لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا الأيام تمضي والسنوات تمر، وسفراء النوايا الحسنة العرب لا يقومون بواجباتهم التي كان من المفترض القيام بها، مقارنة بالنجوم الأجانب، فنرى أنجيلينا جولي تزور مخيمات اللاجئين العرب وسط صمت فني عربي من الذين منحوا مثل هذه الألقاب، والتي لا يمارسونها على أرض الواقع، لأن بعض النجوم وضعوها في أدراجهم الخاصة، أو أن بعض النجمات فضلن أن تكون مثل هذه الألقاب في صندوق مجوهراتهن ليتزينّ بها في مناسباتهن الخاصة بين الحين والآخر، لتكون مجرد ألقاب مع وقف التنفيذ. لفت الأنظار لم تكتفِ أنجيلينا بزيارة اللاجئين والاستماع إلى مشاكلهم وهمومهم، بل بتبني طفل جديد انضم لعائلتها ويُدعى موسى ويبلغ من العمر عامين. توفي والداه في الحرب، وتعرفت إليه خلال إحدى زياراتها إلى مخيم اللاجئين السوريين. الأمر الذي جعلنا نتساءل عن قيمة مثل هذه الألقاب اجتماعياً، وهل هي تكليف أم تشريف، وأين الغيرة الفنية العربية من نجمة غير عربية تلفت أنظار العالم إلى إنسانية وعدالة قضايانا العربية. المسؤولية الاجتماعية قائمة الفنانين العرب الذين منحوا لقب سفيرا للنوايا الحسنة تطول، إلا أن كثيراً من النجوم يرون أن التقصير الحقيقي يقع على عاتق المنظمة نفسها، التي لا تمهد لهم الطريق لزيارة اللاجئين في كل مكان، فالأمر، على حد قولهم، ليس سهلاً بل يتطلب إجراءات طويلة، لنجد اليوم النجوم العرب منقسمين إلى شقين الأول، يحاول تقديم مساعدات إنسانية بشتى الطرق، والثاني يكتفي بنشر تعليقات وشعارات على صفحات التواصل الاجتماعي؛ كل هذه الأمور تجعلنا نرى أهمية أن يختار الفنان بين أن يكون قادراً على العطاء والمساعدة، أو أن يرفض تولي منصباً من البداية. الأكثر إنسانية تؤكد الإعلامية حصة الرياسي أن دور الفنان له أهمية كبيرة في العمل الإنساني لأنه يحفز الكثيرين على المشاركة، وكونها سفيرة للنوايا الحسنة تهتم بكل ما هو إنساني وقريباً سيكون لها جولة في الأردن لزيارة اللاجئين السوريين، وعن رأيها في مشاركة النجوم الأجانب وعلى رأسهم أنجيلينا جولي بصورة أكبر في الحقل الإنساني، تقول: الأجانب أكثر إنسانية منا نحن العرب، إضافة إلى أننا نخاف على أنفسنا؛ فنخشى الذهاب إلى أماكن الزلازل والأمراض، ولكن الأجانب يذهبون على الفور. لسنا منافقين بينما تدافع هند صبري عن عدم زيارة الفنانين السوريين لمخيمات اللاجئين قائلة: أنا وحسين الجسمي لسنا سوريين، فنحن نجوم محايدون، إضافة إلى أن منصب سفير النوايا الحسنة يسهل علينا إجراءات طويلة، وليس معنى أنهم لم يزوروا المخيمات أن قلوبهم ليست موجوعة على ما يحدث في بلدهم، فهناك حالة من الترقب والخوف مما سيحدث غداً، وللأسف هناك حالة من التحامل على الفنانين بشكل قاسٍ، ولا أقصد بذلك نجوم سوريا فقط بل جميع الفنانين بوجه عام، فقد وصفونا بالخونة والمنافقين وللأسف لم يجد الفنان من يدافع عنه. مقارنة ظالمة تعد إليسا من النجمات اللواتي قدمّن استقالتها من منصب سفير النوايا الحسنة بعدما رفضت المنظمة دعم وتمويل وتأمين خططها لرعاية اللاجئين، وقالت وقتها: لا يمكن أن تقارنوني بالسّفيرة أنجيلينا جولي لأنّ التّسهيلات والدّعم التي تحظى بهما كانا وراء اندفاعها. اليسا كانت وعدت قبل سنوات حينما حصلت على المنصب برغبتها في زيارة بنغازي والسير على خطى أنجلينا ولكن في النهاية الأمر لم يتحقق منه ولو جزء صغير.