كان الفاصل بين الهلال ونهائي دوري أبطال آسيا أقل من دقيقة استعد فيها الهلاليون للاحتفال بوصول فريقهم إلى النهائي الآسيوي للمرة الثانية على التوالي لكن الفرح تبخر قبيل مضي الدقيقة الأخيرة بعد أن سدد الكوري كيانغ يون كوان كرته لتستقر في شباك الهلال، وتعلن تأهل الأهلي الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا. خسر الهلال لقاءه الآسيوي بعد أن عاد للمباراة وسجل هدفين كانا كفيلين أن يصلا به إلى النهائي لولا الهدف القاتل الذي سكن الشباك الزرقاء وأودع الحزن في قلوب الهلاليين، خسارة الهلال بدأت ملامحها في الآفاق مبكراً وقبل أن يغادر الفريق إلى دبي بعد أن تغيّب الحارس الأساسي خالد شراحيلي عن التدريبات واضطر اليوناني دونيس إلى إبعاده عن الفريق المغادر إلى دبي ليس استهانة بإمكانات بدلائه الموجودين لكن جاهزية اللاعب الأساسي تفوق البديل بغض النظر عن الإمكانات الفردية التي يملكونها. شراحيلي خذل الهلال وجماهيره بعد أن غاب عن التمرين الأساسي وقبل لقاء حاسم من دون أن يراعي مصلحة فريقه أو حتى يحترم عقده المبرم مع الهلال والمؤسف أكثر أن اللاعب لم يخرج بأي اعتذار يقدمه للجماهير وللجهازين الفني والإداري بل عمد إلى استفزاز الهلاليين من خلال بثه صور تمارينه الانفرادية الصباحية، ممتدحاً الأجواء التي يؤدي فيها التمارين. تناسى شراحيلي موقف إدارة الهلال معه حين أوقفته لجنة المنشطات واكتسى كل معاني الوفاء حين ساندته وعضدت خطاه ومددت عقده مع الفريق وانتظرت عودته بعد الإيقاف الطويل ومنحته الفرصة لحماية الشباك من جديد لكن ذلك كله ذهب أدراج الرياح، الهلال لم يكن يحتاج أبداً مثل هذه التصرفات وقبل لقاء حاسم ومن لاعبٍ أساسي كان المنتظر منه أن يرد الوفاء للهلال ورجاله بعد أن ساندوه فيما مضى من أيام لكنه اختار أن يغيب ويخذل الهلال ويختفي عن اللقاء الحاسم من دون تبرير منطقي أو عذر مقنع يقدمه لإدارة الهلال. وفي ملعب المباراة قدم الهلال مباراة جميلة استطاع أن يعود لنتيجة اللقاء بعد تأخره بهدفين لكن ثمة لاعبين كان حضورهم في الملعب حضوراً شرفياً لا أثر له على النتيجة فلم يظهر سالم الدوسري إلا في الكرات الفردية التي يخسرها لصالح أهلي دبي بعد أن يتجاهل زملاءه في الملعب مستعرضاً بحركات بهلوانية لم تجد نفعاً للهلال منذ بروزه مع الفريق، ولم يكن لنواف العابد أي حضور يذكر في اللقاء عدا ابتسامته الباردة التي يطلقها بعد كل تسديدة تضيع طريقها إلى المرمى، مؤسف أن تكون هذه التصرفات صادرة من لاعبين كان الهلال ينتظرهم في مثل هذه اللقاءات الحاسمة ولكنهم اختاروا طريق الخذلان للهلال وجماهيره بتصرفاتهم ومستوياتهم بدلاً أن يختاروا قيادة "الزعيم" إلى النهائي الآسيوي. ووسط هذه الأحداث التي جرفت مسار الهلال عن نهائي آسيا لا يمكن أبداً تجاهل المستوى الكبير والمميز الذي قدمه "موسيقار الهلال" محمد الشلهوب الذي جاء بديلاً بعد أن تأخر فريقه بهدفين ليعدل كثيرا في الملعب، فأصبح الهلال هو الفريق الضاغط والممسك بزمام المباراة ونجحوا بالعودة إلى النتيجة واستمر الهلال ضاغطاً ومسيطراً على الملعب منذ أن دخل الشلهوب وقلب كثيرا من موازين الهلال، وجاءت مشاركة الشلهوب لتثبت القدرات التدريبية التي يمتلكها اليوناني دونيس والذي نجح بقراءة المباراة سريعاً وكان شجاعاً في إجراء التبديل المبكر بإخراج أحمد شراحيلي والزج بالشلهوب، ومثل هذه التغيرات المبكرة لا يقدم عليها في الغالب إلا مدرباً متمكناً ويمتلك قدرات تدريبية هائلة، وليس الأمر بالجديد على دونيس فهو منذ قدومه للهلال وهو يقود الفريق لتقديم مستويات متميزة ونتائج رائعة توج بها ببطولتين وكاد أن يصل للنهائي الثالث له لو تجاوز أهلي دبي. قدرات دونيس التكتيكية تصاحبها قوة شخصيته وانضباط يفرضه على جميع اللاعبين فلا يميز في تعامله لكون اللاعب أساسياً أو نجماً للفريق أو لاعباً شاباً فها هو ذا تخلى عن الحارس الأساسي بعد أن تخلف عن التمرين قبل موقعة حاسمة ولم يكن قراره خاطئاً أبداً بل هذا ما يحتاج إليه الهلال وكل فرق الكرة السعودية أن يوجد بداخلها مدرب يجمع التميز الفني والقوة الشخصية للتصدي للاستهتار وتهاون بعض اللاعبين، يستحق دونيس أن تزيد إدارة الهلال ثقتها به وأن تمنحه كل مقومات النجاح للمستقبل فالفريق مازال أمامه كثير من الاستحقاقات المقبلة ولا يعد الخروج الآسيوي فشلاً بالنسبة لدونيس الذي بذل جهداً واسعاً في إعادة الهلال منذ قدومه إلى فريق بطل وملازم لمنصات الذهب. أما أولئك الذين خذلوا الهلال وجماهيره في ليلة حاسمة فالهلال قادر على أن يعود لآسيا ويصل للنهائي من دون الحاجة لخدماتهم وسيجدون أنفسهم في فرق أقل من الهلال تاريخاً ومستوى لأن الفرق الكبيرة لا تقف على أي لاعب مهما كان اسمه وتاريخه والهلال أحد هذه الفرق الكبار.