×
محافظة المنطقة الشرقية

Announcement_23072015

صورة الخبر

يقول المثل الفرنسي ( الحسابات الجيدة تصنع أصدقاء أحباء ) والملاحظ أن حسابات فرنسا الجيدة استطاعت أن تكسب صداقة الدول العربية المؤثرة مثل المملكة العربية السعودية وجمهورية والإمارات العربية المتحدة ومصر وطبعا دول المغرب العربي ويمكن القول أن فرنسا اليوم هي البديل الناجح لأمريكا وروسيا لأن هذه الدول العظمى تهتم بمصالحها على حساب اهتمامها بأصدقائها وهناك أزمة ثقة بين الوﻻيات المتحدة وأصدقاؤها التقليديون مثل السعودية ومصر والإمارات نظرا لتقلب مواقفها ودعمها لتنظيم الإخوان المسلمين وتقاربها مع ايران وتخاذلها في وضع حد للحرب في سوريا . أما روسيا فهي أيضا خسرت الكثير من الدول اﻻشتراكية مثل أوكرانيا وبولندا وغيرها من الدول التي انضمت إلى اﻻتحاد الأوروبي وحلف الناتو وهي تكاد تخسر دول مثل السعودية ومصر وباقي دول مجلس التعاون لأنها تدخلت في سوريا بطريقة استفزازية وتشكيل حلف بينها وبين العراق وإيران وسوريا للتنسيق اﻻستخباراتي . ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان زار مؤخرا موسكو والتقى بالرئيس الروسي بوتين للتفاهم حول حل جذري للقضية السورية ولكن الموقف الروسي كان متشددا في دعم النظام السوري والإبقاء على الجزار بشار كرئيس لسوريا والإصرار على القضاء على الجيش السوري الحر والفصائل المعارضة مما كشف عن خلاف كبير في وجهات النظر بين الدولتين . ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان قام بزيارة فرنسا بعد زيارته لروسيا وقد كانت الزيارة ناجحة للغاية فقد كانت وجهات النظر متطابقة في كل القضايا المطروحة للنقاش وخاصة القضية السورية فهناك اتفاق على رحيل بشار الأسد ودعم المعارضة السورية وأن يكون الحل وفق قرارات مؤتمر جنيف واحد وقد توجت الزيارة بالتوقيع على استثمارات سعودية في فرنسا تقدر ب 10 مليارات يورو مما جعل فرنسا ترقص طربا للسخاء السعودي . أيضا السعودية تكفلت بدفع قيمة حاملتي طائرات فرنسية كانت تنوي فرنسا بيعها لروسيا لكنها ألغت الصفقة بسبب الموقف الروسي وعقدت صفقة جديدة مع جمهورية مصر وسوف تتسلمهما مصر قريبا . أيضا هناك تعاون عسكري وثيق بين دولة الإمارات العربية وفرنسا حيث أن هناك قاعدة عسكرية فرنسية في أبوظبي . كان الأجدر بالحكومة الكويتية أن تعقد صفقة الطائرات المقاتلة مع فرنسا وليس ايطاليا لأن الموقف الفرنسي تجاه القضايا العربيه قوي وواضح ويستحق الدعم بالمزيد من صفقات السلاح كذلك اﻻستثمارات الخارجية والتعاون المشترك . ﻻيخفى على أحد أن الموقف الأمريكي سيبقى ضعيفا ومترددا وﻻيمكن اﻻعتماد عليه حتى يتم انتخاب رئيس جديد في سنة 2016 وبعدها سوف تتضح الصورة بالنسبة للموقف الأمريكي تجاه القضايا العربية. ان الموقف الفرنسي ينسجم مع مبادئ الثورة الفرنسية التي اندلعت في سنه 1789 ضد السلطة المطلقة للملك ورجال الدين واستطاعت ان تنهي سيطرة الكنيسة على الحكم وإقرار مبدأ الفصل بين السلطات وحق الشعوب في تقرير مصيرها وهو مايطالب فيه الشعب السوري الذي تعرض للإبادة على يد الجزار بشار . ﻻشك أن العلاقات المتميزة مع فرنسا ستكون البديل المنطقي واﻻستراتيجي للعلاقات المضطربة بين الدول العربية وفي مقدمتها السعودية مع أمريكا وروسيا لأن هذه الدول فقدت مصداقيتها في دعم القضايا العربية وﻻيمكن الوثوق بها أو اﻻعتماد عليها في توفير الأمن واﻻستقرار في المنطقة . أحمد بودستور