الرياض تقود عملاً دبلوماسياً عربياً وإسلامياً مُكثَّفاً لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة السورية التي أسفرت على مدى أكثر من 4 سنوات ونصف السنة عن قتل أكثر من ربع مليون شخص وتشريد عدة ملايين بين نزوح ولجوء، علاوةً على آثارها السلبية المنعكِسة على الشرق الأوسط خصوصاً لبنان. الموقف السعودي من الأزمة ثابت ويستند إلى مبادئ الشرعية الدولية والقيم العروبية والإسلامية، لذا يحظى بتقدير عالمي واسع وقبول شعبي سوري. وزير الخارجية، عادل الجبير، أدلى خلال الأيام الأخيرة بتصريحاتٍ مطوَّلة عن هذا الموقف، مُجدِّداً التأكيد على ثباتِه. الوزير الجبير تحدَّث في 3 مؤتمرات صحفية، بحضور نظرائه الروسي والفرنسي والتركي، عن أهمية، بل حتمية الاستناد إلى مبادئ بيان جنيف الأول (يونيو 2012) لإطلاق عملية سياسية في دمشق مدعومة من قِبَل المجتمع الدولي وتُفضِي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، والإعداد لانتخابات وكتابة دستور، مع عدم وجود أي دور لبشار الأسد في مستقبل بلدٍ دمَّرها بيديه ولا يزال من خلال براميله المتفجرة ومدفعيته المصوَّبة دوماً إلى رؤوس المدنيين. المملكة تدفع بقوة من خلال عملٍ دبلوماسي دؤوب يجوب العواصم في اتجاه الحل السياسي، وهدفها الرئيس الذي تشاركها فيه عديد الدول هو إرساء دولة سورية موحدة تستوعب كافة الأطياف والمكونات في إطار يكفل حقوق الجميع.