يُعد "الواتس آب" أكثر "برامج التواصل الاجتماعي" ضرورة وتعاملاً لدى غالبية أفراد المجتمع، فمن خلاله يتم تبادل الأخبار اليومية وكل ما هو جديد على الساحة وعلى مدار الساعة. وانتشرت "القروبات" في برنامج "الواتس آب"، مما ساهم في "لم شمل" الأهل والأصدقاء، إلاّ أن الكثير قد طالته سلبيات هذه المجموعات وآذته، فاضطر إلى المغادرة، فهناك من يعتب على "فلان"، وينتقد "علاّن"، الأمر الذي ينشأ من خلاله بعض المشاكل، وربما تجاوز ذلك إلى إطلاق بعض الألفاظ غير المُحببة، وقد "يزعل" العضو "ويأخذ بخاطره"، وهنا تتغير رسالة "القروب" من "جمع الأحبة" إلى "فراقهم"، ليضغط المتأثرون نفسياً أو "الزعلانين" على زر "حذف المجموعة والخروج منها". ولكي نستطيع تكوين "قروبات" ناجحة تجمع الأهل والأصدقاء، لابد أن يضع مدير القروب ضوابط تكفل راحة الأعضاء وتُثري ثقافتهم، كذلك لابد من مراقبة ما يُطرح من مواضيع، إلى جانب ضرورة إيقاف بعض النقاشات الحادة التي تحدث بين الأعضاء، حتى لا يصل الأمر إلى ما لا يُحمد عُقباه، إضافةً إلى أهمية تحديد أوقات للإرسال، حتى نضمن عدم إزعاج الآخرين في أوقات غير مناسبة لهم. أسلوب غريب وغادر "أبو فارس" "قروب" أصدقائه بعد أن احتدم النقاش بينه وبين ثلاثة من زملائه إثر خروج فريقهم من المباراة خاسراً، حيث يقول: بعد أن علّقت مازحاً على الفريق الخصم والذي خسر المباراة وهو الفريق الذي ينتمي له زملائي، شعرت من خلال تعليقاتهم أن النقاش أخذ منحى الجدية وتنحى عن المزاح، الأمر الذي أجبرني على الخروج من "القروب" مباشرة، وربما تكون مغادرتي أبدية، حيث إنه أثناء وبعد المباريات المحلية ينقلب الزملاء إلى استديو تحليلي ساخن يشعر معه البعض بعدم الاحترام، وكذلك يشعل التوتر بين الأعضاء. واستغربت "منى الصالحي" من سياسة مديرات القروب، مضيفةً أن مديرة إحدى القروبات التي تنتمي إليها هدّدت "الكسلانات" بأنه إذا لم يتفاعلن أو يتحاورن مع الأخريات فإنه سيتم طردهن، مبينةً أن هذا الأسلوب ليس من الأدب اتباعه، لذلك أستأذنت وتمت مغادرتها الفورية بكرامتها بمجرد اطلاعها على الخبر، مؤكدةً على أن ظروفها في معظم الأيام لا تسمح لها بالتواصل في الوقت الذي يتواجد فيه الغالبية. سياسة واضحة وقال "أحمد العازمي": استفدت من هذا الموقع وتحديداً من تواجدي في القروبات، خاصةً قروب أصدقائي المقربين مني، وكذلك قروب الأهل، لكني في المقابل جعلت لتعاملي مع أعضائها حدوداً ولتعاملي ضوابط، وجميع الأعضاء يعلمون ذلك، ويحترمون سياستي معهم، لذلك أنا لم أنسحب ولكن لو شعرت بأي مضايقة لن أتردد في المغادرة، مبيناً أنه يعذر من يفعل هذا التصرف إذا شعر بأي نوع من المضايقة أو الإحراج. ووافقه "عبدالرحمن الحامد" حيث سن قوانينه التي ألزم نفسه بها تفادياً للإزعاجات التي خلفها انضمامه لإحدى القروبات، لكنه استاء من عدم تفهم المجموعة، حيث سببت له مصادمات مع البعض، لذا قرر الانسحاب وبلا تردد. إساءة الظن وأوضحت "عبير محمد" أنها تحاول جاهدة أن تكون متواجدة في قروب الأهل أو الصديقات حسب أوقات الفراغ، بل وتحرص أن تتابع أخبار الزميلات في حينها، لكن أحياناً تضطرها الظروف للانقطاع أياماً عن القروبات، ويصادف وقت انقطاعها حدثاً مهماً أو أخباراً تم نشرها بالقروب، ولم يكن لديها علم، مما يجعل الجميع يغضب منها ويقاطعها، وقد تذهب بالبعض الظنون فيسيئون الظن بها، مؤكدةً على أن ذلك حدث عدة مرات، مما جعلها تُغادر بعد أن تركت رسالة لطيفة ذكرت فيها سبب الانصراف. وذكرت "منال الطويان" -ربة منزل ومديرة قروب- أنه لم يحدث أن غادرت أياً من العضوات القروب الذي أنشأته لسبب بسيط؛ بأنه يحترم ويقدر ظروف ومشاغل الجميع، ويراعي الضوابط التي تكفل البقاء؛ ومنها توقيت المحادثات وغيرها، كما أنها تلتمس وكافة العضوات العذر لكل من لم تتفاعل مع أخبار المجموعة أو مناسباتها التي نعلنها في القروب، مبينةً أن الانسحاب له أسبابه المتعددة ومنها الشحن النفسي الذي يحدث من إحدى العضوات من خلال مشادات واختلاف في وجهات النظر، كما قد ينسحب أحد الأعضاء لمجرد شعوره بأنه غير فاعل ولا يستطيع التواصل مع أفراد المجموعة. حتمية المغادرة وذكر "صالح المغلوث" أن مغادرة القروب حتمية في حال وجد العضو نفسه أنه تجاهل واجبات ومطالب وحقوق الأسرة عند انشغاله وبقائه لوقت طويل مع الأعضاء، أو عندما يتنبه بأنه لا يستطيع السيطرة على نفسه بإغلاق البرنامج في الأوقات التي يجب أن يقفل فيها الهاتف كوقت النوم وغيرها، أو عندما يميل إلى العزلة والاكتفاء بمعرفة أخبار الأهل والزملاء من خلال القروب. وانسحب "أبو مازن" من قروب أقربائه بعد أن لمس أحد الجوانب السلبية التي دعته لذلك، وهو أنه حين التقائه بأعضاء القروب وجهاً لوجه يخيم البرود في مجالسهم، وكذلك الصمت يبقى مُسيطراً على معظم المتواجدين، بل إنه أصبحت أحاديثهم من خلال الأصابع، وكأنهم ألفوا هذه الطريقة واختاروها أسلوباً للتواصل، مؤكداً على أن بهذا النهج يُعد القروب من وسائل قطع التواصل. استغلال سلبي وقالت "منال الحصين" -أخصائية اجتماعية-: إن ظاهرة إنشاء القروبات في برنامج "الواتس آب" انتشرت كثيراً، خاصة بين الشباب بصورة مذهلة، وهذا البرنامج رغم ما تفرد به عن غيره من البرامج إلاّ أننا لا نستطيع إنكار ايجابياته وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نغفل عن سلبياته، مضيفةً أن البعض لم يستغل هذه القروبات الاستغلال الأمثل وكما يجب، إذ يتنافس البعض من الشباب وللأسف بنشر الصور السلبية من خلال المواقع المحظورة، وكذلك المواضيع التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ضاربين بالأخلاق عرض الحائط، متجاهلين وجود أشخاص تأبى مثل ذلك، وهنا أحيي كل عضو في هذا القروب قرر أن يغادر وأتمنى قبل المغادرة أن يدون الأسباب للجميع. انطوائية وعزلة وشدّدت "منال الحصين" على أهمية التزام مدير القروب بالضوابط التي تكفل راحة الأعضاء وإثراء ثقافتهم، من خلال ما يطرحه الأعضاء ومراقبة ما ينشر، فالواقع يقول إن مدير القروب يوافق على جميع ما ينشر، فلا يعترض على "البرودكاست" إذا كان لا يتوافق مع الآداب أو مع شريعتنا الإسلامية، بل ليس له دور في فض النزاعات التي تحدث بين الأعضاء ويقف موقف المتفرج منها، ويسمح لنفسه وللآخرين بالتواصل والإرسال في أوقات متأخرة من الليل أو في أوقات الظهيرة مراعاة لراحة الأعضاء، مبينةً أن من الناس من يكتفي بالقروب كوسيلة للتواصل ويقتصر على نشر أخباره وأخبار أسرته في القروبات، وكذلك الاكتفاء بما تنشره المجموعة من أخبار، وعدم الاهتمام بالزيارات أو التواصل ولو هاتفياً، وهو ما يقود إلى الانطوائية والعزلة والخجل، مؤكدةً على أنه يجب أن نواكب التطور والانفتاح، لكن يجب أن نراعي الضوابط ونلزم أنفسنا بها.