..العنوان أعلاه هو حل وسط -وإن كان مؤقتاً- بين الرافضين والمطالبين بقيادة المرأة للسيارة، وهو أيضاً تعبير عن حالة «العوض ولا القطيعة»، حيث لا تزال أحلام الفتيات حاضرة في النفس وهي تمني العمر، والزمن، وما تبقى من عادات وتقاليد تسمح بقيادهن للسيارة. وترى بعض النساء أن قيادة «الدباب» متعة يتخللها شيء من المغامرة والتهور، وكذلك ممارسة السرعة الجنونية في طرق متعرجة تختلف عن المدينة، مما يزيد الأمر روعة وتشويق، ولا يخلو من الخطورة. والتقت «الرياض» فتيات وأمهات حيث عبّرن عن المتعة التي يجدنها في قيادة «الدباب» داخل «البر» وعلى «الطعوس»، في رحلة تستمر (60) دقيقة، يقدن من خلالها «الدباب» بطريقة متهورة، في طريق غير مستوي، تزيد من روعته بالنسبة إليهن أنهن يجدن مرتفعاً صغيراً يصعدن عليه بدباباتهن ثم النزول بطريقة خطيرة، غير مكترثات بالانقلاب. طموح أكبر وقالت «فاتن الذياب»: إن قيادة الدباب لا تغنيها عن رغبتها بقيادة السيارة والتجول داخل المدينة، مضيفةً أن قيادة الدباب هي مجردة قيادة للعب والمتعة والترفية، بعكس ما هو مطلوب في قيادة السيارة التى هي بغرض قضاء الحاجة والأمور الخاصة. ووافقتها الرأي «رقية السمير» قائلةً: سأعوض قيادتي للسيارة بقيادتى للدباب، لكن ذلك لن يكفيني عن قيادة السيارة؛ فإذا ما أُتيح لى الاختيار بين قيادة السيارة والدباب فسأختار السيارة ومن دون تفكير، حتى وإن كان الأمر للتسلية لا أكثر، مبينةً أنها ستظل محتفظةً بطموحها الأكبر وهو قيادة السيارة، مشيرةً إلى أن هناك اختلافاً بالبيئة، ففي قيادة الدباب نحن نقود بمناطق نائية ووعرة، وبالتالى نحن لا نستطيع قياسها بقيادة السيارة داخل المدينة وطرقها المعبدة. وذكرت «أمجاد العبيدي» أن أمنية الفتاة لن تتوقف عند قيادة دباب، فالأهم هي قيادة السيارة التى تستخدم للضرورة وقضاء حاجيتها وليس للترفيه، موضحةً أنه رغبةً في عدم الخروج عن المألوف في المجتمع، أصبحت الفتاة تقود الدباب عوضاً عن رغبتها في قيادة السيارة. متعة وسعادة وقالت «ملاك العتيبي»: وجدت في قيادة «الدباب» في البر متعة يمكنها ولو جزئياً أن تعوضني عن رغبتي في قيادة السيارة داخل الرياض، حيث تمنع القوانين قيادة المرأة للمركبات، مضيفةً: «حين أقود الدباب أشعر بسعادة كبيرة، وتغمرني روح وثّابة، بل وأحس أن انطلاقتي به هو انطلاقة نحو العالم من المفاجآت والروعة». ووافقتها الرأي «غدير الحناكي» قائلةً: على الرغم من إيمان الأهل باستمتاع الفتاة ب»الدباب»، إلاّ أن هناك تخوف قليل من بعض الأهالي من مضايقات الشباب أثناء ركوبها له، لكن ذلك لا يمنع الأهل من أن تقود الفتاة الدباب تحت أنظارهم. وأوضحت «سارة سعد» أن ممارسة هذه الهواية هي لإشباع رغبات قيادة المركبات لدى البعض، وإثبات القدرة على القيادة، إضافةً إلى الاستمتاع والترفيه، مبينةً أن قيادة الدباب هي نوع من أنواع أشباعها لقيادة السيارة، التى قد تجد متعة أكثر في قيادتها، مؤكدةً على أن قيادتها الجيدة للدباب هي الإنطلاقة الأولى في تجربة القيادة التى ستتحول يوم ما إلى مركبة أخرى. فرصة وتجربة وأكدت «تسنيم عبدالله» على أن ركوب الدباب له شعور آخر، فهو بداية إنطلاق وحرية من شبكات المدينة وقيودها عند الخروج لأي مكان داخلها، مضيفةً أن قيادة الدباب في البر هو معنى للحرية المسؤولة، على اعتبار أن قيادة الدباب هي أحدى وسائل الترفية والمتعة للفتيات. ورأت «أمجاد العبيدي» أن عدم قيادة المرأة للمركبات جعل الفتاة تتجه إلى قيادة الدباب؛ لتثبت قدرتها على ذلك، حتى وإن اختلفت الوسيلة، مضيفةً أن هناك جانباً ترفيهياً طُبع على هذا النوع من القيادة، مبينةً أن ذلك يُعد إحدى الفرص لتجربة المرأة في قيادة المركبات يوماً ما، مشيرةً إلى أنه سيظل هناك اختلافات جذرية واضحة لكل وسيلة من جانب استخدامها ودرجة الضرورة ومكان الاستخدام. غرض وقتي وأرجعت «فاتن الذياب» الاختلاف في وجهات النظر أن المجتمع والأهل يرى قيادة الدباب مجرد قيادة للترفيه والمتعة ليس إلاّ، مضيفةً أن قيادة المرأة للدباب لم تكن موقع جدل للغرض الواضح من القيادة، وهو غرض وقتي ليس إلاّ ووسيلة للترفيه والمتعة في أماكن محددة، مبينةً أن المجتمع يرى الدباب كأحد وسائل الترفيه بالمناطق النائية الرملية وليست وسيلة نقل أساسية، لافتةً إلى أن المرأة تمارس هذه الهواية بمناطق بعيدة عن المدينة مرتدية العباءة بكامل احتشامها، إضافةً إلى قيادتها في الغالب بعيداً عن الأنظار داخل المخيمات المستأجرة. ووافقتها الرأي «نورة عامر» وقالت: إنه حسب علمها سيكون هناك تخصيص ميادين لقيادة النساء للدبابات في منطقة الثمامة، مما يُيسر الأمر للمرأة أكثر في القيادة بمنتهى الراحة، ودون تقيد. وشدّدت «رقية السمير» على أن ركوب المرأة الدباب قد يفقدها حشمتها في حين ارتدت بنطالاً أو في حال رفع العباءة للمنع من أي حادث. مسألة خلافية وأوضحت «منى شحبل» أنها لا تستطيع الجزم والحكم على أن الدباب قد يقلل من احتشام المرأة أو يسيء إليها، فهي مسألة اختلاف بين امرأة وأخرى من حيث تحديد الوقت المناسب للقيادة والمكان وطريقة لبسها للحجاب، مضيفةً أنهن لا يمكن تعميم حالة فتاة واحدة أو اثنتين على جميع فتيات المجتمع. وذكرت «رقية السمير» أن المجتمع وبشكل عام متقبل قيادة المرأة للدباب تحت رقابة الأهل، أو في أماكن مخصصة، مع تخوفهم من سقوطها أو تعرضها لأي حادث، لكن لا يمنع ذلك من جعل الفتاة تستمتع بوقتها بقيادة الدباب. وأشارت «أمجاد العبيدي» إلى أن تخوف بعض أفراد المجتمع من حوادث هذه الوسيلة وأخطارها، جعلهم يمنعون الفتاة من اللعب بها، خوفاً عليها من الحوادث، وليس خوفاً عليها من باب أن يشار على هذا العمل بالعيب أو النقد من قبل المجتمع، مؤكدةً على أن قيادة الدباب لا تعدو كونها وسيلة لعب أو ترفيه لا أكثر ولا أقل، لكن هناك نسبة مخاطرة مع المقارنة بغيرها من الوسائل. محل جدل وأكدت «أمجاد العبيدي» على أن مسألة الاحتشام اختلف مفهومها عن ذي قبل، فمنذ قرابة (10) أعوام كانت قيادة المرأة للدباب في البر لدى المجتمع شيء يعاب عليه، لكن في الوقت الراهن الوضع تغير الأمر في أماكن الاستجمام، يأتي ذلك من باب التنفيس. ورأت «منى شحبل» أن قيادة الدباب للفتاة مازالت في محل جدل بين مؤيد ومعارض إلى الوقت الحالى، مضيفةً أن لكل شريحة من المجتمع لها أسبابها ومبراراتها لمنع الفتاة من قيادته، لكن هذا الاختلاف لم يؤثر على القرار من حيث تطبيقه بكامل المجتمع، فهو قرار فردي يعود على إلى كل رب أسرة.