الإسراف في استهلاك الطاقة البترولية محليًّا وصل إلى مستويات كبيرة، فكثير من مجالات الاستهلاك تنمو بشكل عشوائي ومفرط، ووصل في بعضها الخروج عن السيطرة. ولعلّ إنتاج الطاقة الكهربائية اعتمادًا على البترول يمثّل أكبر مجالات الإسراف في استهلاك البترول، ومن ثم استهلاك الكهرباء بإفراط، حيث يُقدَّر استهلاك محطات توليد الكهرباء في السعودية من البترول أكثر من مليوني برميل يوميًّا تقريبًا، وهو ما يشكّل حوالى ١٥-٢٠٪ من إجمالي إنتاج النفط السعودي يوميًّا. وللأسف إن استهلاك المجتمع السعودي يُعتبر من أعلى معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية في العالم، ومهما حاولت وزارة المياه والكهرباء، والشركة السعودية للكهرباء تخفيض هذا الاستهلاك من خلال حملات التوعية إلاّ أن محاولاتها باءت بالفشل، واستمر النمو السنويّ في استهلاك الكهرباء يتزايد، وقدَّرته شركة الكهرباء في أحد تقاريرها بحوالى ٨٪ سنويًّا، وبالتالي فهو يمثل التهديد الأكبر للمزيد من الإسراف في استهلاك الطاقة البترولية، وقد يصل في زمن ما إلى أكثر من نصف إنتاج المملكة من البترول، يذهب إلى إنتاج الطاقة الكهربائية أو أكثر. وفي اعتقادي أن الحلول يجب أن يكون تنفيذها قبل التفكير فيها بشكل عاجل؛ لأننا نُعتبر دولةً متأخّرةً في البحث عن حلول لهذا التهديد الخطير، وعلى وزارة المياه والكهرباء، وكذلك الشركة السعودية للكهرباء أن تتحركا لبناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، اعتمادًا على الطاقة الشمسية، والتي تتوفّر في الأراضي السعودية بشكل أفضل، وأكثر من غيرها، وحتى إن كان بناء هذه المحطات، وبيع الطاقة المنتجة أكثر تكلفة يجب على الكهرباء أن تعي أن هذا القرار إستراتيجي لإنقاذ طاقة من حق الأجيال القادمة في المستقبل، وإذا كانت الطاقة المنتجة حتى الآن من الطاقة الشمسية أقل من احتياجات مشتركي الشركة السعودية للكهرباء في المدن، فهناك محافظات وقرى يمكن إنتاج الكهرباء لها اعتمادًا على الطاقة الشمسية، وبالتالي التخفيف على محطات توليد الكهرباء البترولية، والتقليدية. ومن المهم التعرّف على أن هناك شركات سعودية خاصة باشرت في هذا المجال، وقامت ببناء محطات توليد كهرباء بالطاقة الشمسية، وبالأخص ما قامت به بعض الشركات السعودية في الأردن، ومصر بتمويل من البنك الدولي، وأخرى نفذت ذات المشروعات في الإمارات العربية المتحدة، والمغرب، وباكستان، وهنا يجب على الكهرباء الاستفادة من الخبرات السعودية في هذا المجال. alsobhi@yahoo.com