مع بدء موسم جني القمح في سوريا، قالت حركة أحرار الشام الإسلامية إنها ستشتري القمح من المزارعين الراغبين لتنافس بذلك النظام الذي سبق أن منع إمداد ريف إدلب بالطحين. وقد بدأ المزارعون في ريف إدلب قبل أيام في جني محصولي القمح والشعير وسط توقعات خبراء بأن يحقق الإنتاج زيادة كبيرة عن العام الماضي بحيث يتجاوز 2.5 مليون طن، علما بأن سوريا كانت تنتج قبل الحرب أربعة ملايين طن. وساعدت الأمطار الغزيرة هذا الموسم على زيادة الإنتاج كما يقول المزارع أبو حسن للجزيرة نت، وذلك مقارنة بالعام الماضي الذي شهد جفافا أدى إلى انخفاض المحصول إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من 25 عاما. لكن أبو حسن يقول إن المخاوف ما زالت موجودة لدى مزارعي المنطقة خوفا من تعرض أراضيهم للقصف، مشيرا إلى صعوبات أخرى تتمثل في ارتفاع أسعار البذور والأسمدة وكذلك نقل المياه مقارنة بذي قبل. وكانت حكومة النظام السوري حددت مؤخرا أسعارا تشجيعية لشراء محصولي القمح والشعير من الفلاحين بـ61 ليرة سورية للكيلوغرام من القمح (نحو 0.21 دولار أميركي) و48 ليرة للشعير، لكن حركة أحرار الشام الإسلامية كبرى الفصائل العسكرية العاملة على الأراضي السورية، دخلت على الخط وأعلنت عن رغبتها في شراء القمح من المنتجين الراغبين في بيع محصولهم من العام الحالي. الإعلان الذي أطلقته حركة أحرار الشام لشراء القمح من الفلاحين في إدلب(الجزيرة) أسعار تنافسية ويقول أبو قتيبة قائدأحد القطاعات في حركة أحرار الشام إنهم سيطرحون أسعارا تنافس ما طرحه النظام، موضحا أن الهدف من شراء القمح من المزارعين هو تمكينهم من تصريف محصولهم دون بيعه للنظام، حسب قوله. ويضيف للجزيرة نت "يقوم النظام بحملة تجويع للمناطق المحررة ونريد تخزين هذا المحصول من أجل رفد الأفران التي تفتقر إلى الطحين في الموسم المقبل، ولذلك نسعى لشراء المحصول من أجل المساهمة في تخفيض أسعار الخبز في الموسم القادم". وتشهد معظم مناطق ريف إدلب نقص الطحين اللازم لصنع الخبز، وذلك نتيجة لقطعه من قبل حكومة النظام بسبب خروج تلك المناطق عن سيطرته، وأدى ذلك إلى توقف أغلب الأفران في المحافظة،وهو ماسمح لبعض الباعة باحتكار الخبز وبيعه للأهالي بأسعار مرتفعة نسبيا، حيث وصلت لحد الثلاثة أضعاف. أحمد الضعيف وهو مدير أحد الأفران في المناطق المحررة يقول إن سعر كيس الطحين الواحد الذي يحوي 50 كيلوغراماتجاوز 4350ألف ليرة (17 دولارا) مما أجبرنا إلى رفع كيس الخبز إلى 100 ليرة سورية، وهذا الأمر يثقل كاهل الأهالي. ويرجع الضعيف سبب غلاء الطحينإلى تكلفة نقله الباهظة من تركيا عبر التجار، وكذلك دفع ضرائب للحكومة التركية على كل شحنة من الطحين قبل إدخالها، معربا عن أمنياته بأن يتغير الوضع عبر الاستفادة من القمح السوري المنتج هذا العام.