فاطمة عطفة (أبوظبي) استأنف «ملتقى أسماء المطوع الأدبي» جلساته الأدبية، بمناقشىة روايتين هما «النمر الأبيض» الحائزة على جائزة «البوكر» لعام 2008، للكاتب الهندي آرافيند أديغا، ترجمة سهيل نجم، الصادرة عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والثانية رواية «ارحل قبل أن أنهار»، للكاتب التركي تونا كيرمتشي، ترجمة عمرو السيد، وهي من مطبوعات دار «العربي للنشر والتوزيع» في القاهرة. ناقشت سيدات الملتقى موضوع رواية «النمر الأبيض»، وفيه يتناول الكاتب على لسان البطل الأحوال العامة في كل من الهند والصين، ويطرح مقارنات متعددة بين الديمقراطية في بلاده إلى جانب الفوارق الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، في حين أن الصين لا توجد فيها ديمقراطية، لكن فيها عدالة اجتماعية. والكاتب يستعرض هذه المقارنات بأسلوب كوميدي طريف وجذاب، كما أنه يطرح القيم الإنسانية التي يحتاجها الناس، إضافة إلى مشاهد الطقوس والعادات الدارجة في مجتمعه. وكان هناك إعجاب وتقدير من عضوات الملتقى بأن الرواية تمتاز بحبكة روائية متميزة في طريقة سرد الأحداث وتقدم للقارئ متعة فكرية وطريقة إقناع جميلة. أما الرواية الثانية «ارحل قبل أن أنهار» فقد تناولت شؤوناً اجتماعية في شبكة عائلية محدودة بين البطلة وأخيها وأمها وأبيها وبعض أصدقائهم. وقد نالت هذه الرواية إعجاب القارئات لما تضمنته من أسلوب حديث في السرد حول الذاكرة والانتقال في الزمن بين مراحل متعددة في رصد وقائع وأحداث تعود لسن العشرين وما بعد الأربعين، وكيف ربط الكاتب بمهارة بين البطلة «دارا» وأفراد أسرتها الصغيرة وهي تحكي عن تفاصيل عادية أو مؤثرة من البيت. وقد نسج الكاتب شبكة العلاقات بين البطلة وأمها وبقية الشخصيات بطريقة واقعية محببة، فلكل شخصية دور مرسوم بفنية واضحة تظهر عناصر الحبكة من خلال السرد الأدبي الجميل وعرض التفاصيل الدقيقة التي تمر بحياة كل منا دون أن ينتبه إليها. ومن براعة الكاتب برسم شخوصه والتعبير عن تصرفاتهم وعلاقاتهم شكل ترابطاً اجتماعياً مهماً بين مجموعة من الشباب مقدماً لكل منهم ملامح ومهام شخصية مختلفة عن الأخرى، مركزاً على معالجة الأزمات التي يمر فيها كل منهم، سواء بالتعاون أو بالمبادرة الفردية.