أكدت الخارجية الأميركية، ظهر أول من أمس، أن جون كيري، وزير الخارجية، سيسافر إلى الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع، لبحث وقف الاشتباكات المتصاعدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان كيري نفسه صرح بذلك يوم الثلاثاء. غير أن مسؤولين أميركيين قالوا إن الرئيس باراك أوباما، بعد أن ناقش التطورات هناك مع مساعديه ومستشاريه في البيت الأبيض، قرر إيفاد كيري للاجتماع بالقادة الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنه «يريد من كيري أن يكون صريحا مع نتنياهو» (رئيس وزراء إسرائيل). وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، في مؤتمره الصحافي اليومي ظهر الأربعاء، بعد أن تحاشى الإجابة المباشرة عن سلسلة من أسئلة الصحافيين، إن الخارجية الأميركية «تتلقى تقارير عن النشاطات الإسرائيلية تشير إلى استعمال مفرط للقوة». بينما عبر البيت الأبيض عن قلقه من «استمرار أعمال العنف من الجانبين». وقال الناطق بلسانه جوشوا ارنست، من دون أن ينتقد أيا من الجانبين الفلسطيني أو الإسرائيلي: «تواصل الولايات المتحدة الاتصالات مع الإسرائيليين ومع الفلسطينيين حول الأحداث المتصاعدة هناك». وبعد تحاشي أجوبة مباشرة خلال الأيام الماضية، قال كيربي، إن «عدم المحافظة على الوضع الذي كان قائما في المسجد الأقصى لسنوات هو الذي أدى إلى احتدام العنف هناك». وعندما سئل عن طعن يهودي لأربعة فلسطينيين في ديمونة، قال: «أي عملية طعن ينفذها إسرائيلي أو فلسطيني هي عمل إرهابي». وقال كيربي إن الخارجية الأميركية، كررت طلبا إلى الحكومة الإسرائيلية بـ«رفع العراقيل، ونقاط التفتيش، التي أقامتها أخيرا، خلال أسرع وقت ممكن». وكان كيربي، في الماضي، طلب رفع «العراقيل»، لكنه طالب إسرائيل بالإسراع في ذلك. وفي إجابة عن سؤال حول عدم صدور تصريحات مباشرة من وزير الخارجية جون كيري، قال كيربي إن الوزير «يظل قلقا للغاية» من المواجهات العنيفة التي تشهدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ بداية الشهر الحالي. وأضاف: «قال (الوزير) بوضوح إنه يريد أن يتخذ الطرفان إجراءات ملموسة لخفض التوتر، وإعادة الهدوء، ومحاولة التقدم باتجاه حل الدولتين». من جهتها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، إن أوباما «يقوم بجهود جديدة لنزع فتيل التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين». غير أن الصحيفة أضافت أن أوباما «فقد التأثير على القادة من كلا الجانبين». وأن «القلق من موجة جديدة من العنف تتداخل مع التوترات الإقليمية الأوسع في المنطقة». وأن الاتفاق النووي مع إيران، وانهيار محادثات السلام في العام الماضي بين الفلسطينيين والإسرائيلي، والحروب في الدول العربية المجاورة «أشعلت توترات جديدة بين اللاعبين الإقليميين والولايات المتحدة». وعن زيارة كيري، قالت الصحيفة إنها ستكون الأولى للمنطقة منذ زيارته إلى الأردن في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأضافت: «أقر المسؤولون الأميركيون أن المحادثات المتوقعة لا يحتمل أن تسفر عن عملية سلام جديدة، لكنهم أكدوا أن أي تقدم سيكون مهمًا». من جهتها، قالت إسرائيل إن الخارجية الأميركية، تراجعت أمس، عن تصريحات سابقة نشرها الناطق بلسانها، جون كيربي، الذي كتب أن إسرائيل تغيّر الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، ملمحا إلى أنها السبب وراء موجة العنف والمواجهات الدائرة في القدس والأراضي الفلسطينية. وقد أطلق ذلك انتقادات واسعة في إسرائيل والأردن من قبل مسؤولين كبار في البلدين، فانتقدت وزيرة العدل، أييلت شكيد، تصريحات كيربي قائلة إنه يدل على حالة من سوء الفهم المطلق لمجريات الأحداث أو نوع من النفاق. وتطرق وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان أيضًا إلى القضية ذاتها قائلاً إن انخداع الخارجية الأميركية بالأكاذيب يستدعي الاستغراب ويدل على قلة المهنية، مضيفًا أنه يتوقع من الإدارة الأميركية تصويب هذا الموقف. وعندما صوبت الخارجية موقفها، كما طلبت إسرائيل، تباهى ناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية بذلك، وقال في حديث إذاعي: «نحن نقف بالمرصاد لمواجهة أي تشويه».