلال رفع سقف الحرية بما يتوافق مع ثوابت العقيدة الإسلامية والقيم الاجتماعية، ومنح القائم بالاتصال قدراً من المرونة في القضايا الداخلية والخارجية وأن يكون الإعلامي السعودي على قدر من المسؤولية المهنية للقيام بدوره تجاه المصلحة العامة للوطن.