×
محافظة المنطقة الشرقية

مورينهو يحاول السيطرة على تمرد غرف الملابس

صورة الخبر

قال فينسينزو أروتا مدير التسويق في شركة «تيمكس أوليو» الإيطالية العملاقة لمنتجات الطاقة المتجددة إن أسعار النفط ستستعيد قريبا مستويات مرتفعة وإن الأزمة الراهنة أقل بكثير من الأزمة المالية العالمية في 2008 وتداعيات الأزمة الراهنة أقل بكثير ولا يمكن أن نقارن الوضع الحالي بالأزمة السابقة. وأضاف أروتا في حوار مع «الاقتصادية»، أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بالمتغيرات في سوق النفط الخام ولا يستطيع وحده ضبط السوق واستعادة التوازن، ولكن التعاون والعمل الجماعي المثمر هو مفتاح النجاح، مشيرا إلى أن «أوبك» تتميز بالخبرة الطويلة وبالرؤية بعيدة المدى المبنية على جودة البحث والتحليل ولا تركز على مكاسب وقتية سريعة، وإنما على وضع أفضل لصناعة النفط وتطوير استثماراتها وتأمين الإمدادات. فيما دعا إلى تعاون المنتجين والمستهلكين من أجل الحفاظ على الاستثمارات وتنميتها بالرغم من الصعوبات الراهنة في السوق لمنع مواجهة مشكلة تقلص المعروض في المستقبل القريب كنتيجة طبيعية للإحجام عن الاستثمار، مشيرا إلى أن هذه المهمة ضرورة حياة للاقتصاد الدولي ولتحقيق النمو والاستقرار، وفيما يلي نص الحوار: ما تصورك لفرص الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة؟ ومزاياها مقارنة بالمنتجات النفطية الأخرى كالبتروكيماويات؟ الطاقة المتجددة ومنتجاتها تتمتع بفرص استثمارية كبيرة ومتنوعة وهي من المجالات المهمة والواعدة والاستثمار الذكي يقتنص الفرص ويقدم الجديد للسوق، خاصة أن الطاقة المتجددة ما زالت في مراحل الاستغلال الأولي ويمكن أن يتحقق كثير بالاعتماد عليها في السنوات المقبلة، أما البتروكيماويات فهي صناعة حيوية وجاذبة للاستثمار، وتتسم بالربحية العالية وأنا متفائل بشدة بشأن آفاق تلك الصناعة، التي تعتبر من المجالات الأقل في نسبة المخاطرة والأعلى في هامش الربحية وهي السبيل الأمثل الآن في ظل انخفاض أسعار النفط الخام، حيث يمكن تعويض تلك الخسائر بالتوسع في الصناعات المرتبطة بالنفط وفي مقدمتها البتروكيماويات. كيف ترى تأثير انخفاض أسعار النفط الخام على الاقتصاد الأوروبي بصفة خاصة وعلى المنتجين بشكل عام؟ التأثير كبير جدا، ولا يمكن أن يقلل أحد من حجمه، خاصة أن النفط فقد خلال شهور قليلة أكثر من 60 في المائة من قيمته، ما أضر المنتجين على نحو واسع، خاصة الذين يعتمدون كلية على بيع الخام بينما في أوروبا حدث وفر اقتصادي كبير في تكاليف وفواتير استخدام الطاقة وفى بيع الوقود أما التحدي الأكبر فهو الاستثمارات التي لجأت إلى السياسات التقشفية للتغلب على الأزمة وكانت الأزمة فرصا جيدة لكثيرين للتحول نحو الطاقة المتجددة ومنتجاتها بخطى أسرع من السابق. وكيف تستطيع الاستثمارات التعامل بشكل أمثل مع مشكلة انهيار الأسعار؟ لا شك أنها تواجه مأزقا كبيرا ووضعا شديد التشاؤم في تقديري، لأنه لا يمكن أن تتوقف ويجب أن تستمر وتواصل دورها في السوق وفى تأمين الإمدادات وتلبية الاحتياجات، ولذا فهي تقاوم بشدة صعوبات كبيرة، ويجب أن يمد المنتجون والمستهلكون لها العون على السواء. ما توقعاتك لأسعار النفط في الفترة المقبلة؟ التوقعات إيجابية، صحيح أن الأزمة الحالية كبيرة وخانقة للاستثمارات، ولكننا ما زلنا أفضل بكثير من الوضع في أزمة عام 2008، وكثير من المنتجين لجأوا إلى زيادة الإنتاج لتعويض الخسائر مما أضعف السوق بشكل أكبر نتيجة تفاقم حالة وفرة المعروض على حساب ضعف الطلب، وأظن أن الأسعار ستصحح نفسها بنفسها وهو ما بدأنا نلاحظه في السوق أخيرا بعد انخفاضات حادة في الأسعار في الربع الثالث وجدنا الربع الرابع من العام الجاري، يسجل بداية نتائج إيجابية نسبيا ونتمنى أن تستمر أكثر وأكثر حتى يستعيد السوق توازنه ونصل إلى مستوى أسعار مناسب وملائم للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين ويضمن أداء اقتصاديا فعالا وجيدا لكل أطراف العملية الاقتصادية. الطاقة المتجددة ومنتجاتها تتمتع بفرص استثمارية كبيرة ومتنوعة وهي من المجالات المهمة والواعدة. وفي الفترة الحالية يجب التركيز على تنويع الموارد بشكل كبير والاهتمام بالمنتجات الصناعية والصناعات المرتبطة بالنفط الخام إلى جانب زيادة التحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة بكل منتجاتها ومنحها نسبة مساهمة أكبر في مزيج الطاقة في العالم. إلى أي مدى تعتقد بنجاح التقارب والتعاون بين المنتجين والمستهلكين؟ في تقديري الشخصي أن التقارب والتعاون بين المنتجين والمستهلكين مرتبط ارتباطا قويا بمستويات الطلب العالمي وإن ظل الطلب على النفط منخفضا أو ضعيفا وهو أمر مستبعد – بحسب توقعي - سيكون من الصعب استقرار السوق وتحقيق تعاون مثمر بين أطراف الصناعة من منتجين ومستهلكين ومستثمرين. كيف ترى مسار الطلب على النفط في الأمد القريب؟ الأمر يتوقف على الصين لأنها هي المؤشر الرئيسي والمحرك لمنظومة الطلب العالمي على النفط والجميع يترقب الآن وينتظر التطورات والتغيرات التي ستطرأ على الاقتصاد الصيني فإذا تجاوز العثرات السابقة لا شك أنه سيقود الطلب إلى نتائج جيدة وواسعة وممتدة التأثير على السوق لسنوات وعقود مقبلة. ما مدى تقييمك لخطط حفز الاقتصاد الصيني؟ هي خطط جيدة وأتوقع أن يتعافى الاقتصاد الصيني بشكل جيد وينجح في أن يكون مفتاح سوق النفط نحو استعادة التوازن والدفع نحو معدلات نمو جيدة للاقتصاد الدولي وهناك آليات جيدة تأخذ بها الحكومة الصينية لتفادي الأزمات الاقتصادية والحفاظ على النشاط الصناعي ونمو الصادرات وتنافسيتها وبالتالي استعادة معدلات النمو المرتفعة التي سبق أن حققتها في السنوات العشر الماضية. كيف تقيم دور النفط الصخري الأمريكى ومدى قدرته على المنافسة والاستمرارية في السوق؟ لست متخصصا في شأن النفط الصخري الأمريكي ولكنني معني أكثر بالمنتجات النفطية وبالطاقة المتجددة ولكني بشكل عام أرى أنه يواجه تحديات كبيرة بسبب التكلفة المرتفعة للإنتاج واستهلاك كميات كبيرة من المياه، كما قد يثبت علاقته بأضرار بيئية بشكل مؤكد في الفترة القادمة وهو يواجه صعوبات جمة بسبب انخفاض الأسعار ويحاول حاليا إعادة الهيكلة ويكافح من أجل الاستمرار والحفاظ على الاستثمارات وإذا نجح في تقليل التكلفة والتوصل إلى تقنيات جديدة تقلل أعباء الإنتاج ربما يكون أقدر على التوازن والاستمرار. ما تقييمك لدور منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"؟ وما مدى قدرتها على ضبط إيقاع السوق؟ لا يستطيع أحد التنبؤ بشكل جازم بالمتغيرات المستقبلية في سوق الطاقة، لكن "أوبك" منظمة جيدة ومجتهدة للغاية ولديها رؤى مستقبلية مبنية على خبرة طويلة ودراسات وأبحاث دقيقة وأثمن دورها وأطالبها بمزيد، خاصة أنها تتبنى استراتيجيات قائمة على الانفتاح على الآخرين ومد يد التعاون إلى كل المنتجين الأعضاء وغير الأعضاء وهذا اتجاه مميز خاصة أنها لا تركز على مكاسب وقتية أو رؤية آنية ضيقة للسوق، وإنما تتطلع إلى المستقبل. كيف سيتعامل سوق الطاقة مع قضية تغير المناخ، التي أصبحت تلح على الاقتصاد الدولي بشكل أكبر في السنوات الأخيرة؟ لست متفائلا كثيرا بتلك المفاوضات، التي بدأت قبل 25 عاما دون تقدم ملحوظ وأظن أنه من الصعب التوصل إلى منظومة دولية واحدة ومتكاملة للتعامل مع هذه القضية، على الرغم من وجود ضغوط كبيرة على قطاع البتروكيماويات لتقليل الانبعاثات وضبط كفاءة الطاقة واستخدام التقنيات الحديثة لحماية البيئة، وأظن أن القطاع الصناعي، خاصة في مجال الصناعات الثقيلة يستجيب حاليا بشكل أكبر لتلك الضغوط ويحاول أن يطور نفسه ليكون أكثر توافقا مع المعايير البيئية وتقليل حجم الانبعاثات الضارة، التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. البعض يتصور أن هناك منافسة حادة قادمة بين النفط ومصادر الطاقة المتجددة.. ما تعليقكم؟ لا توجد أي منافسة بين النفط والطاقة المتجددة وهذا اعتقاد خاطئ لأن موارد الطاقة تتكامل ولا تتنافس وتعوض قصور بعضها بعضا، والعالم ما زال حتى الآن يعاني لدى شرائح كبيرة من قضية فقر الطاقة ونحتاج إلى كل موارد الطاقة لتلبية أغراض واحتياجات العالم من التنمية. هل أصبح من المؤكد تراجع نصيب النفط في مزيج الطاقة العالمي في المستقبل القريب؟ هذه حقيقة، ولكن سيظل النفط مكونا رئيسيا ومهيمنا على مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة، وصحيح أن النسب ستتغير وستنمو نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتتراجع نسبة الاعتماد على النفط التقليدي، ولكنه سيبقى قائدا لمنظومة الطاقة، وكما قلنا إن الموارد تكمل بعضها وحتى الآن ما زلنا نعتمد على الفحم رغم وجود النفط والغاز الطبيعي.