لم تكن ليلة الـ26 من آذار (مارس) الماضي ليلة عابرة في ذاكرة المواطنين اليمنيين، إذ إن الضربة الخاطفة التي نفذتها قوات التحالف تلك الليلة مثلت تحولاً كبيراً في حياتهم، كما روى عدد منهم لـ«الحياة»، اعتبروا أنها بداية ليمن جديد، وانتهاء حقبة من الظلم والاستبداد، عدا كونها تأكيداً لعروبة اليمن بانتشاله من براثن إيران. في ليلة هادئة في صنعاء كان ينام عمار اليرمي، الذي كان شاهداً على فصول من ظلم واستبداد الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وابنه أحمد، حينما كان يعمل في القوات الخاصة المرافقة لهما، موضحاً أن انطلاق «عاصفة الحزم» دعاه إلى ترك عمله والالتحاق بركب المقاومة، مضيفاً أنه: «سجد لله شكراً على تدخل التحالف لتحرير اليمن». وأشار إلى أنه استيقظ على دوي انفجارات، توقع في البداية أنها أصوات «الرعد»، إذ إن الليلة التي سبقتها كانت ماطرة، أو انتصارات جديدة للحوثيين بعد مغادرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن، إلا أنه فوجئ في الصباح بتحركات أثارت ريبته، ليتصل بقائده السابق ويخبره بأن «تحالفاً بقيادة السعودية دمّر المضادات الأرضية وبدأت عملية عاصفة الحزم». الضابط محمد الأشولي، الذي كان يعمل في القوات البحرية، أضاف إلى حديث البرمي قوله: «إن أحد الحوثيين أخبره بأن حرباً وقعت بين السعودية واليمن، بيد أنه تأكد لاحقاً من أن قوات التحالف بدأت في ضرب مواقع الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع، ليغادر بعدها صنعاء متوجهاً إلى مأرب». وأشار إلى أنه: «كان نائماً في إحدى الثكنات العسكرية ليل انطلاق «عاصفة الحزم»، وبعد شيوع الخبر في الصباح انتفضت صنعاء لمواجهة الحوثيين، وبدأ عهدٌ جديد من محاربة استبداد صالح وخيانة الحوثيين»، مبيناً أنه التحق برجال المقاومة الشعبية في مأرب للمشاركة في استعادة اليمن وحفظ أمنه.