حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين، من الاستهانة بالثوابت والاستخفاف بالقطعيات كالطعن بالقرآن وكماله أو في بعض أحكامه أو في أهله وحملته وحفاظه ودور تحفيظه وحلقاته أو في الرسالة وختمها وعمومها وصلاحها للعالمين في سنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه أو في نجاح دعوته. وأكد في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن كل ذلك ذهب إليه بعض الناس في اجتراء يعز نظيره ويندر مثيله فتارة تحت شعار البحث العلمي والموضوعية فيه والتجرد له، وتارة أخرى باسم حرية التعبير وحرية الرأي إلى غير ذلك مما هو في غير حقيقته من تسمية الأشياء بغير أسمائها خداعا وغطاء. وأوضح أن هذا العصر أطلت فيه الفتن وتتابعت على المسلمين المحن فأقبلت رايات الباطل وخفقت ألوية الضلال وخرجت لامعة وعصفت بالقلوب ريح الشبهات والشهوات وفتح على الناس من أبوابها ما لا منتهى له وانبعث سيل من المغريات المغويات فيما يقرأ ويسمع ويرى وتوطدت سبل الرواية واستحكمت واتخذت من سائر الشهوات المحرمات عمادا ومحورا، فذهب فريق من الناس إلى هذا الأمر. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه راجت بين كثير من المسلمين البدع والمحدثات التي أدخلت على الدين وليست منه وأضحت في أعرافهم دينا يتعبد الله به وقربى يزدلفون بها إليه ومجتمعا يجتمعون عليه، وبلغ السيل الزبى في استباحة الدماء المحرمة وقتل الأنفس المعصومة باتباع الظن والهوى، وإعراضا عن وصية نبي الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع بتحريم الدماء والأموال والأعراض، مضيفا: إنها وصية عظيمة لم تجد لدى بعض الجماعات والتنظيمات والأحزاب أذنا صاغية ولا قلبا مخبتا يحجزها عن الجرأة من الدم الحرام ويردعها عن استحلاله بل أخذت تشوه تلك الجرأة وذلك العدوان بالزعم الكاذب الخاطئ بأن ذلك من الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته، وكل ذلك مما تعظم به الخشية من الزيغ وتتأكد معه الحاجة إلى تثبيت القلوب، داعيا إلى صدق الإيمان وقوة اليقين وإخلاص التوحيد لله سبحانه، والاعتصام بالسنة والحذر من البدعة، ومبادرة الفتن بالأعمال والإخلاص لله فيها والاستدامة عليها، والتعاون على البر والتقوى بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام الأمان لهذة الأمة وشرط خيريتها. وفي المدينة المنورة حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبته أمس، من التهاون بصغائر الذنوب وأنها تجتمع على المرء حتى تهلكه، مشيرا إلى ذنوب الخلوات وبخاصة في الفضاء المفتوح في أيامنا هذه وأن مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها باتت سبيلا للانحراف الفكري وتفسير كلام الله وفق الأهواء وأن الحذر منها بات واجبا متحتما. ودعا إلى وجوب مجالسة العلماء والأخذ عنهم وهو ما كان يفعله السلف الصالح رحمهم الله، مشيرا إلى أهمية ذكر الله والصدقة فالشيطان ملازم للنفس البشرية فإذا ذكرت الله خنس وإن نسي أو غفل وسوس. وفي ختام خطبته دعا الله أن يقوي جنودنا البواسل على الحدود ويسدد رميهم ويقوي شوكتهم وينصرهم على أعداء الله وأن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.