منذ عام 2012 ومرض كورونا الغامض ما زال يتحرك بهدوء الشيطان بيننا دون أن نجد له علاجا فعالا يوقف ترصده للناس والتسبب في وفاتهم، كما فعل مع نحو 538 شخصا من ضحاياه الذين بلغ عددهم أكثر من 900 مصاب في السعودية فقط. فشلت وزارة الصحة في محاصرة المرض أو إيجاد اللقاحات المناسبة أو حتى العلاج الذي يوقفه من التمادي والوصول بالمريض إلى الوفاة، وكل ما أتحفتنا به الوزارة محاولاتها لإدانة الإبل بالتسبب في المرض، وهو الأمر الذي واجهه ملاك الإبل وعشاقها دون هوادة، فرجح للناس دفاعهم على تهمة الوزارة التي يعتقد بأنها جاءت كدراسة "على الطاير" دون تثبت طبي حقيقي. وفي الوقت الذي ما زال وزير الصحة يؤكد في تصريحاته أن وزارته تقود تحالفا دوليا لمكافحة المرض وإيجاد لقاحاته، أعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية أن دولتها تمكنت من السيطرة على المرض والقضاء عليه تماما في أقل من أربعة أشهر، ليظهر السؤال: أين تحالف وزارتنا الموقرة من تجربة الكوريين؟ في كوريا قتل المرض 27 شخصا فقط، وذكرت التقارير الإخبارية أن معظم المتوفين هم من كبار السن المصابين أصلا بأمراض مختلفة، وأعلنت أخيرا أنها تخلصت من المرض بشكل نهائي خلال أشهر فقط، فيما ما زال المرض يتنقل بيننا وآخر محطاته كان مستشفى الحرس وسكن عاملات في جامعة نورة. نعرف أن وزارة الصحة تبذل كل جهدها لمكافحة المرض ومحاولة التوصل إلى العلاج واللقاحات، ونعرف أن المرض ليس له علاج محدد كما تؤكد منظمة الصحة العالمية، ولكن كل هذه الجهود ليس لها أي قيمة طالما لم تصل إلى نتائج فعالة منذ ثلاثة أعوام، وطالما اقتصر علاج المرض بالعزل والمضادات الحيوية.