×
محافظة المنطقة الشرقية

“سعودي” ينجو من حادث مميت فيبتكر اختراعاً لكشف نعاس السائقين أثناء القيادة

صورة الخبر

فرضت الأحداث التي تعصف بدول الخليج واقعاً جديداً على دول المجلس التي قرّرت الانضواء تحت كيان موحد يعزز من قيمتها وقوتها وهيبتها في نطاقها الإقليمي والدولي، ولأجل ذلك أنشئ مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981، وأصبح مظلة سياسية واقتصادية وثقافية للدول الست التي تواجه اليوم استحقاقات مهمة وعقبات كبرى لإثبات مقدرتها على توحيد أجندتها والدفاع عن مكتسباتها وتأثيرها ونفوذها. فرضت التحديات تساؤلات حول دول مجلس التعاون ومدى توافقها واندماجها وقدرتها على الامتزاج على المستويات السياسية والشعبية، وأثبتت الأحداث المتلاحقة أن التفكك الحاصل الآن على المستوى الإقليمي، بانحسار التأثير العربي تحت وقع العولمة والانحدار الحضاري والتدخلات الخارجية، كل تلك العوامل تجعلنا اليوم أكثر من أي وقت مضى نبحث سبل تعزيز الهوية الخليجية وتدعيمها من خلال مرتكزاتها الثلاثة: الإسلام واللغة والمكون الاجتماعي. فالدين الإسلامي ركن أساسي من أركان الهوية إذ تجمع الدول الخليجية وحدوية الدين، بل إنها تستمد قوتها وتأثيرها العالمي من الإسلام، حيث تعتبر الجزيرة العربية مهد هذا الدين وحاضنة مقدسات المسلمين، وبالتالي فإن الوحدة الدينية بين الخليجيين تجعلهم أكثر قرباً وانسجاماً فيما لو كانوا ينتمون إلى ديانات أخرى، وهذا ما يحتّم صيانته والحفاظ عليه والانتباه من عدم اختطافه لاسيما في وقت نشهد فيه الجرائم تُرتكب باسم الإسلام وهو منها بريء. ثم تأتي اللغة التي تشكل رافداً حيوياً مهماً، ووعاء للمخزون الثقافي والتراثي يغذي الوعي الخليجي ويحافظ على استمراريته وزخمه في ظل الزحف العولمي والتكنولوجي الذي يعتمد لغات أخرى أسهمت في تضعضع المركب اللغوي لدينا وبدأنا ننحرف تجاه اعتماد لغة الآخر للحفاظ على بقائنا واستمرارنا. ويحتل المكون الاجتماعي موقعاً متقدماً في الهوية الخليجية إذ من خلاله تصعب عملية تفكيك الاشتباك والتقاطع الحاصل بين أفراد المجتمع الخليجي، حيث تمتد قرابات الدم والنسب وتنتشر بين عوائل الخليج، وهو أمر لا نجده في كيانات أخرى.. إذاً البعد الاجتماعي مهم في تدعيم الهوية الخليجية من أجل الحفاظ على ديمومتها وتماسكها ورسوخها. إن نظرة عامة تشعرنا أن الهوية الخليجية هي واقع فرضته الجغرافيا والمجتمع؛ لذا وجد الخليجيون أنفسهم يلتقون في مصب واحد دون تخطيط، فالاهتمامات والمهددات واحدة، ولا مجال إلا لتعزيز الشعور بوحدة الهوية، لأن محاولة تمزيق هذا الالتقاء الطبيعي لن ينتج عنه سوى مسخ يصعب التعامل معه أو استساغته.