×
محافظة المدينة المنورة

«السند» يطالب «أعضاء الهيئة» بمراعاة الحكمة والمنهج النبوي في الأمر والنهي

صورة الخبر

بقلم | محمود ماهر - أحيا آرسنال آماله في المنافسة على بطاقة الترشح للدور الاقصائي لدوري أبطال أوروبا بعد الفوز الذي حققه مساء اليوم الثلاثاء على ملعبه ووسط جماهيره بهدفين دون رد أمام العملاق الألماني «بايرن ميونخ». الطرفان تفننا في إهدار الفرص السهلة على مدار الـ45 دقيقة الأولى من اللقاء، بالذات بايرن ميونخ الذي لاحت ثلاث أو أربع فرص لقتل المباراة والإطاحة بالمدفعجية من البطولة، لكن بيتر تشيك أثبت حضوره وواصل تعمله أمام الهجوم البافاري ليعيد للأذهان ما فعله في نهائي آليانز آرينا 2012 عندما قاد تشيلسي للتتويج الأول في تاريخ لندن. المباراة كانت ممتعة وجذابة منذ دقائقها الأولى، اعتراض أنصار بايرن على أسعار التذاكر ضاعف سخونتها، ووضع آرسنال الصعب في المجموعة جعل لها شكل وطعم ولون، لكن بالطبع هي ليست المباراة الأجمل في هذه الجولة، فهناك على ملعب باي آرينا لعُبت مباراة عجيبة بين ليفركوزن وروما انتهت بالتعادل 4/4.   والآن دعونا نحلل اللقاء في عدة نقاط، والبداية دائمًا مع: الإيجابيات | «1» لعب الدولي التشيكي «بيتر تشيك» اليوم أهم مباراة له في عام 2015، تصديات رائعة لكل التسديدات وخروج موفق من مرماه لالتقاط الكرات العرضية، وثقة في النفس انعكست بالإيجاب على جميع عناصر خط الدفاع والوسط. لا أعرف كيف كان يفكر آرسين فينجر عندما استعان بحارس عديم الخبرة القارية مثل «دافيد أوسبينا» في المباراتين الماضيتين أمام دينامو زغرب وأولمبياكوس؟ لديك تشيك صاحب الفضل في فوز تشيلسي بلقبين أوروبيين متتاليين عامي 2012 و2013 وتضعه على الدكة من أجل أوسبينا الذي سجل مشاركته في دوري الأبطال لأول مرة في حياته هذا العام فقط!. تشيك تصدى لثماني تسديدات صعبة، من بينهم انفرادين لروبرت ليفاندوفسكي وتسديدة “كرباجية” من النجم التشيلي آرتورو فيدال. «2» أوفى جوسيب جوارديولا بالوعد الذي قطعه قبل بدء المباراة، بمواجهة آرسنال وكأن في جعبته ست نقاط وينافسه على صدارة المجموعة، فقد لعب بالرباعي ألكانتارا ومولر ودوجلاس وليفاندوفسكي في الخط الأمامي، ومنح فيدال بعض المهام الهجومية، وكان ندًا لا يستهان به على أرض الملعب، وأقول: لولا تشيك لفاز بايرن بكل أريحية، لأنه فعلاً أزاح فرص لا تصدق. «3» إدارة فينجر للمباراة كانت جيدة نوعًا ما مقارنة بالمباريات الماضية، آرون رامسي كان يقتل سرعة التحضير في خط الوسط وتعويضه بتشامبرلين نشط من الطرف الأيمن كثيرًا، وبعد أن استنفذ والكوت كل الفرص سحبه في توقيت جيد وأشرك أوليفييه جيرو الذي استفاد من هفوة نوير مسجلاً هدف، وهدد المرمى بفرصتين فيما بعد، والأهم من ذلك لعبه لدور المحطة خارج منطقة الجزاء، بالتسلم تحت ضغط وتحضير الهجمات لتشامبرلين وأوزيل. وفي الدقائق العشر الأخيرة، لعب فينجر بأوزيل وجيرو في الهجوم حين قرر سحب أليكسيس سانشيز غير الموفق لإشراك كيران جيبس كجناح أيسر ومن خلفه ناتشو مونريال ليقدم الثنائي عمل دفاعي ممتاز أمام دوجلاس كوستا وفيليب لام. تدخلات فينجر كان لها معنى لأول مرة هذا الموسم، بالذات تشامبرلين وجيبس، وتحويل أوزيل للهجوم، الفريق أبدع في تنفيذ الهجمات المرتدة في الردهات الأخيرة واستحق الهدف الثاني. «4» السيطرة الميدانية الرائعة للبايرن على الكرة، أكثر من 600 تمريرة صحيحة بين الأقدام، دقة كبيرة من ألكانتارا وتشابي ألونسو وبيرنات وألابا وفيدال، كل لاعب مرر ما يزيد عن 90 تمريرة صحيحة، هذا شيء حاول مخرج المباراة تنبيه المشاهدين إليه خلال الشوط الأول بنشر إحصائية عن نسبة التمريرات ثم نقل الكاميرا إلى جوسيب جوارديولا الذي طغت لمسته على الفريق هذا الموسم أكثر من أي وقت آخر، وربما صفقة فيدال هي ما أعانته وانصهار ألونسو مع باقي اللاعبين، الآن فقط يمكننا القول أن البايرن مرشح مثالي للتتويج بدوري أبطال أوروبا مثله مثل برشلونة وريال مدريد بشرط أن يتعلم “بيب” من الهفوات الإدارية التي اقترفها في الحصة الثانية. «5» يُحسب لآرسين فينجر لعبه بذكاء وصبر، لم يندفع بشكل مبالغ فيه للهجوم انتظارًا لهدايا جوارديولا في الشوط الثاني، وبالطبع يجب الإشادة بتجهيزه السريع لكل من كوسيلني وميرتساكر للمشاركة جنبًا إلى جنب لأول مرة منذ شهرين، فقبل المباراة تلقى المدرب الفرنسي خبر غير سار بالمرة يؤكد عدم قدرة المدافع البرازيلي جابرييل باوليستا على المشاركة بداعي المرض، ليضطر لاستبعاده عن التشكيل الاحتياطي. لا شك أن هناك الكثير من علامات الاستفهام على المستوى الدفاعي لبعض لاعبي آرسنال بالذات الظهير الأيسر مونريال وقلب الدفاع الفرنسي كوسيلني، لكن في ظل المرض المفاجيء لباوليستا ولظروف الإصابات وتواضع مستوى تشامبيرس كقلب دفاع، يجب أن نشد على يد فينجر وتشيك لأنهما قادا الفريق لبر الأمان أمام فريق عتيد مثل البايرن. السلبيات | «1» كما بدأت حديثي عن حراسة آرسنال في الإيجابيات، سأبدأ حديثي في السلبيات عن حراسة البايرن. مانويل نوير تصدى لخمس كرات في مباراة اليوم، رقميًا هذا صحيح، لكن تشيك واجه مجموعة من أميز اللاعبين أصحاب اللمسة القاتلة أمام المرمى، على النقيض من نوير، واجه مجموعة من أشهر لاعبي العالم “رعونة” أمام مرمى الخصم. بالتالي فتصديات نوير في هذه المباراة لا تقارن بتصديات تشيك أبدًا، تصديه لرأسية والكوت؟ رعونة هذا الطفل الإنجليزي هي ما ساعدته على انقاذ الموقف، لو رأس حربة متخصص لانتهت هدفًا. قيمة تشيك في تاريخ حراسة المرمى تفوق نوير بمراحل، سيقول قائل: هل نسيت دوره في مونديال 2014؟..عذرًا وهل تافريل وديدا اللذين توجا بكأس العالم مستواهما وتأثيرهما في تاريخ حراسة المرمى مثل فاندر سار وتشيك وبيتر وبيتر شمايكل وداساييف؟ كأنك تخبرني بأن أندرسون لاعب مان يونايتد أفضل من جيرارد فقط لأنه أحرز لقب البريميرليج عدة مرات. مانويل نوير لم يصل بعد لمستوى عباقرة حراسة المرمى، هو مجرد حارس جيد جدًا، وليس أسطورة خالدة، مباراة اليوم تبرهن ذلك، قبل شهر انتقدته على خروجه الغبي من مرماه في مباراة فولفسبورج بالدوري المحلي. النتيجة وقتها كانت تقدم فولفسبورج بهدف، والكرة التي وضعها جيلافواي بعد خروج نوير لمنتصف الملعب ارتطمت لحسن حظ نوير في القائم لتنقذه من فضيحة. واليوم أعيد نقدي لنوير، وأتهمه بالتسبب في الهدف الأول الذي سجله أوليفييه جيرو بالصدفة، وردة فعله في لعبة الهدف الثاني لأوزيل كانت بطيئة للغاية. معقول؟ أهذا هو الذي كان الألمان يطالبون بتتويجه بلقب الأفضل في العالم قبل عدة أشهر على حساب رونالدو وميسي؟ كرة بهذه السهولة تمر من بين يديه في مباراة بهذه الأهمية؟. يجب أن يراجع الألمان أنفسهم قبل المطالبة بمثل هذه المطالب الكبيرة لتفادي التعرض للسخرية. «2» صحيح البايرن أبدع في التمرير الأرضي وفي فتح لاعبيه للمساحات بمرونة وسلاسة، لكن يأخذ على دوجلاس كوستا وتياجو ألكانتارا وفيليب لام وبيرنات كثرة خسارتهم للكرة في المناطق الأمامية، الفريق احتاج للاعب قاتل يجيد تمرير البينيات وخداع كوكلين وكاثورلا اللذين قدما مستوى متواضع اليوم. «3» بواتينج وألابا فشلا في التعامل مع جميع الاختبارات التي وضعوا فيها، كل العرضيات التي أرسلت سواء من اليمين أو اليسار شكلت خطورة على نوير، والأغرب من ذلك اندفاعهما غير المحسوب إلى مناطق متقدمة في منطقة وسطهم، اعتقدا أن مقابلة أليكسيس ووالكوت سيحد من خطورتهما في الهجمات المرتدة، لكن على العكس هذا ساعد آرسنال أكثر على تنفيذ المرتدة. وفي لعبة الهدف الأول اقترف بواتينج هفوة في الصعود مع كوسيلني، وفي الهدف الثاني مرر بيليرين عرضيته إلى أوزيل بأريحية دون ضغط من آلابا. «4» مهاجم أرعن، هذا هو أبلغ وصف يمكن اطلاقه على والكوت، لاعب مستهتر واستعراضي لأبعد حد، لا يعتمد عليه في مثل هذه المباريات الصعبة والحساسة، أضاع هدف مؤكد لا يضيع في الشوط الأول حين قرر ضرب كرة عرضية بـ “سهوكة” وبعدها بدقائق حصل على تمريرة جميلة في وضع “واحد ضد واحد” لكنه لم يراوغ وفضل “التحسيس” على الكرة بتسديدة لا يسددها لاعب ناشيء في تدريبات أحد أندية دوري الهواة. نعم، هناك إيجابيات كثيرة لآرسين فينجر، لكن هذا لا يعفيه من النقد فالبدء بناتشو مونريال ساعد بايرن على شن هجمات كثيرة من تلك الجهة، ومواصلة الاعتماد على رامسي كجناح أيمن أضعفت من قدرة الفريق على الاستفادة من المساحات التي خلفها بيرنات أثناء تقدمه، كل هذا في كفة، ومشاركة والكوت كمهاجم صريح في كفة أخرى، والأغرب مواصلته على أرض الملعب حتى الدقيقة 74 رغم فشله التام في ترجمة الفرص أو خداع مدافعي الفريق الخصم. «5» في الحقيقة هذه من المرات القليلة التي انتقد فيها جوارديولا على مستوى إدارته للمباراة. قام بعدة تغييرات عجيبة في منتصف الشوط الثاني، لاعبان مثل ألونسو وفيدال لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنهما دفعة واحدة أمام لاعب متحفز مثل كاثورلا الذي تحرر وألتقط أنفاسه في الدقائق ال15 الأخيرة وصنع الفارق بعدة تمريرات، نزول رافينها وكيميتش لم يساعد البايرن أبدًا بل ضره في الاستحواذ وإيصال الكرة بشكل صحيح على الطرفين وفي العمق. كان من الأفضل الاعتماد على ألابا في الجهة اليسرى وإخراج بيرنات من الملعب، واشراك خابي مارتينيز في منطقة قلب الدفاع، والابقاء على ألونسو في الوسط مع فيدال. «6» آخر سلبية أود التحدث عنها، هي سذاجة المدافع الفرنسي كوسيلني في التغطية، مدافع كارثي بحق.. سأترككم مع هذه الصورة لتوضيح وجهة نظري أكثر).