×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية القطيف تكمل خدمات قرية الزور وتعيد جمالها

صورة الخبر

تسميم حالة الانسجام والتماهي على المستوى الوطني مهمة خبيثة لن يفلح في القيام بها أولئك الذين وهبوا أنفسهم للقيام بأعمال الشر والقتل والإرهاب؛ فالمملكة ومواطنوها اكتسبوا حصانة ووعياً كبيرين، وأصبحوا مدركين ألا فرق بين من هاجم المارة قرب أحد مساجد سيهات، وذاك الذي فجر مسجد الطوارئ في عسير، فعقيدة الإرهاب واحدة. في الحالة الإقليمية التي نعيشها اليوم يتمنى المتربصون بوطننا أن تسهم أعمال مثل التي نراها في العراق، وأسهمت في تمزق النسيج الاجتماعي لبلد لم يكن يعرف الجيران مذاهب بعضهم، يتمنى أولئك رؤية أكثر من عراق في المنطقة، تعميم هذا النموذج يمكّنهم من تحقيق أهدافهم بإحداث الفوضى، وتفكيك الدول وتشظيها وإعادتها إلى نقطة الصفر بعد أن حققت منجزات ومكانة سياسية واقتصادية وتنموية عجزوا عن اللحاق بها بسبب سياساتهم وأفكارهم وتكريسهم جهدهم في صناعة التوتر، ويتناسون أن تفشّي الإرهاب والنفخ في شرره يصيب أول ما يصيب أولئك الذين يوقدون من تحته، لكنها ضحالة الفكر وقصر النظر. "داعش" عمل استخباراتي تقف وراءه جهات تمدّه بسلاح لا ينتهي، ومؤونة، واستراتيجيات وإمكانيات إعلامية تجيّش وتستقطب وتستهدف وتنتقي عناصرها مستغلة النزاع الطائفي الحاصل اليوم في أكثر من مكان، وكذلك مكانة الدين في نفوس الأفراد في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتحاول اللعب على هذا الجانب من خلال الضرب بين المنتمين إلى الطوائف والمذاهب فتؤلّب بينهم، وإن رأت أن هناك توافقاً مذهبياً في ذلك البلد لجأت إلى ضرب الإثنيات بعضها ببعض كما هو حاصل في تركيا من خلال استهداف الأكراد. ويحاول الإرهابيون إثبات قدرتهم على الإيذاء بعد أن ضيّقت القوات الأمنية الخناق عليهم، وفضحت مخططاتهم التخريبية وكشفت عن مصانع الأحزمة الناسفة والمتفجرات التي يعدونها، دون أن يدركوا بأن نَفَس المؤسسة الأمنية طويل، وعزمها لا ينثني في ملاحقة المفسدين والإرهابيين وقطع دابرهم. يخدم أهداف المتربصين و"داعش" أناس تحوّلوا لأدوات تحريضية فأخذوا يتحدثون بصفاقة وقلة وعي وسطحية عن الأحداث في المنطقة دون رؤية أبعادها ومآلاتها وتقييمها، في هذه اللحظة يجب أن يدركوا أنهم بعملهم هذا أصبحوا شركاء في هذا الفعل الخبيث ولا عذر لهم.