انطلقت أمس الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية بالخارج، في 139 سفارة وقنصلية، من خلال 150 بعثة دبلوماسية، في آخر استحقاق بخارطة الطريق التي أُعلنت بعد ثورة 30 يونيو 2013، وفقا للحكومة المصرية. وأشارت تقارير صادرة عن اللجنة العليا للانتخابات إلى أن عدد المسجلين من المصريين المغتربين الذين يحق لهم التصويت يبلغ 681 ألفا و695 مواطنا، وأن النسبة الأكبر منهم موجودون بالمملكة العربية السعودية، ويصل عددهم إلى 312 ألف ناخب، تليها الكويت بـ132 ألف ناخب، ثم الإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، والبحرين. المصريون في المملكة وفي مقر السفارة المصرية بالرياض، والقنصلية بجدة، فتحت اللجنة العليا للانتخابات في التاسعة صباحا، على أن تستمر العملية يومين بواقع 12 ساعة يوميا، حسب ما أكده السفير عفيفى عبدالوهاب، قائلا "وفقا للضوابط التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات، فتحت اللجنة في الساعة التاسعة تماما، بعد أن تم إعدادها إعدادا كاملا، بما يضمن عملية انتخابية تتسم بالسهولة واليسر والانسيابية والراحة التامة للناخبين"، لافتا إلى توافد مزيد من الناخبين على مدار الوقت الذي يستمر حتى التاسعة مساء. وأوضح السفير المصري لدى المملكة أن اللجنة مستمرة في عملها، حتى يدلي آخر ناخب بصوته، مشيرا إلى أن عملية الفرز ستتم بعد غد. وعن الإحصائيات اليومية لعدد الناخبين، أوضح عبدالوهاب أنها تصل إلى اللجنة العليا للانتخابات مباشرة من واقع ما تم تسجيله على أجهزة القارئ الضوئي في وقتها، مؤكدا أنه تم تأمين اللجنة الانتخابية سواء في الرياض أم في جدة تأمينا كاملا، مشيدا بتعاون السلطات السعودية في هذا المجال. ظاهرة غير مسبوقة من جهته، أوضح مستشار رئيس الوزراء المصري للانتخابات اللواء رفعت قمصان، في تصريح إلى "الوطن" أن 139 سفارة وقنصلية بالخارج تستقبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم، واختيار المرشح المناسب، في ظاهرة غير مسبوقة لوجود ترشح فردي وقوائم، حسب قوله. وأضاف قمصان أن المواطن المصري في الخارج يختار حسب دائرته التي يقيم فيها بمصر، ملخصا شروط الانتخاب في حيازة بطاقة رقم قومي أو جواز سفر إلكتروني، إلى جانب الإقامة. تسلل الإخوان وعن وجود مرشحين من جماعة الإخوان في القوائم، قال "أي مرشح سواء كان إخوانيا أم من حزب وطني، هو في النهاية مواطن مصري يحق له ترشيح نفسه في الانتخابات البرلمانية، والناخب المصري عليه حرية الاختيار لممثليه". وأضاف "إذا فاز أي مرشح ذي مرجعية دينية أو حزبية وصدرت عنه مشاغبات بعد دخوله البرلمان، فهناك قانون يحاسب كل من يخالف التعليمات، لأن اللجنة العليا يكون انتهى دورها بانتهاء الانتخابات". ودعا قمصان الشعب المصري في الداخل والخارج إلى المشاركة في الانتخابات لممارسة حقوقهم الدستورية وبناء مستقبل دولتهم والحفاظ عليها، مستبعدا أي مخاوف أمنية أثناء فترة الانتخابات. ويأتي تصريح قمصان تأكيدا على دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أهاب بالمصريين، في وقت سابق، إلى المشاركة في الانتخابات التي تعد الخطوة الثالثة والأخيرة في استحقاق خارطة الطريق، التي أعلن عنها عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، وقال "أدعو المصريين بالخارج للمشاركة لكي يبرزوا للعالم وجه مصر الجديدة، وإصرار شعبها على ممارسة الديمقراطية، وأدعو الشباب لأن يكونوا في طليعة المشاركين من أجل صالح الوطن". وأضاف "البرلمان القادم سيكون عليه عبء سن كل التشريعات والقوانين المكملة للدستور، التي نطمح أن تأتي متسقة مع الغايات والأهداف التي وضع من أجلها، وسيكون انعكاسا لإرادة المصريين القوية، ويمثل ضمير هذه الأمة ونبض أبنائها وحصن آمالها وتطلعاتها".