×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / بدء اجتماع كبار مسؤولي وزارات الشؤون الاجتماعية العرب / إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

قال كولن جونسون مدير العلاقات الدولية في المكتب الاستشاري العالمي جرانت ثورنتون المختص بالمنازعات الاقتصادية في لندن، إن السعودية تقود دول الخليج نحو تحول جيد ومتسارع نحو الاقتصاد الأخضر وتنفيذ المعايير البيئية في مجال إنتاج الطاقة التقليدية، كما تتوسع بشكل كبير في مجال الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية وتحقق معدلات نمو جيدة في هذا المجال الحيوي. وأضاف جونسون في حوار خاص لـ"الاقتصادية" من فيينا، أن أسعار النفط المنخفضة ستستمر نحو عامين حسب اعتقاده، لكنها ستعاود الارتفاع بشكل جيد بعد ذلك بدعم من نمو هائل وسريع في الطلب العالمي على الطاقة، لتلبية أغراض التنمية في عديد من دول العالم النامي، ومن ثم سيتحقق التوازن بين العرض والطلب وتتقلص حالة وفرة المعروض الحالية. وأعرب جونسون عن اعتقاده أن الفترة المقبلة ستشهد منافسة شديدة بين موارد الطاقة التقليدية والموارد المتجددة، مشيرا إلى أن المنافسة ستكون في مجال القدرات الإنتاجية وفي تقديم طاقة بسعر رخيص وفي الوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة، كما ستكون هناك منافسة إيجابية ومحمودة في الحصص السوقية بين تلك الموارد المختلفة. ونصح جونسون دول الخليج وكبار منتجي النفط في العالم بالتوقف عن دعم المنتجات البترولية، والإسراع في تطوير الصناعة والقطاعات غير النفطية والتحول ببرامج أسرع وأكثر كفاءة نحو زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. وأثنى جونسون على دور منظمة أوبك في الاهتمام بقضية النمو واستقرار الأسواق بالتوازي مع دعم برامج الحوار والانفتاح على كل المنتجين وعدم ممانعتها في توسيع العضوية وتطوير سياسات المنظمة وفق المتغيرات الاقتصادية. إلى نص الحوار: ما تقييمك للوضع الراهن في سوق الطاقة العالمية، خاصة مع التراجع الحاد في أسعار النفط الخام؟ في الواقع هذا موضوع كبير ومتشعب وتطورات الأسعار متلاحقة، ويصعب التنبؤ بها نظرا لوجود الكثير من العوامل التي تتجاذب السوق وتؤثر فيه على نحو واسع، وأتوقع أن تستمر الأسعار المنخفضة للنفط لنحو عامين، وهو الأمر الذي سيكون تأثيره السلبي كبير على شركات النفط الدولية وعلى الاستثمارات في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي والمؤثر في نمو الاقتصاد الدولي، وخلال العامين المقبلين سيزداد التنافس الحاد على الحصص السوقية، وقد نفاجأ بمتغيرات جديدة غير معروفة لنا الآن ستؤثر في سوق الطاقة وعلى وضع الاقتصاد العالمي. هل تتوقع عودة ارتفاع أسعار النفط بعد هذين العامين؟ كل المؤشرات والتقديرات الاقتصادية تؤكد أن الأسعار سترتفع مرة أخرى، بعد هذين العامين بتأثير من نمو الطلب العالمي على الطاقة نتيجة الزيادة السكانية وعوامل أخرى، ستدفع بالطلب إلى الارتفاع وتضييق الفجوة الحالية الموجودة والناتجة عن تخمة المعروض النفطي. كيف يمكن التغلب على حالة وفرة المعروض وتباطؤ الطلب حاليا في سوق النفط الخام؟ من الصعب التغلب على هذه الحالة نظرا لتغير ملامح وضع الطاقة في العالم، حيث تنوعت الموارد وطرق الإنتاج ووجدنا طفرة واسعة في الطاقة، تحدث في إنتاج النفطين الصخري والرملي وهناك استثمارات واسعة تمت في هذا المجال، وجاءت لتبقى وتستمر، ولكن دون شك أن السوق تصحح نفسها بنفسها وفق قاعدة البقاء للأصلح وللأقدر على التنافس، ومن ثم فإن ارتفاع تكاليف الإنتاج في الموارد الجديدة وصعوبة تحقيق أرباح في ظل أسعار البيع المنخفضة ستجعل السوق تعيد حساباتها تلقائيا، ويخرج منها المنتجون الأضعف إنتاجيا وتسويقيا. ما توقعك لمسار الاقتصاد الصيني ومدى تأثيره وتفاعله مع سوق الطاقة في العالم؟ الاقتصاد الصيني عنصر أساسي وفاعل في التأثير على سوق النفط الخام، ولاشك أن معدلات النمو في الصين أقل من السابق، وهناك صعوبات متمثلة في تراجع الصادرات والنشاط الصناعي ومؤشرات عن انكماش وتباطؤ اقتصادي، وهو انعكس سريعا على وضع سوق النفط الخام في العالم، لأن الصين هي مكون رئيس في منظومة الطلب العالمي وتحسن مؤشراتها كفيل بتحسين مستوى الطلب ونمو الأسعار والعكس صحيح، ومعظم التراجعات السعرية في الفترة السابقة كانت متأثرة بالأداء المهتز للاقتصاد الصيني، خاصة بعد أزمة البورصة. كولن جونسون كيف تقيم التطور في مجال الطاقة المتجددة، ومدى حجم مساهماتها المتوقعة في مزيج الطاقة الدولي؟ هناك تطور كبير لا تتم الإشارة إليه بشكل كاف خاصة في مجال الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في عديد من الدول وعلى وجه التحديد في الصين، وهو ما يعني أن جهود زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة جيدة ومتسارعة، ومعدل نمو الطاقة المتجددة في الصين بصفة خاصة ضخم للغاية وكثير من الاقتصادات في العالم تتحول لتكون اقتصادات خضراء والطاقة المتجددة تتمتع بتنافسية عالية، لأنها رخيصة ومتوافرة وعديد من الدول لديها موارد ضخمة من طاقتي الشمس والرياح وغير مستغلة بالشكل الأمثل رغم أنها طاقة هائلة وواعدة وتحافظ على البيئة وأقل في التكلفة الاقتصادية والتكنولوجيات المستخدمة بها متطورة بشكل سريع وتكلفتها تتراجع وعائدها يتزايد. هل تعتقد أنه ستكون هناك منافسة قوية بين الموارد التقليدية والجديدة في مجال الطاقة خلال السنوات المقبلة؟ نعم أعتقد ذلك، فيما يتعلق بالقدرات الإنتاجية لكل مورد وفي قدرات كل الموارد على النمو والوجود بشكل أقوى في السوق، ومثال على ذلك ما يحدث في بريطانيا من تعظيم موارد الطاقة وزيادة الاعتماد على طاقة الرياح التي، يتزايد حجم مساهمتها على نحو واسع في مزيج الطاقة نتيجة القدرات الإنتاجية الواسعة وتأثيرها الواسع على سوق الطاقة، وهناك اهتمام من الشركات بتطوير نظم الإنتاج وزيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا للوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة والفاعلية والوفرة في العملية الإنتاجية، وتحسين الكفاءة تصل بنا إلى مستويات رائعة من استغلال طاقتي الرياح والشمس وتوسيع برامج الاعتماد عليهما. وهل ستستمر المصادر التقليدية خاصة الفحم والنفط في الهيمنة على منظومة الطاقة العالمية؟ قد يحدث ذلك لبعض الوقت فما زال الفحم والنفط حتى الآن مصدرين مهمين للطاقة الرخيصة وعلى المصادر المتجددة أن تكون بديلا فعالا ولن يتحقق ذلك، إلا بتخفيض التكلفة وزيادة الكفاءة والاعتماد على الفحم الذي سيستمر بعض الوقت، ولكننا بدأنا بالفعل طريق التغيير وملامح خريطة الطاقة تتبدل بالفعل تدريجيا. ما نصيحتك لكبار منتجي النفط التقليدي في العالم؟ أظن أن أهم النصائح التي يمكن أن نقولها في هذا الصدد تتمثل في ضرورة ترشيد الميزانيات وتطوير الصناعات المتعلقة بالنفط الخام والنهوض بالصناعة بشكل عام، خاصة القطاع غير النفطي، والتوقف عن دعم المنتجات البترولية ورفع الدعم عن المنتجات؛ نظرا لأنه يلتهم جزءا كبيرا من الموازنة، كما أطالبهم بإسراع الخطى نحو التحول لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وزيادة إنتاجها وتنفيذ متطلبات الاقتصاد الأخضر، والاهتمام بالمعايير البيئية وتقليل الانبعاثات وتطوير الأداء في شركات الطاقة وزيادة الكفاءة الإنتاجية واستيعاب التكنولوجيا المتطورة. ما تقييمك لمدى اهتمام السعودية ودول الخليج بمتطلبات الاقتصاد الأخضر وبالاعتماد على الطاقة المتجددة؟ السعودية قطعت خطوات جيدة ومتسارعة في مجال الاقتصاد الأخضر، واستغلال الطاقة الشمسية، وهناك تجارب ناجحة أخرى أيضا في دول الخليج، ولاشك أن السعودية تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، وتقود دول الخليج نحو طفرة إنتاجية واسعة في هذا المجال المهم ولديها برامج تنموية جيدة وواسعة، وسنجد قريبا زيادة الاعتماد على توليد الكهرباء بشكل أساسى من الطاقة الشمسية، وذلك بالتوازي مع تطوير القطاع النفطي والغاز الطبيعي وتقليل الانبعاثات باستخدام التكنولوجيا المتطورة وتحسين نظم وكفاءة الإنتاج. كيف تقيم دور منظمة أوبك في تحقيق الاستقرار بسوق النفط؟ لاشك أن منظمة أوبك تلعب دورا جوهريا ومؤثرا في السوق، وليست متحكمة في السوق خاصة في ظل طفرة الموارد الحالية، وأفضل عدم التعليق على سياساتها تجاه الأسعار لأنها الأقدر على اختيار السياسات المناسبة لتحقيق مصالح الدول الأعضاء، ولكني أثني على مواقفها فيما يتعلق بتعميق الحوار بين المنتجين والاهتمام بدعم الاستقرار في السوق وتطوير أداء المنظمة وعدم ممانعتها في توسيع العضوية وتبني سياسات مرنة تتفاعل على نحو جيد مع المتغيرات الاقتصادية الدولية.