قررت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال اجتماعها الطارئ اليوم الثلاثاء إقامة انتخابات رئاسة الفيفا في موعدها المحدد مسبقا ، وذلك في الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (الكونجرس) في 26 شباط/فبراير المقبل. وجاء ذلك رغم الإيقاف المؤقت، لمدة 90 يوما، المفروض على كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، الذي كان مرشحا بارزا لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا. وقررت اللجنة خلال اجتماعها برئاسة النائب الأول لرئيس الفيفا الكاميروني عيسى حياتو، قبول طلب لجنة القيم بـ"نشر المزيد من التفاصيل بشأن الإجراءات الحالية للجنة القيم بشكل علني" لتعزيز مبدأ الشفافية ، حيث سوف يتم غدا الاربعاء نشر معلومات جديدة عن القضايا الحالية. كذلك استمعت اللجنة التنفيذية لتقرير لجنة إصلاح الفيفا، الذي تضمن اقتراح بتغييرات واسعة في الإدارة عقب قضايا الفساد المتلاحقة على الفيفا وكذلك تغيير كامل لدور اللجنة التنفيذية داخل الاتحاد. وفي البداية، كان يعتقد أن قرار اللجنة التنفيذية قد دحض بشكل كبير طموح بلاتيني في تولي رئاسة الفيفا ، ولكن الفيفا فتح بابا خلفيا بالإعلان عن أن مراجعة طلبات الترشح للانتخابات ستتأجل في حالة استمرار فترة الإيقاف. وذكر الفيفا في بيان "طلبات الترشح لرئاسة الفيفا يجب أن تقدم في الوقت المحدد وبالشكل المحدد ، أما الطلبات المتعلقة بمن يخضعون لإيقاف (مؤقت أو مؤكد) عن ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم فلن يجرى التعامل معها من قبل لجنة الانتخابات المختصة طول فترة الإيقاف." وكان بلاتيني قد قدم طلب ترشحه قبيل تلقيه الإيقاف من قبل لجنة القيم بالفيفا في أوائل تشرين أول/أكتوبر الجاري. وتمسك كل من بلاتر وبلاتيني بالبراءة من ارتكاب أي مخالفات بشأن مبلغ المليوني فرنك سويسري (1ر2 مليون دولار) الذي دفعه بلاتر لبلاتيني في عام 2011 والذي تجري السلطات السويسرية تحقيقات بشأنه. وأكد كلاهما أن الاتفاق لم يكن كتابيا وإنما كان "اتفاقا شفهيا" بينهما. ويتوقع الآن ، إسراع لجنة الاستئناف بالفيفا في اتخاذ قرارها بشأن طب الاستئناف المقدم من بلاتيني ضد إيقافه ، علما بأنه لوح باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية إذا لزم الأمر. وغاب بلاتر وبلاتيني عن الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية اليوم نظرا لإيقافهما المقرر حتى السادس من كانون ثان/يناير المقبل من قبل لجنة القيم التي يمكنها تمديد الإيقاف ل45 يوما إضافيا ليستمر حتى 20 شباط/فبراير. وتضم قائمة المرشحين الذين تقدموا بطلباتهم رسميا بعد تلقي الدعم المطلوب من خمسة اتحادات وطنية على الأقل ، الأمير الأردني علي بن الحسين (الذي كان قد خسر أمام بلاتر في الانتخابات الأخيرة في 29 أيار/مايو الماضي) ولاعب ترينداد وتوباجو السابق دافيد ناخيد. وتتردد الأحاديث أيضا عن احتمالات ترشح رجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اليوم الثلاثاء أن الشيخ سلمان أرسل خطابا إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي ذكر فيه أن عددا متزايدا من المسؤولين يطالبه بالترشح لرئاسة الفيفا ، لكنه كشف أنه لم يتخذ القرار بعد. وانتقدت منظمات لحقوق الإنسان الترشح المحتمل للشيخ سلمان حيث ترى أنه ، باعتباره عضوا بالعائلة المالكة في البحرين ، تورط في قمع المظاهرات المنادية بالديمقراطية عام 2011 من خلال تحديد هوية بعض الرياضيين المشاركين بها ، من وجهة نظرها. وسمحت اللجنة التنفيذية اليوم الثلاثاء للجنة القيم بالكشف عن المزيد من إجراءاتها ومنحها الحرية نحو المزيد من الشفافية ، وذلك بناء على ضغوط من رئيسي غرفتي لجنة القيم هانز-يواخيم إكيرت وكورنيل بوربلي . ورحب إكيرت وبوربلي بالقرار المترتب الذي يقضي بتعديل قواعد القيم. وحتى الآن ، لا يمكن إصدار أي بيانات إلا بعد اتخاذ القرارات ، لأسباب تتعلق بالسرية. ولن تضيع لجنة القيم أي وقت حيث تعتزم ان تنشر معلومات في الوقت الذي تعتزم فيه الاعلان عن تحقيقاتها الحالية بعد ظهر غد الأربعاء. كذلك استمعت اللجنة التنفيذية للتقرير الداخلي للجنة الإصلاح التي يرأسها النجم الأولمبي السابق فرانسوا كارارد والتي تقترح تغييرات إدارية واسعة من بينها تحديد الحد الأقصى لعمر عضو للجنة التنفيذية ب74 عاما. كذلك تتضمن التغييرات المقترحة تحديد فترة الرئاسة ب12 عاما على أقصى تقدير مع الإعلان عن الدخل السنوي لكبار المسؤولين مثل الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية. كذلك تشمل تقليص سلطات اللجنة التنفيذية الواسعة، ضمن تغيير جذري في دورها بالاتحاد. وذكر التقرير "اللجنة التنفيذية للفيفا يجب أن تشرف على الشؤون الاستراتيجية ويكون لها دور رقابي على اللجان القائمة وإدارة الفيفا. ولكن لا يفترض أن يكون لها صلاحيات تنفيذية في سياسات الفيفا." وأضاف "ومن المفترض أن تسمى (اللجنة التنفيذية) /مجلس الفيفا/ كي يعكس ذلك دورها الحقيقي." ومن المفترض أن تتقدم لجنة الإصلاح بتقريرها النهائي أمام اللجنة التنفيذية في الاجتماعات المقررة يومي الثاني والثالث من كانون أول/ديسمبر المقبل في زيوريخ ، وفي حالة التصديق عليه ، يعرض على الكونجرس (اجتماع الجمعية العمومية) في شباط/فبراير."